لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

إيهود باراك: على “إسرائيل” أن توقف الحديث عن ديمونا



دعا رئيس وزراء حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك المستوطنين إلى الكف عن الحديث حول مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب، وحثهم على الانضمام لما أسماه “محور الاعتدال”، الذي تقوده الولايات المتحدة، في مواجهة ما أسماه “محور المقاومة” بزعامة روسيا وإيران.

وقال إنه على الرغم من مرور 9 أشهر على الحرب في قطاع غزة، فإن “إسرائيل” لم تحقق “أيًّا من أهدافها”، و”الأنكى من ذلك، أن الشلل الإستراتيجي” الذي أظهرته قيادة الحكومة ينذر باندلاع صراع إقليمي شامل وطويل الأمد.

وأضاف أن ذلك كله يحدث في وقت يتفاقم فيه الخلاف مع الولايات المتحدة، وتغرق “إسرائيل” في لجج عزلة دولية.

نقاش عقيم
وأوضح في مقاله بصحيفة هآرتس العبرية، أن هذا “الوضع المعقد” أثار موجة من النقاشات في الآونة الأخيرة في الصحف والقنوات التلفزيونية، تمحورت حول توقعات أو مطالبات بأن تُلوّح “إسرائيل” باستخدام قدراتها النووية المزعومة كوسيلة للخروج منتصرة من هذه الأزمة، بل إن هناك من يقترح النظر في الاستفادة من هذه القدرات فعليا.

وفي اعتقاد باراك أن هذا النقاش “لا داعي له، وغير مفيد، وربما يمكن أن يكون ضارا”، كما أنه يعكس “مشاعر إحباط ويأس”، واصفا ما يتداول بين المستوطنين من آراء لا تنطوي على نصائح “مستحبة” فيما يتعلق بالإستراتيجية وتدبير شؤون الدولة. والمطلوب -من وجهة نظره- هو الحس السليم وليس الأوهام.

ووفقا للمقال، فإن “الفشل” في تحقيق أهداف الحرب في غزة ليس ناشئا من استخدام جيش الاحتلال للأسلحة التقليدية وحدها، بل كان بسبب التردد في تحديد الشكل الذي تريد أن يبدو عليه “اليوم التالي” للحرب، في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد يوم من هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب (الأراضي الفلسطينية المحتلة).

وينبع هذا التردد -برأي الكاتب- من اعتبارات تخص رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو بشأن بقائه السياسي و”ابتزاز” المتطرفين له في ائتلافه الحاكم.

ويكمن حلّ هذا المأزق -في نظر باراك- في أمرين: أولهما ضرورة إزالة “المعيق” الذي تسبب فيه، أي استبدال الرأس (ويقصد هنا نتنياهو) وإزاحة الشخصيات “الطائشة” من الحكومة.

والأمر الثاني، الموافقة “المشروطة” على المبادرة الأميركية لإنشاء ما يُسمى “محور الاعتدال” تحت قيادة الولايات المتحدة، وتتمركز حول حكومة الاحتلال ومصر والإمارات العربية المتحدة و”ربما” المملكة العربية السعودية أيضا، والذي “سيجهز نفسه” ضد “محور المقاومة”، الذي يضم كلًّا من إيران وحزب الله اللبناني، وحركة حماس وآخرين بقيادة روسيا.

الإطار الصحيح
ويحذر رئيس وزراء حكومة الاحتلال الأسبق في مقاله من أي انطباع قد يتولد لدى قراء الصحف بين المستوطنين بالقدرة على تدمير وإبادة جميع أعدائهم، الواحد تلو الآخر بأقل استفزاز، وبسرعة وبثمن يمكن احتماله، واعتقادهم بأن العالم كله يقف ضدهم، وأنه لم يعد أمامهم سوى “الاتكال على الرب، وعلى مفاعل ديمونا النووي”.
ويعد باراك محور الاعتدال الذي تقترحه الولايات المتحدة، “الرادع الأكثر فعالية” ضد حرب إقليمية شاملة في أي مستقبل منظور، وهو “الإطار الصحيح” لضمان النصر إذا نشبت حرب من هذا القبيل.

إن التهديد بخيار ديمونة، والحديث حوله لا يوحي بالعزيمة والقوة؛ بل يشي بعدم الأمان، والضعف، والارتباك، واختلال التوازن وبعض الذعر، على حد تعبير باراك الذي يعزو السبب في ذلك إلى أن إيران تدرك “قدراتنا الإستراتيجية على نحو أفضل بكثير من الجماهير الإسرائيلية”. ومع أنه نعَت الملالي في طهران بـ”المتعصبين المتطرفين”، إلا أنه مع ذلك يصفهم بأنهم “متروّون” غير مندفعين، و”بالتأكيد ليسوا أغبياء”.

وادعى أن للبرنامج النووي الإيراني هدفين؛ أولهما ضمان بقاء النظام الحاكم، وثانيهما بناء “تهديد تقليدي يُعتمد عليه” تحت مظلة “التوازن الإستراتيجي” الذي ستنشئه القدرة النووية العسكرية.

إن محور الاعتدال يشكل -بحسب المقال- الرد الصحيح على الوضع الراهن، حيث لا تزال إيران، برغم تقدمها السريع، مترددة في تطوير قدراتها النووية العسكرية. وحتى إذا قررت ذلك، فإن الأمر قد يستغرق منها عاما آخر أو نحوه للحصول على سلاح نووي “بدائي”، وعقدا من الزمن لبناء أولى ترساناتها.

وحذر رئيس الوزراء الأسبق من أن تحول إيران إلى دولة نووية، من شأنه أن يدفع دولا في المنطقة مثل السعودية ومصر وتركيا، نحو السعي إلى التسلح نوويا هي الأخرى، وهو ما ينذر “بتهديد عالمي” يقضي على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية برمتها.

وينظر باراك إلى الحديث حول مفاعل ديمونا النووي، في سياقه الحالي، بأنه لن يؤدي سوى إلى صرف انتباه المستوطنين عما هو مطلوب منهم حقا، ألا وهو تفادي غرق بلادهم، داعيا إلى الانضمام إلى محور الاعتدال.

وختم بالقول إن مثل هذه الأحاديث حول ديمونا لا تسهم في إشاعة فهم صحيح وحس سليم أو مسار عمل ذي صلة بالتحدي الذي تواجهه حكومة الاحتلال، مما يستوجب وقفها فورا.

المصدر : الجزيرة + هآرتس

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة