لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

إسرائيل في مواجهة معقدة: قيود الرد على الضربة الإيرانية بين الحسابات العسكرية والضغوط الدولية



مرام كنعان – تلفزيون الفجر | وسط تصاعد حدة التوترات بين إيران وإسرائيل، تعيش المنطقة على وقع ترقب لما سيكون عليه الرد الإسرائيلي المنتظر بعد الضربة الإيرانية الأخيرة، التي كانت ردًا على اغتيال قيادات هامة في طهران وبيروت ، تقف إسرائيل في موقف معقد ومحفوف بالتحديات، حيث تتشابك حساباتها العسكرية مع اعتبارات سياسيةودبلوماسية،ففي حين ترغب إسرائيل في توجيه رد قوي ومؤلم، تجد نفسها مكبلة بضغوط دولية، خاصة من الولايات المتحدة، التي تسعى لاحتواء التصعيد وحماية مصالحها في المنطقة،في هذا المشهد المشحون، تبدو خيارات إسرائيل محدودة، فيما يبقى القلق من تداعيات أي تصعيد عسكري محتمل يؤثر على استقرار المنطقة بأسرها.

أوضح  عصمت منصور مختص بالشأن الاسرائيلي خلال حديثه لتلفزيون الفجر أن إسرائيل تجد نفسها مكبلة بالعديد من الاعتبارات السياسية والعسكرية، مما يجعل قرار الرد معقدًا ومتأخرًا، ورغم أن التهديدات الإسرائيلية تتحدث عن رد “قوي ومؤلم”، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تجعل هذا الرد ليس بالسهولة التي قد يتصورها البعض.

وأضاف منصور أن الكابينيت الإسرائيلي قرر بالفعل الرد على الضربة الإيرانية، إلا أن هناك الكثير من القيود التي تقيد هذا القرار أول هذه القيود هو الرد الإيراني المرتقب بمعنى أنه إذا قامت إسرائيل بالرد عبر استهداف منشآت حساسة مثل المنشآت النووية أو النفطية في إيران، فإن الرد الإيراني سيكون عنيفًا، وربما يشعل مواجهة شاملة في المنطقة. وأضاف أن إيران لا تزال تملك قدرات كبيرة يمكنها استخدامها للرد على أي استهداف لمصالحها الحيوية.

وأشار منصور إلى أن الحسابات الإسرائيلية تأخذ في عين الاعتبار الضغوط الدولية، وخصوصًا موقف الولايات المتحدة فإسرائيل ليست دولة معزولة مثل لبنان يمكنها تنفيذ غارات والعودة دون تداعيات ويجب أن تمر عملياتها عبر أجواء دول أخرى، وهذه الدول لا يمكنها السماح لإسرائيل بتنفيذ غارات واسعة النطاق دون موافقة الولايات المتحدة. 

وأكد أن أمريكا لها مصالحها في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بحماية المنشآت النفطية وحلفائها العرب. ولذلك، فإن أي رد إسرائيلي يجب أن يتم بالتنسيق مع واشنطن، التي لن تسمح لإسرائيل بتجاوز الحدود التي قد تشعل مواجهة واسعة.

وقال إن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين قد توحي بأن الرد سيكون فوريًا، لكن الواقع يشير إلى أن إسرائيل لم تتخذ قرارًا نهائيًا بشأن كيفية الرد ونقلًا عن صحيفة “نيويورك تايمز”، ذكر أن إسرائيل تدرس خياراتها بعناية وستحدد حجم الرد بناءً على مدى الدعم العملي والخطابي الذي تتلقاه من الولايات المتحده

وأشار أن ذريعة تأخير الرد قد تكون مرتبطة بانتظار مرور الأعياد اليهودية، حيث أن إسرائيل تحاول تجنب أي تصعيد خلال هذه الفترة الحساسة.

وشدد على أن إسرائيل تدرك أن الضربة الإيرانية كانت موجعة للغاية. فهذه هي المرة الأولى منذ تأسيسها التي تتعرض لضربة بهذا الحجم الكبير من الصواريخ وبهذا التأثير. رغم أن إسرائيل تحاول تقليل حجم الخسائر، إلا أن الصور والفيديوهات التي سُربت توضح أن جزءًا كبيرًا من الصواريخ أصاب أهدافه. ولذلك، فإن الرد على إيران يتطلب حسابات دقيقة لأن المواجهة مع إيران تختلف عن أي مواجهة أخرى، حيث أن إيران لديها قدرات دفاعية كبيرة ولا يمكن لإسرائيل التعامل معها بسهولة دون خسائر فادحة،وأن إسرائيل في وضع صعب، حيث أنها تتعرض لضغوط كبيرة من حلفائها مثل الولايات المتحدة ومن الرأي العام الداخلي مشيراً ان فترة الأعياد تضيف تعقيدًا على قرار التصعيد، إذ تحاول إسرائيل أن تمرر هذه الفترة دون تصعيد كبير، ومع ذلك هناك ضغوط من داخل إسرائيل، وخاصة من رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يرغب في توجيه ضربة كبيرة لإيران تشمل استهداف منشآت استراتيجية مثل منشآت النفط والقواعد العسكرية. لكن هذا الخيار غير ممكن دون دعم أمريكي كامل.

ونوه إلى أن الرد الإسرائيلي، في حال حدوثه، سيتجه نحو استعراض القوة أكثر من كونه عملية عسكرية واسعة النطاق. فالهدف سيكون توجيه رسالة إعلامية وسياسية لإيران والعالم أن إسرائيل قادرة على الوصول إلى أهداف حساسة في إيران. واستشهد المحلل بالرد الإسرائيلي السابق في شهر أبريل الماضي، عندما استهدفت إسرائيل رادارات متقدمة تحمي منشآت نووية إيرانية، في رسالة واضحة بأن الدفاعات الإيرانية ليست كافية لحماية منشآتها الحيوية.

واختتم حديثه بأن إيران كانت في وضع محرج قبل تنفيذ الضربة، حيث تساءل الكثيرون عن موقفها من التصعيد الإسرائيلي الأخير والرد الإيراني أعاد الاعتبار لإيران في المنطقة وأثبت أنها لا تزال تملك قدرة على الردع وعلى الرغم من المخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن التصعيد، فإن الرد كان ضروريًا لاستعادة هيبتها وتعزيز دورها في المحور الذي تقوده في المنطقة.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة