اللبنانيات بالسينما المصرية.. ظاهرة على طريق الاندثار
لم تعد ظاهرة استقطاب المغنيات اللبنانيات في السينما المصرية تثير شهية النقاد ،ولا حفيظة نقابة الفنانين في مصر التي كلما اتخذت قرارات تضبط عمل الوافدات من بوابة الإغراء اللبنانية، تقوم في وجهها انتقادات تتهمها بالعنصرية.
لكن بعيداً عن الحملة التي قامت في وجه فنانات الإغراء اللواتي اقتحمن السينما المصرية، وبعيداً عن قرارات نقابة الفنانين، يبدو أن مشاركة الفنانات الوافدات بدأت تفقد وهجها على الرغم من الامكانات التي ترصد لأفلامهن.
فماذا قدمت الفنانات اللبنانيات للسينما المصرية؟
نيكول سابا كانت من أوائل المغنيات الشابات اللواتي اقتحمن عالم السينما المصرية، مع النجم عادل إمام الذي رشحها للعب دور البطولة امامه في فيلم «التجربة الدانمركية»، فيلم أثار الكثير من الانتقادات لجرأة الدور الذي لعبته نيكول، والذي وضعها في خانة الإغراء، على الرغم من نجاح الفيلم.
نيكول حاولت الخروج من عباءة الإغراء لتثبت نفسها كممثلة موهوبة، ونجحت بعد سلسلة أفلام كرستها نجمة سينمائية حيث كان مسك الختام مع فيلم «ليلة البيبي دول» قبل أن تنتقل إلى عالم الدراما في مسلسل «عدَّى النهار».
نيكول التي أثارت الصحافة بمشاكلها مع زميلتها رزان المغربي في مسلسل «عدَّى النهار» الذي صوّر مؤخراً، كشفت عن حجم المنافسة بين الفنانات اللبنانيات في السينما المصرية على الرغم من نفيها لما يتردد.
بدورها نفت رزان التي دخلت السينما المصرية قبل سنوات الأمر، مؤكدة أن نيكول ابنة بلدها وأنهما لم تلتقيا خلال التصوير. وربما كان خلاف النجمتين الأمر الوحيد الذي لفت النقاد إلى أفلام رزان التي لم يحالفها الحظ على الرغم من الدعاية القوية التي سبقت افلامها، وعلى الرغم من الجماهيرية الكبيرة التي تحظى بها في مصر والعالم العربي.
مايا نصري بدورها دخلت عالم السينما من بوابة الغناء، لكن فيلمها الأول «الكود 36» مني بفشل كبير، خصوصاً أن عوامل النجاح التي تعتمد عليها السينما المصرية لم تتوافر للفيلم الذي لم تتوقف عنده مايا، فلعبت دور البطولة في مسلسل «سلطان الغرام» الذي بدوره مر مرور الكرام.
مايا لم تثر ضجة من خلال ما قدمته من اعمال فنية، الضجة جاءت من مكان آخر، حيث قام مدير أعمالها بتهديدها بعد ادعائه بأنه متزوج بها عرفياً، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل إلى حد تهديدها بنشر صور إباحية عنها عبر شبكة الإنترنت، ما دفع بمايا إلى رفع دعوى قضائية ضده، قبل أن تعلن خطبتها إلى المخرج المصري إيهاب لمعي.
أما الفنانة رولا سعد فقد راهنت الكثير على فيلمها «الغرفة 707» الذي لم يحقق عرضه ما يوازي حجم الدعاية المرصودة له، وما سبقه من تراشق بين رولا وهيفاء وتنافسهما على خطب ود المنتج المصري محمد السبكي الذي قيل انه يلعب على وتر الخلافات بين الفنانتين ليوقع عقوداً تناسب مصلحة شركته.
بدورها دخلت هيفاء السينما من أوسع أبوابها، حيث خاضت التجربة امام المخرج خالد يوسف في فيلم «دكانة شحاتة» الذي بدأ يثير الاهتمام قبل عرضه، خصوصاً أن بطلته تعتبر مادة مثيرة لشهية النقاد، ومشاركتها في فيلم مصري تعتبر الخطوة المنتظرة التي ينتظرها محبو هيفاء وأعداؤها.
هيفاء التي لم تدخل بازار المنافسة الجدية تعرضت للاتهام بمحاولة خطف الأضواء من قبل الفنانة مادلين مطر، التي أكدت أن هيفاء حاولت سرقة الصحافيين منها، عبر توجيه الدعوة إليهم لملاقاتها في حفل افتتاح أحد الافلام الذي صودف عرضه مع عرض فيلم مادلين الجديد الذي حضرته قلة من الصحافيين.
التراشق بين مادلين وهيفاء ما لبث أن تحول إلى دعاية للفيلم الذي لا يزال الوقت مبكراُ للحكم عليه.
فضائح وانتقادات
وبعيداً عن الأفلام التي رصدت لها ميزانيات عالية ودعايات أكبر من حجمها، برزت نوعية جديدة من الأفلام بدا أن السينما المصرية تخلت عنها منذ سنوات طويلة، افلام لنوعية محددة من الفنانات، وحصرا اللبنانيات منهن، امثال دانا وماريا ومروى ودوللي شاهين، اللواتي لم تمر افلامهن مرور الكرام.
فبعد سلسلة كليبات فاضحة، اقتحمت مروى السينما المصرية بأفلام وصفتها الصحافة بالمبتذلة وصولاًُ إلى فيلم «دكتور سيليكون» الذي تعرض لمشاكل مع الرقابة وصولاً إلى الهجوم الحاد الذي شنته الصحافة المصرية على مروى ونفي نقابة الفنانين اللبنانيين ما أعلن عن دعمها للفنانة في ما يشبه التبرؤ منها.
بدورها كانت الفنانة الاتية من بوابة عرض الازياء ماريا عرضة للانتقاد مع فيلمها الجديد «بلا رقابة» الذي كان من المقرر ان تلعب فيه دور البطولة امام الفنانة دوللي شاهين التي استبدلت بها الفنانة علا غانم، واشيع ان استبدالها جاء بناء على طلبها لأنها رفضت مشاركتها دور البطولة بعد ان اتهمتها بأنها اساءت الى طالبات المدارس وقدمتهن بشكل غير لائق في احد كليباتها.
الفيلم الذي يتحدث عن الشذوذ الجنسي تعرض لهجوم عنيف، وبدت فيه ماريا عنصراً ثانوياً من مكملات الدعاية للفيلم الذي يبدو انه لن يمر مرور الكرام.
اما الفنانة دوللي شاهين التي تثير المشاكل منذ دخولها عالم التمثيل، فقد اصبحت رمزاً للاغراء في السينما المصرية، بعد ظهورها في المايوه في فيلم «ويجا» الذي فتح عليها عيون المنتجين رغم ما اثير عن مزاجها الخاص وافتعالها المشاكل مع زميلاتها، وآخرهن الفنانة جومانة مراد التي وصفتها بقليلة الادب بعد سلسلة مشاكل بينهما اثناء تصويرهما فيلم «الشياطين».
ويبقى السؤال: ماذا قدمت الفنانات اللبنانيات للسينما المصرية؟ ولماذا يصر المنتجون المصريون على استقطابهن على الرغم من فشل معظم التجارب التي قدمنها ورسوبهن في امتحان الجماهيرية التي تقررها شبابيك دور السينما، التي على ما يبدو ستبقى شبه فارغة ما لم يجر استثمار المواهب الوافدة بصورة تعتمد على ما هو ابعد من الشكل الخارجي الذي يصنع نجوماً من ورق.




