لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

تناولت الكثير من الـMotilium ..ماذا سيصيبني؟!



تلفزيون الفجر الجديد- بعد الجدل الذي أثارته الدراسة المنشورة عن خطورة استعمال دواءMotilium ، والهلع الذي اصاب المواطنين الذين يتناولون هذا الدواء، أصدرت وزارة الصحة بياناً اشارت فيه الى ان اي دواء يمكن ان يكون ضاراً اذا لم يستعمل وفقا للاصول من حيث دواعي الاستعمال او كمية او مدة تناوله، وان الطبيب هو صاحب الاختصاص لتقدير المنفعة المرجوة مقارنة مع الاضرار المحتملة.

واضاف البيان ان "الدراسات العلمية تثبت احيانا بأن الاستفادة من بعض الادوية لا تبرر خطورة استعماله مما يستدعي سحب الدواء من السوق، وهذا لا ينطبق على اي من الادوية المسوقة في لبنان بما فيها دواء (Motilium ) الذي لم تتخذ اية دولة قراراً حتى الآن بسحبه."

واكدت الوزارة انها "لن تتوانى عند الضرورة عن سحب اي دواء من السوق حفاظا على السلامة العامة كما سبق وفعلت في مرات عدة".

هواجس

بيان الوزارة لم يخفف كما يبدو من هلع كثير ممن يتناولون كميات كبيرة من الدواء، ومن دون وصفات طبية في احيان كثيرة.
تقول جاكلين وطفا (43 سنة) انها تتناول Motiluim منذ سنوات طويلة، وتحرص على ان يكون في حقيبتها في شكل دائم. مع انتشار الخبر عن خطورة الدواء وتسببه بوفاة عدد من الاشخاص، اتصلت جاكلين بطبيبها، فطمأنها الى ان لا تأكيدات طبية تجمع على ما توصلت اليه الدراسة المنشورة.
"لكن في حال كان الدواء خطراً ومميتاً، ماذا سيصيبني الآن؟"، سؤال وجهته جاكلين الى الطبيب الذي عاد ليطمئنها، داعياً اياها الى زيارة للكشف الصحي لمزيد من الاطمئنان.
محمود كيال (32 سنة) من مستعملي الدواء ايضاً، وكان من الذين صدموا بالاخبار المنشورة. بالنسبة لمحمود، فان بيان وزارة الصحة ليس كافياً، اذ "يجب اتخاذ اجراءات سريعة في حال كان هناك احتمال ولو ضئيل لمخاطر ناتجة عن تناول الدواء".
ويتندر كيال قائلاً: "لا اكاد اشفى من مرض الرشح حتى اصاب به مرة اخرى، اشعر بالام مستجدة في امعائي، الآن بتّ اعتقد ان Motilum هو السبب".
جاكلين ومحمود يعبران عن المخاوف والتعقليات التي غزت امس مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل ابرزها كان تغيير اسم الدواء الى "موت اليوم"!
من جهتها، نقابة الصيادلة لا ترى ان نشر تقرير طبي يلزم اي دولة بسحب دواء من السوق، فـ"الامر في حاجة الى دراسة معمقة والى قرار تتخذه منظمة الصحة العالمية"، وفق النقيب ربيع حسونة.
والرأي عينه يتفق معه عدد كبير من الاطباء، ومنهم الاخصائية في الطب العائلي الدكتورة امية مشرفية والدكتورة غريس أبي رزق اللتان سألتهما "النهار" رأييهما فخلصتا الى عدم اتخاذ اي قرار في شأن التوقف عن استعمال الدواء او وصفه للمرضى في انتظار القرار الرسمي في هذا الشأن.

خلاصة الدراسة

وإليكم في الآتي، خلاصة الدراسة (ترجمة نسرين ناضر) التي نشرتها مجلة Prescrire :

تمارس مادة الـ"دومبيريدون" (dompéridone) (الموجودة في دواء Motilium أو سواه من الأدوية المماثلة) مفعولاً ضئيلاً في حالات الغثيان والتقيؤ. وتزيد في المقابل من خطر الاضطرابات في نبض القلب والموت الفجائي. فقد رجّحت مجلة Prescrire الطبية، عبر مقارنة بيانات التأمين الطبي ووتيرة حالات الموت الفجائي، فرضية أن يكون 25 إلى 120 شخصاً قد توفّوا بصورة فجائية خلال عام 2012 في فرنسا بسبب تناولهم مادة الـ"دومبيريدون". لذلك حان الوقت كي تسحب السلطات الصحية الأوروبية هذا الدواء من السوق.

الـ"دومبيريدون" (dompéridone) (الموجودة في دواء Motilium أو سواه من الأدوية المماثلة) هي مادة مهدّئة للأعصاب تُستعمَل في حالات الغثيان-التقيؤ الخفيفة، ومفعولها ضئيل في التخفيف من الأعراض. من المعلوم أن الأدوية المهدّئة للأعصاب تعرّض الشخص لخطر الإصابة باضطرابات في نبض القلب. ومنذ عام 2005، أظهرت دراسات وبائية أجريت في هولندا وكندا، أن خطر الموت الفجائي الناجم عن السكتة القلبية يزيد بمعدل 1،6 إلى 3،7 مرات تقريباً في حال تناول مادّة الـ"دومبيريدون".

وفي أواخر عام 2011، أبلغت وكالة الدواء الفرنسية والشركة الأساسية المعنية الأطباء والصيادلة عن خطر الموت الفجائي الذي تسبّبه مادة الـ"دومبيريدون". ومن المرتقب أن تعلن وكالة الدواء الأوروبية في آذار المقبل عن قرارها بشأن هذه المادة، لكن يُخشى أن تكتفي بالتوصية بخفض الجرعات أو مدّة العلاج. فهذه الإجراءات ليست كافية لتوفير حماية كاملة للمرضى، وتلقي بالمسؤولية التي يُفترَض بوكالات الأدوية تحمّلها، على عاتق العاملين في مجال الرعاية الطبية الذين لديهم أصلاً ما يكفي من العمل، وهم بغنى عن تحمّل عبء إضافي يفرض عليهم أن يشرحوا للمرضى أن هذا الدواء أو ذاك مسموح إنما يُنصَح بتجنّبه.

في هذا السياق، نشرت مجلة Prescrire يوم الأربعاء 19 شباط الجاري، تقريراً أعدّته هيئة التحرير انطلاقاً من بيانات التأمين الطبي التي تُظهر أن 7% تقريباً من البالغين حصلوا على جرعة واحدة على الأقل من الـ"دومبيريدون" خلال عام 2012، أي نحو ثلاثة ملايين شخص. عبر مقارنة هذه الأرقام بوتيرة الموت الفجائي في فرنسا، ترجّح استنتاجات حذرة فرضية أن تكون مادة الـ"دومبيريدون" مسؤولة عن وفاة نحو 25 إلى 120 شخصاً بطريقة فجائية خلال عام 2012.

حان الوقت للتوقّف عن استعمال هذا الدواء الذي يمكن استبداله بحلول أفضل للمريض. فالاضطرابات التي تدفع بالمريض إلى تناول الـ"دومبيريدون" غالباً ما تختفي فجأة أو من خلال اتباع إجراءات معيّنة في النظام الغذائي. أما في ما يتعلق بالمرضى الذي يرغبون في تناول دواء، فيمكن إعطاؤهم علاج بديل (placebo) لا يحمل أي آثار جانبية مضرّة. وفي حالة الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي (reflux)، يُفضَّل تناول مثبّطات مضخة البروتون مثل الـ"أوميبرازول" (oméprazole) (أي دواء Mopral أو سواه) بدلاً من الـ"دومبيريدون". وفي الحالات النادرة حيث يبدو مبرراً استعمال "مبدِّل حرَكية" المعدة، يمكن التفكير في استخدام الـ"ميتوكلوبراميد" (métoclopramide) (دواء Primpéran أو سواه من الأدوية المشابهة)، إنما بحذر شديد، أي بالحد الأدنى من الجرعات، مع مراقبة دقيقة للمضاعفات غير المرغوب فيها التي تنجم عن مفعوله المهدّئ للأعصاب. ليست هناك من إثباتات تُظهر أن الـ"ميتوبيمازين" (Vogalène أو سواه من الأدوية المماثلة)، والـ"أليزابريد" (Plitican) أفضل من الـ"ميتوكلوبراميد".

الرابط المختصر: