لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

العقد الماضي سينمائياً : المزيد من أفلام القتال والسلاسل الناجحة



في التسعينيات تمكنت التكنولوجيا والمؤثرات الخاصة من اتخاذ مكان ثابت لها في أفلام البلوكبستر. في الألفية جاءت الايماكس والثري دي. في التسعينيات انتعشت الأفلام المستقله، في الألفية انتعشت الأفلام الوثائقيه. في التسعينيات كانت السينما جميله، في الألفية لا تزال السينما جميلة.

ستطول المقارنة أكثر وأكثر، وسنضطر لعقد مقارنات بين العقد الأول من الألفية الجديدة وعقود سابقه، حتى نصل لعام ١٨٩٥ لنقول “كانت السينما خروج عمال من مصنع”. لكن لا حاجة لذلك، كل ما نحتاجه هو 10 سنوات فقط من التاريخ السينمائي، من الأول من يناير لعام ٢٠٠٠ حتى 31 من كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩.

 
 
 
هوليوود … ثلاثيات وأبطال خارقون
   
بداية تقريرنا من عاصمة السينما، هوليوود وأبطالها الخارقين وثلاثياتها اللامنتهية التي هيمنت على طابع أفلام الصيف للعقد المنصرم، بداية من “ملك الخواتم” و “قراصنة الكاريبي” إلى “هاري بوتر” “وسبايدر مان”، بعوائد مالية أنعشت سوق موسم العطلات وأفلام المؤثرات الخاصة، حتى بدا أن هوليوود لا تفكر إلا في انتاج مثل هذه الأفلام للأرقام القياسية التي تحققها افتتاحية كل فيلم يحتوي على وحوش أو يعتمد على سلسلة معينة.

بدأ بيتر جاكسون العقد بثلاثية “ملك الخواتم” وختم جيمس كاميرون العقد بآفاتار، لتزيد أرباح الأفلام سنة بعد سنه، في عقد شهد أزمتين ماليتين، وانتشار تحميل الأفلام من الانترنت، وظهور تقنية البلوراي، لكن كل ذلك لا يستطيع تهدئة روع مراهقات يتدافعن من أجل هاري بوتر و مون لايت وعائلات مع أطفالهم في طابور طويل لمشاهدة آخر أفلام بيكسار. فإذا كانت الثمانينيات بداية ما أصبح يعرف لاحقا بأفلام “البلوكبستر” ، فالعقد الأول من الألفية حول البلوكبستر إلى “فرانشايز”.

طفرة هوليوود التقنية أثرت على المزاج النقدي العام لتلقي الأفلام، وأصبح النقاد يتفقون بشكل عام مع الجمهور، ففي العام الماضي فقط نجح كل من “ستار تريك”، “ديستركت ناين”، “هانغوفر” و “اب” في التوفيق بين الطرفين لدرجة أن الكثير من النقاد تجده يضع بعض هذه العناوين في قائمته لأفضل الأفلام نهاية العام. هذا غير أن بعض الأفلام ذات التوجه التجاري أصبحت تميل بشكل أكبر للنزوح حول الواقعية كثلاثية بورن، وفارس الظلام، بصفتهما اثنين من أفضل أفلام الإثارة في العقد المنصرم. ووفقا لتلك العوامل، أصبحت السينما في كل عام تجدد نفسها تقنيا، حتى جاء الدور على ملك “التسعينيات” جيمس كاميرون لينهي العقد بفيلم في طريقه لتحطيم أرقام فيلمه الآخر التايتانيك.

 
 
 
 
تأثر السينما المستقلة
 
إذن.. فهوليوود تعيش أفضل حالاتها، إلا أن استديوهاتها المستقلة التي عاشت عز ازدهارها في منتصف التسعينيات بموجة تارنتينو ولينكلايتر وسودبيرغ، تأثرت بالأزمة المالية كثيرا لتندمج “بارامونت فانتاج” الأستديو المستقل الذي قدم في عام واحد فقط “انتو ذا وايلد” و”نو كونتري فور اولد مان” و”ذير ويل بي بلود” مع شركة بارامونت الأصل، بالإضافة لمشاكل توزيع أخرى انعكست سلبا على أسواق المهرجانات السينمائيه، لكن من جهة أخرى فأن الألفية تعد زمن السينما الوثائقيه، بفضل مايكل مور الذي أعادا اعتبار سينما الحقيقة بـ”فهرنهايت ٩١١” و “سيكو” ، لتصبح أفلام لغيره ك”سوبر سايز مي”، ” مان اون ذا واير”، و”هيما” أفلاما جماهيريه. كما أن السينما الكوميدية التجارية ازدهرت نقديا بفضل موجة التحرر الشابة التي استحدثها جود اباتو بأفلام ك”عذري عمره أربعين سنه” و”سوبر باد” مع “سيث روغان” و”جوناه هيل” و”مايكل سيرا”.

