لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

جامعة بير زيت تستعد لإحياء مئويتها



تصادف هذا العام 2024 مئوية جامعة بيرزيت الأولى منذ انطلاقها كمدرسة في العام 1924، وتحولها إلى كلية في العام 1953، وبدء مسيرتها في العام 1972 كجامعة لها رسالة مؤسسة أكاديمية فلسطينية عربية، يشرف عليها مجلس أمناء مستقل يقرر سياساتها ويتحمل مسؤولياتها بوصفها المنشأة الأولى للتعليم العالي في فلسطين.

ونظراً لما يتعرض له شعبنا من إبادة جماعية في غزة وحرب على وجوده في عموم فلسطين، فقد أرجأت جامعة بيرزيت مراسم إحياء مئويتها الأولى وفعالياتها التي كان من المفترض إطلاقها مع مطلع العام 2024، كما أجلت الجامعة حفل التخريج السنوي التزاماً بواجبها الأخلاقي والوطني المعهود حيال المصير الجماعي لشعبنا الفلسطيني. وقد جاء ذلك بالتزامن مع الانتهاء من الدورة الأولى من برنامج “بيرزيت-غزة للتعليم الجامعي”، في إطار مبادرة “إعادة الأمل” التي أطلقتها جامعة بيرزيت لدعم ومؤازرة وتعزيز التعليم العالي في قطاع غزة ضمن مبادئها الناظمة للتعاضد المؤسساتي، والتعليم الجامعي، وإنتاج المعرفة التحويلية، حيث تلتزم جامعة بيرزيت بالمساهمة في تدشين حاضنة لمن يمد يد العون من الجامعات العربية والعالمية من أجل غزة.

إن جامعة بيرزيت، وهي تعلن عن اقتراب إطلاق فعاليات مئويتها الأولى والتي ستمتد من تشر ين الأول 2024 وحتى آب 2026، ل تحيي ولا تحتفل، إذ لن يبدأ الفرح ولن يكتمل إلا بالتئام جرح غزة ونجاة أبناء شعبنا الصامد فيها من أهوال الإبادة الجماعية المستمرة . وفيما ستعمل جامعة بيرزيت على استثمار هذه الذكرى للتأمل في منجزاتها كمؤسسة وطنية رائدة، رسخت وجودها في الوعي وفي الواقع على امتداد مائة عام من الصمود والإنجازات، فإنها تلتزم بإحياء المئوية الأولى وفق رؤيتها الوطنية التي صارت مقولة عامة وسلوكاً جمعياً لمجتمعها الممتد في كافة الجغرافيات الفلسطينية في القدس وغزة والضفة الغربية وفلسطين 1948 والسجون والشتات. كما تعلن الجامعة أن فعاليات إحياء المئوية ستكون استكمالاً لمسعاها في أداء دورها الوطني والعربي والعالمي الملتزم بالخلاص من الاحتلال والمساهمة في نضال الحركة الوطنية الفلسطينية لنيل حقها في الحرية والتحرير وتقرير المصير.

وإذ تقف جامعة بيرزيت اليوم على عتبة حاضر فلسطين الصعب وحاضرها، كونها من فلسطين ولها، فإنها تستلهم ماضياً لم يكتمل وتدشن مستقبلاً برسم الاكتمال. ففيما نقبض على صفحة مشرقة من ماضٍ امتد مائة عام، نخط في الصفحة المجاورة معالم مستقبل سنجعله أكثر إشراقاً على امتداد مائة عام ستأتي. وفي هذه الصفحة الفسيحة، ستواصل الجامعة مسيرتها في التعليم عبر برامج العلوم الإنسانية والاجتماعية والطبيعية بوصفها مركزاً رئيسياً لتقديم التعليم العالي في فلسطين لتأهيل الكوادر البشرية اللازمة لبناء المجتمع المحلي والعربي والعالمي؛ وفي البحث العلمي وتطوير المعرفة لخدمة قضايا الإنسان حيثما كان عبر شراكات أكاديمية محلية وإقليمية ودولية في كافة الميادين بما فيها الصحة والبيئة والتكنولوجيا والاقتصاد؛ وفي خدمة المجتمع من خلال البرامج والمشاريع التنموية بما فيها مبادرات في التعليم المجتمعي والصحة العامة والطاقة المستدامة. كما ستواصل تطوير نفسها كحاضنة ريادية للنشاط السياسي والاجتماعي والثقافي في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية ونضالاتها المستمرة التي تتصدر المرأة موقعاً متقدماً فيها، ويحمل طلبتها وأساتذتها وموظفوها عبء رسالتها النبيلة نحو الحرية والتحرير في إطار الثقافة الوطنية الفلسطينية بنتاجاتها وممارساتها وسياساتها التي صارت نموذجاً محمولاً على الصمود والتحدي والإبداع على امتداد فلسطين.

