العقد الماضي سينمائياً : المزيد من أفلام القتال والسلاسل الناجحة
ستطول المقارنة أكثر وأكثر، وسنضطر لعقد مقارنات بين العقد الأول من الألفية الجديدة وعقود سابقه، حتى نصل لعام ١٨٩٥ لنقول “كانت السينما خروج عمال من مصنع”. لكن لا حاجة لذلك، كل ما نحتاجه هو 10 سنوات فقط من التاريخ السينمائي، من الأول من يناير لعام ٢٠٠٠ حتى 31 من كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩.
بداية تقريرنا من عاصمة السينما، هوليوود وأبطالها الخارقين وثلاثياتها اللامنتهية التي هيمنت على طابع أفلام الصيف للعقد المنصرم، بداية من “ملك الخواتم” و “قراصنة الكاريبي” إلى “هاري بوتر” “وسبايدر مان”، بعوائد مالية أنعشت سوق موسم العطلات وأفلام المؤثرات الخاصة، حتى بدا أن هوليوود لا تفكر إلا في انتاج مثل هذه الأفلام للأرقام القياسية التي تحققها افتتاحية كل فيلم يحتوي على وحوش أو يعتمد على سلسلة معينة.
بدأ بيتر جاكسون العقد بثلاثية “ملك الخواتم” وختم جيمس كاميرون العقد بآفاتار، لتزيد أرباح الأفلام سنة بعد سنه، في عقد شهد أزمتين ماليتين، وانتشار تحميل الأفلام من الانترنت، وظهور تقنية البلوراي، لكن كل ذلك لا يستطيع تهدئة روع مراهقات يتدافعن من أجل هاري بوتر و مون لايت وعائلات مع أطفالهم في طابور طويل لمشاهدة آخر أفلام بيكسار. فإذا كانت الثمانينيات بداية ما أصبح يعرف لاحقا بأفلام “البلوكبستر” ، فالعقد الأول من الألفية حول البلوكبستر إلى “فرانشايز”.
طفرة هوليوود التقنية أثرت على المزاج النقدي العام لتلقي الأفلام، وأصبح النقاد يتفقون بشكل عام مع الجمهور، ففي العام الماضي فقط نجح كل من “ستار تريك”، “ديستركت ناين”، “هانغوفر” و “اب” في التوفيق بين الطرفين لدرجة أن الكثير من النقاد تجده يضع بعض هذه العناوين في قائمته لأفضل الأفلام نهاية العام. هذا غير أن بعض الأفلام ذات التوجه التجاري أصبحت تميل بشكل أكبر للنزوح حول الواقعية كثلاثية بورن، وفارس الظلام، بصفتهما اثنين من أفضل أفلام الإثارة في العقد المنصرم. ووفقا لتلك العوامل، أصبحت السينما في كل عام تجدد نفسها تقنيا، حتى جاء الدور على ملك “التسعينيات” جيمس كاميرون لينهي العقد بفيلم في طريقه لتحطيم أرقام فيلمه الآخر التايتانيك.
وإذا ما اعتبرنا مايكل مور من مخرجي العقد المؤثرين فلا بد أن نذكر أنه في حال ما إذا كان هناك لقب كمخرج العقد، فلا منافس حقيقيا للبريطاني الشاب “”كريستوفر نولان”” على اللقب، الذي في العشر سنوات الماضيه فقط قدم خمسه أفلام متنوعه، تأكد جميعها على عبقرية شاب في طريقه للخلود، يأتي بعده في قائمة مخرجي العقد شباب أنجبهم العقد الماضي كويز اندرسون وشارلي كوفمان وجيسون ريتمان ونوح بامبوخ، وآخرين بدأوا في عقود سابقه وازدهروا في العشر سنوات الماضية كبيتر جاكسون وكلينت ايستوود والإخوة كويين وتارنتينو، أو قادمين من عوالم مختلفة كالفونسو كورون وونق كار واي والمودفار ولارس فون تراير.
عالميا، ساعد مهرجان “”كان”” بتشكيل حركة سينمائية أصبحت تدعى في الأوساط السينمائية بالموجهة الرومانية الحديثة، عندما توج عام ٢٠٠٧ فيلم كرستيان مونجي “”أربع شهور ثلاث أسابيع ويومين”” بالسعفة الذهبية وفيلم “”كاليفورنيا دريمن”” بجائزة النظرة الخاصة ليعلن وقتها أن مجموعة الأفلام الرومانية التي ظهرت في منتصف الألفية الأولى يمكن النظر إليها بصفتها آخر موجات أوربا السينمائية، فيما اكتفى مهرجان البندقية بزعامة ماركو مولير بتقديم المزيد من الدعم للسينما الآسيوية واحتضان أفلام الخريف الأمريكية لتزيد منافسته مع مهرجان تورنتو.
إذن.. فالعقدالسابق حاله كحال أي عقد نحب أن نستعرضه سينمائيا، مليء بالأحداث والتطورات التقنية، وملايين تتحول لحسابات منتجي هوليوود وهم يتذمرون من تأثير القرصنة على ارتياد الجماهير للصالات السينمائيه، عقد عنوانه الازدهار لهوليوود وموت السينما المستقلة، وغلافه “”آفاتار”” الذي سيغير حتما من تذوق أفلام الخيال العلمي في العشر سنوات القادمه، كما غير “”الماتركس””(١٩٩٩) أفلام العقد الماضي، وكأن هوليوود تقصد أن تتركنا في نهاية كل عقد بتحفة بصرية.
“