    

 
 
 
المخرج “كريستوفر نولان”” يوجه ممثليه في أحد أفلامه
    
وإذا ما اعتبرنا مايكل مور من مخرجي العقد المؤثرين فلا بد أن نذكر أنه في حال ما إذا كان هناك لقب كمخرج العقد، فلا منافس حقيقيا للبريطاني الشاب “”كريستوفر نولان”” على اللقب، الذي في العشر سنوات الماضيه فقط قدم خمسه أفلام متنوعه، تأكد جميعها على عبقرية شاب في طريقه للخلود، يأتي بعده في قائمة مخرجي العقد شباب أنجبهم العقد الماضي كويز اندرسون وشارلي كوفمان وجيسون ريتمان ونوح بامبوخ، وآخرين بدأوا في عقود سابقه وازدهروا في العشر سنوات الماضية كبيتر جاكسون وكلينت ايستوود والإخوة كويين وتارنتينو، أو قادمين من عوالم مختلفة كالفونسو كورون وونق كار واي والمودفار ولارس فون تراير.
 
 
 
 
خارج أسوار هوليوود
 
سيذكر المؤرخون أيضا أن العقد الماضي قررت فيه أكاديمية الفنون والعلوم منح مارتن سكورسيزي أوسكاره الأول عن فيلم “”الراحلون”” وتوسيع دائرة الأفلام المرشحة لأوسكار أفضل فيلم لتضم عشرة عناوين، أول المتوجين بعد هذا التوسع سيكون أول أوسكار يمنح في بداية العقد الجديد، في قرار تاريخي قد يقلل من قيمة الترشيح لأوسكار أفضل فيلم، كما سيحدث بكل تأكيد هذا العام لصعوبة إيجاد خمسة أفلام فقط تستحق الأوسكار، على عكس أعوام أخرى مليئة بالروائع السينمائية طوال العام مثل عام ٢٠٠٠ أو أفضل سنوات العقد الماضي سينمائيا ٢٠٠٧.

عالميا، ساعد مهرجان “”كان”” بتشكيل حركة سينمائية أصبحت تدعى في الأوساط السينمائية بالموجهة الرومانية الحديثة، عندما توج عام ٢٠٠٧ فيلم كرستيان مونجي “”أربع شهور ثلاث أسابيع ويومين”” بالسعفة الذهبية وفيلم “”كاليفورنيا دريمن”” بجائزة النظرة الخاصة ليعلن وقتها أن مجموعة الأفلام الرومانية التي ظهرت في منتصف الألفية الأولى يمكن النظر إليها بصفتها آخر موجات أوربا السينمائية، فيما اكتفى مهرجان البندقية بزعامة ماركو مولير بتقديم المزيد من الدعم للسينما الآسيوية واحتضان أفلام الخريف الأمريكية لتزيد منافسته مع مهرجان تورنتو.

إذن.. فالعقدالسابق حاله كحال أي عقد نحب أن نستعرضه سينمائيا، مليء بالأحداث والتطورات التقنية، وملايين تتحول لحسابات منتجي هوليوود وهم يتذمرون من تأثير القرصنة على ارتياد الجماهير للصالات السينمائيه، عقد عنوانه الازدهار لهوليوود وموت السينما المستقلة، وغلافه “”آفاتار”” الذي سيغير حتما من تذوق أفلام الخيال العلمي في العشر سنوات القادمه، كما غير “”الماتركس””(١٩٩٩) أفلام العقد الماضي، وكأن هوليوود تقصد أن تتركنا في نهاية كل عقد بتحفة بصرية.

الرابط المختصر: