محمد عسّاف: «لم أفكر إلا بأمي»
تلفزيون الفجر الجديد- رافعاً شارة النصر على الطريقة الفلسطينية، دخل محمد عساف (23 عاماً) أمس الأول، عالم النجوميّة والأضواء. ابن غزّة الذي وصل متأخراً إلى تجارب الأداء في القاهرة قبل 7 أشهر، لم يكن يتوقّع أن ينال اللقب، ولا أن يتحوّل إلى ظاهرة تشغل الشاشات العالميّة. بعد سفره الطويل من غزّة للمشاركة في تجارب الأداء، وصل عساف القاهرة متأخراً، ولم يحالفه الحظ للحصول على طلب أو رقم. صديقه رمضان أبو نحل كان قد سبقه إلى المكان، وحجز رقماً لنفسه، وما كان منه إلا أن منح عساف دوره للمثول أمام اللجنة. ومن هناك، بدأت معركة عساف التي تحوّلت خلال أشهر إلى قصّة تشبه قصص الخيال، تتوجّت بفوزه بلقب «أراب أيدول»، وباهتمام فلسطيني وعربي وعالمي غير مسبوق.
لكن لماذا يصف تجربته بالـ «معركة»؟ يردّ محمد عساف في حديث مع «السفير» قائلاً: «لم أعتد يوماً على الإطراء أو المديح. لم أكن أريد أن أسمع من «يُمجدّ بصوتي». فأنا ابن مخيّم اللاجئين الفلسطينيين في خان يونس، عانيت الأمرين جراء الاحتلال وعشت المعاناة. درست الإعلام والعلاقات العامة وتخرجّت قبل وقت قليل، لكن الحلم الذي لم أصح منه بعد، هو الفوز في «أراب أيدول»، ما وضعني على سكة التحديّات مرة جديدة، لأخوض معركة جديدة».
يؤكّد محمد عسّاف أنّه لم يفكّر ولو للحظة بالفوز في «أراب أيدول»، ويتابع لـ «السفير»: «لا أعرف لماذا، لكنّي كنت كأنّي لا أسمع مديح لجنة التحكيم، ولا كل ما يكتب عني من تشجيع على مواقع التواصل. لا أعرف لماذا. لهذا أصابتني نوبة من البكاء بعد إعلان فوزي وركعت على الأرض، وفكرت بأمي بداية ولا أحد غيرها».
يؤكد عساف أنّه وقّع عقداً مع شركة «بلاتينيوم ريكوردز» التابعة لمجموعة «أم بي سي» لمدة عشر سنوات إلى جانب زملائه في «أراب أيدول» ما يفتح أمامه الطريق نحو تقديم أعمال غنائية جديدة. كما علمت «السفير» أنّ لديّه جولة غنائية قبل رمضان، وستنطلق من دبي، إضافة إلى مجموعة من الحفلات الخاصة في الخليج. كما غرّد عساف بالأمس عبر حسابه الرسمي على تويتر، أنّه سيؤدّي أغنية التتر لأحد المسلسلات التي ستعرضها «أم بي سي» في رمضان المقبل.
وكانت الحفلة الختاميّة السبت ترافقت مع جنون جماهيري في المدن الفلسطينيّة في غزّة ورام الله وفي الأراضي المحتلّة. كما واكب ذلك جنون في العالم افتراضي، بين داعم لعساف، وبعض الأصوات التي اعتبرت أنّ مشاركة عساف في البرنامج «تضّر بالقضيّة الفلسطينيّة» (!). ولم يعكّر صفو الاحتفالات الافتراضيّة إلا «التهاني» التي وجهها المتحدّث باسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وزميله عوفير جندلمان المتحدث باسم رئاسة وزراء العدو، ما جرّ عليهما سيلاً من الشتائم.
وكان واضحاً بعد إعلان النتائج أنّ «أم بي سي» كانت شبه مستعدة لفوز عساف، نظراً لكثافة التصويت لصالحه خلال الأيام الماضية. لهذا كان تسليمه لقب «سفير نوايا حسنة» من «الأونروا»، ومنصب «سفير الثقافة والفنون» بمزايا دبلوماسية، مشهداً «معداً سلفاً». وهذا ما لم يمرّ مرور الكرام على مواقع التواصل، إذ احتجّ كثيرون على ما اعتبروه «تسلّق بعض الجهات السياسيّة على كتفي عساف».
وبُعيْد اختتام الحلقة النهائية، عقدت «أم بي سي» مؤتمراً صحافياً ضمّ إلى جانب «محبوب العرب»، أعضاء لجنة التحكيم راغب علامة ونانسي عجرم وأحلام وحسن الشافعي، والمتحدّث الرسمي باسم المجموعة مازن حايك. وتسلّم الفائز مفتاح سيارة «شيفروليه كمارو» الرياضية، وأهدى الفوز إلى وطنه فلسطين، وإلى الشعب الفلسطيني، وإلى جمهوره الكبير، وإلى كل من آمن بقدراته ودعمه وصوّت له في العالم العربي وخارجه. كما وعد عساف جمهوره بمتابعة مشواره الغنائي، وصولاً إلى الاحتراف.
بدوره، أكّد مازن حايك رداً على أسئلة الصحافيين أنّ محمد عساف وزميليه أحمد جمال وفرح يوسف كانوا يستحقون جميعاً الفوز. وبذلك، تكون صفحة الموسم الثاني من «أراب أيدول» قد طويت، بعد تحقيقه نسب مشاهَدة عالية، وتسجيله تفاعلاً كبيراً على الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.