الحوثي في ذكرى “طوفان الأقصى”: زوال “إسرائيل” حتمي.. وجبهات الإسناد إلى التصعيد
عشيّة مرور عام على انطلاق ملحمة “طوفان الأقصى”، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تحدث قال قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، اليوم الأحد، في هذه الذكرى الأليمة عن جرائم الاحتلال المتواصلة مفنّداً المجازر التي يواصل ارتكابها جيش الاحتلال في القطاع، ومشدداً على أنّ “طوفان الأقصى عملية ضرورية أمام كل العدوان والهمجية والإجرام الإسرائيلي والمظلومية للشعب الفلسطيني”.
كما رأى أنّ عملية “طوفان الأقصى” تأتي في إطار “حق الشعب الفلسطيني المشروع لمواجهة جيش الاحتلال الذي لا يمتلك أي مشروعية لا في احتلاله ولا في ظلمه وارتكابه للجرائم التي يرتكبها”، وأنّ هذه الملحمة “عمل فلسطيني بطولي يستند إلى الحق بكل الاعتبارات كنتيجة طبيعية لحرب عدوانية وإجرامية على الشعب الفلسطيني في أرضه”.
أوضح الحوثي أنّ “طوفان الأقصى نتيجة طبيعية لحرب عدوانية طوال 105 سنوات من الاحتلال ونهب الأرض والقتل والإبادة الجماعية والتهجير والاعتداء على المقدسات”، و”امتداد طبيعي لحالة المقاومة والصمود الفلسطيني والانتفاضتين الأولى والثانية بعد الإخفاقات العربية والتخلّي العربي عن فلسطين”.
كما أشار إلى أنّ “تحرك الأميركي فور عملية طوفان الأقصى ومعه البريطاني ودول غربية كان لتدارك حالة الانهيار وحالة الاهتزاز الكبير جداً للكيان الإسرائيلي”.
وفيما رأى أنه “كان يُراد لفلسطين أن تتمزق وأن تُطمَس قضيتها فيما يحقق جيش الاحتلال أهدافه بدون حتى أن يدفع أو يخسر مقابل ذلك أي ثمن”.
ونوّه قائد “أنصار الله” بصمود المقاتلين والشعب الفلسطيني في غزة، ووصفه بأنه “كبير وتاريخي، ولا مثيل له في تاريخ الشعب الفلسطيني، ولا في تاريخ العرب في صراعهم مع الاحتلال الإسرائيلي”، مشيراً إلى أنه “أثبت أنّ الإمكانات والعدة والعتاد لا تمثل رقماً حاسماً في المعارك”.
وتناول الحوثي عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة التي قال إنها “تواصل المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي المدعوم أميركياً وغربياً بثباتٍ كبير، وفي منطقة صغيرة جداً ومحاصَرة بشكلٍ كلي لما يقارب 20 عاماً”.
وأعرب عن اعتقاده بأنّ “دولاً كبرى ذات إمكانيات ضخمة وجيوش كبيرة وبمساحات شاسعة لم تصمد لأيامٍ أو أسابيع عندما تعرضت لغزوٍ يفوقها في الإمكانات”.
وأشار إلى أنّ “التحتلال الإسرائيلي حشد كل مقدراته ومن خلفه أميركا وبريطانيا والغرب الداعم له لمهاجمة غزة”، لافتاً إلى أنّ “جيش
وأوضح الحوثي أنّ ” الاحتلال الإسرائيلي دفع بـ5 فرق عسكرية لمهاجمة غزة بغطاءٍ ناري بحري وبري وجوي هو الأعنف والأكثر همجية في تاريخ الحروب”، وأنه “نفذ ما يقارب 3700 مجزرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة”.
الاحتلال استخدم قنابل أميركية محرّمة دولياً في حرب الإبادة بغزة
قائد حركة أنصار الله تناول بإسهاب مفصّل جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة مفنّداً ما ارتكبه منذ نحو عام وبشكل متواصل، وقال: “يوجد جثامين لـ7820 شهيداً في غزة لم تحظ بالدفن ولم تصل إلى المستشفيات ولم تُسجّل بياناتهم، وكلها أعداد تقديرية”.
وتحدث الحوثي عن “اختفاء الكثير من الجثث سببه “استخدام الاحتلال الإسرائيلي لأسلحة وقنابل أميركية محرّمة دولياً وذات تأثير بهدف الإبادة الجماعية والتدمير الشامل”.
كما تناول أوضاع المستشفيات التي استهدفها ويواصل استهدافها “جيش” الاحتلال في القطاع، مشيراً إلى أنّ “مذابح مستشفى المعمداني ومخيم جباليا ومدرسة الفاخورة، من أبرز المذابح المروّعة التي لن ينساها كل ذي ضمير وستبقى صفحة سوداء في ذاكرة التاريخ”.
وفيما أشار إلى أنّ “مذبحة مستشفى المعمداني بلغت حصيلتها ما يقارب 500 شهيد و700 جريحٍ في ضربةٍ واحدة، ولن ينساها ذوو الضمير في العالم”، لفت أيضاً إلى أنّ “مذبحة مخيم جباليا بلغت أكثر من 400 ما بين شهيد وجريح، ومذبحة مدرسة الفاخورة 200 بين شهيد وجريح”.
كما قال إنّ “لعنة مذبحة الطحين (عند دوار النابلسي في غزة) ستلاحق الصهاينة ولن تُسقِط عنهم تبعاتها، وشهداؤها وجرحاها”، وأنّ “مذبحة مستشفى الشفاء بلغت 400 شهيد وجريح، وجرى فيها إعدام 300 فلسطيني بدم بارد من المرضى والأطفال والنساء والمعاقين”.
وبالنسبة إلى التدمير الممنهج الذي اعتمده الاحتلال في تدمير معالم قطاع غزة الدينية والثقافية من مساجد وجامعات ومدارس خلال عام، قال الحوثي إنّ “الاحتلال دمّر 814 مسجداً بما نسبته 79% من مساجد قطاع غزة في إطار حربه المعلنة على الإسلام”، مديناً “انتهاك حرمات المساجد”، وإحراق المصاحف فيها وقتل المصلين وآخرها ما حصل الليلة الماضية في دير البلح.
الضفة الغربية: الاحتلال وقطعان المستوطنين يسعون لتهجر الفلسطينيين من الضفة
قائد حركة أنصار الله تناول الوضع في الضفة الغربية المحتلة واعتداءات “جيش” الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينين هناك، وفنّد عدد المختطفين فيها، وأشار إلى أنه زاد عن 11 ألف فلسطيني، والشهداء ما يقارب 750 شهيداً وتجاوز عدد الجرحى 6200 جريح”.
وفيما أشار إلى أنّ “بعض الإحصائيات رصدت ما يقارب 1400 اعتداء في الضفة الغربية من قطعان المستوطنين المغتصبين خلال العام الماضي”، أكّد أنه “تمّ تهجير 28 تجمعاً سكانياً فلسطينياً يضم مئات العائلات وآلاف الفلسطينيين في سعي العدو لتهجير الفلسطينيين من الضفة”.
واستند الحوثي إلى تقرير للأمم المتحدة، الذي أكّد أنّ الاحتلال الإسرائيلي “هدم ما يزيد عن 1700 منشأة فلسطينية، ونفذ أكبر عملية استقطاع للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية منذ أكثر من 30 عاماً.
وأشار إلى أنّ “الاحتلال كثّف اعتداءاته في الضفة الغربية”، موضحاً أنّ “هذا الإجرام لم يكن وليد طوفان الأقصى بل هو متوالية تاريخية من إجرام الاحتلال الممنهج”.
كما تحدث الحوثي عن عدد الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية، موضحاً أنه “زاد عن 11 ألفاً”، و”الشهداء ما يقارب 750 شهيداً، فيما تجاوز عدد الجرحى 6200”.
وتناول الحوثي العملية المزدوجة البطولية في بئر السبع، التي حصلت اليوم، مباركاً العملية، ورأى أنها “امتداد طبيعي لعمليات الشعب الفلسطيني البطولية ضد الاحتلال ورد متوقع على جرائمه”.
ورأى أنّ هذه العملية جاءت “دفاعاً عن شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وتصدياً لغطرسة الاحتلال الممعن في حرب الإبادة ضد شعبنا في غزة”.
جبهة الإسناد في لبنان واليمن والعراق وإيران تتجه للتصعيد أكثر وأكثر
قائد حركة أنصار الله تناول جبهة الإسناد اللبناني، والمستمرة منذ انطلاق ملحمة “طوفان الأقصى” وقال إنّ “الاحتلال الإسرائيلي صُدم عندما رأى مجاهدي حزب الله بأكثر مما عرفهم سابقاً من الثبات والاستبسال والصمود”، مشيراً إلى أنّ “مجاهدي حزب الله برزوا إلى مواجهة الاحتلال من المسافة صفر وكبدوه الخسائر المباشرة”.
وأكّد الحوثي، أنّ “حزب الله ومجاهدوه الأعزاء لا يزال ثابتاً”، مؤكّداً أنّ “ثبات أقدام مقاتلي حزب الله أرسخ من الجبال”.
ورأى الحوثي أنه “إذا كان الاحتلال يتصور أنّ قتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سيوهن العزائم”، مؤكّداً أنه “واهم ومخطئ”.
كما أشار إلى أنّ “الاحتلال بقتل الشهيد الكبير إسماعيل هنية ستنهار معنويات كتائب القسّام ويُحبط الشعب الفلسطيني، لكن النتيجة معاكسة أيضاً”
وقال قائد حركة أنصار الله: “من بركات عملية طوفان الأقصى أن نرى في ساحة الأمة هذه الجبهات الثابتة الوفية المستمرة التي تتجه إلى التصعيد أكثر وأكثر”.