لقد شكَّلت الجامعة اللجان المكلفة بإحياء مئويتها الأولى وفقاً لتوجهات الجامعة الدائمة منها والمستحدثة في الظروف القاهرة والتحديات الوجودية التي يشهدها وطننا التاريخي في ظل الإبادة الجماعية على غزة والحرب المفتوحة على عموم فلسطين. وستعمل مكونات الجامعة الإدارية والنقابية والطلابية يداً بيد خلال السنتين القادمتين على ترسيخ رؤية ورسالة الجامعة في أركانها الثلاثة، تعليماً وبحثاً وخدمةً للمجتمع، بما يسهم، بشكل خاص في رفع الظلم عن شعبنا في غزة الصامدة وباقي أرجاء الوطن، وبشكل عام في مواصلة مسيرة الجامعة كمؤسسة وطنية رائدة: تدافع عن الحق في الحياة والحرية، وتنشر قيم الديمقراطية والتعدد والعمل النقابي والطلابي وتصونها، وتلتزم بالمقاطعة ومقاومة التطبيع كشرطين عالميين للحرية الأكاديمية، وتسعى بالممارسة الفاعلة إلى تحقيق جودة التعليم وتحررية المعرفة، وما سوى ذلك من منظومة القيم التي نحملها وتحملنا لتحقيق حلمنا الصعب لما ينبغي أن تكون عليه فلسطين.

إننا إذ نعلن عن اقتراب انطلاق مراسم وفعاليات إحياء مئوية جامعة بيرزيت الأولى، والتي سيضطلع بتنظيمها بشكل خاص مجتمع الجامعة، لنتطلع إلى مشاركة أبناء شعبنا من خريجي الجامعة، وشركائنا وأصدقائنا في فلسطين والعالم العربي وعلى امتداد العالم في هذا الحدث. وإننا إذ نتوجه لأبناء شعبنا بمفردات المؤازرة، ولأشقائنا العرب بمفردات المناصرة، ولمؤيدي قضيتنا في العالم بمفردات التضامن، لنسعى إلى إنجاز فعالية جماعية ممتدة للتأمل في إرث جامعتنا الوطني والعربي والعالمي، وللتذكر الفعال لمحطات صمود شعبنا، وتضحيات أبنائه وأبناء الجامعة من الشهداء والأسرى والجرحى واللاجئين، في سجل مظلمتنا التاريخية ومعاناتنا التي آن لها أن تنتهي.

ستحيي جامعة بيرزيت ذكرى المئوية الأولى وهي تعلن “إعادة الأمل” وتمارسها، والعيون كلها على غزة التي تقطن قلوب الملايين في العالم. لن نغني لأوقات الظلام، فالـ”جراح تغني”، بل سنردد معاً نبوءة كمال ناصر، شهيد جامعة بيرزيت الأول و”ضمير الثورة الفلسطينية” المولود في غزة في سنة تأسيس الجامعة 1924، النبوءة التي تبشر بالحرية والانتصار رغم تأخر ميعاد الفرح، ذلك أن “أغنية النهاية” الوحيدة التي نحفظها عن ظهر قلب هي: “لن نستريح والشعب دامٍ جريح” و”إن النهاية للشعوب، وإن تأخرت الشعوب… فيها ستنتصر الشعوب.”

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة