لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

التصعيد المتبادل بين إسرائيل وحزب الله يفاقم التوتر في الشمال



 تلفزيون الفجر – مرام كنعان| يشهد الشمال الإسرائيلي تصعيداً غير مسبوق في وتيرة العمليات العسكرية، حيث تتوالى الهجمات الصاروخية من جنوب لبنان باتجاه مناطق حيوية مثل حيفا وقيساريا، مما أدى إلى إعلان مناطق واسعة كأماكن عسكرية مغلقة وتعليق النشاطات التجارية والتعليمية فيها وفي ظل هذه الأوضاع المتوترة، تتصاعد الخلافات الداخلية في إسرائيل حول طبيعة الرد المتوقع على هذه الهجمات، فيما يسعى حزب الله من جهته إلى توجيه رسائل سياسية وعسكرية قوية إلى الداخل الإسرائيلي والعالم، تؤكد استمرارية قدراته العملياتية.

يقول الصحفي أحمد دراوشة خلال حديثه لتلفزيون الفجر  إن الوضع الأمني في شمال إسرائيل قد تصاعد بشكل غير مسبوق، حيث انطلقت صافرات الإنذار في أكثر من ثلاثين موقعاً جنوب حيفا خلال الساعات الأخيرة، بما في ذلك مناطق حساسة كقيساريا، التي تضم مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. 

وأضاف دراوشة أن هذا التصعيد جاء بعد أكبر موجة صاروخية استهدفت مدينة حيفا، حيث أطلق حزب الله ما يقرب من مئة صاروخ، مما تسبب بأضرار كبيرة في مناطق مختلفة، لا سيما في خليج حيفا بين حيفا وعكا، حيث لحقت أضرار واسعة بالبنية التحتية والمباني.

وأوضح دراوشة أن الهجمات المتكررة تحمل رسالة قوية من حزب الله، تؤكد قدرته على التنسيق وإطلاق ضربات كبيرة، رغم المحاولات الإسرائيلية لتدمير سلسلة قياداته. وأشار إلى أن الهجمات تمت فور انتهاء كلمة نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، ما يعكس تنسيقاً على مستوى عالٍ بين القيادة السياسية والعسكرية للحزب، وقدرته على إصدار الأوامر بسرعة ونقلها إلى الوحدات الميدانية.

وتابع دراوشة أن هذه الهجمات طالت أيضاً مواقع تجمع الجيش الإسرائيلي على الحدود، والتي تعتبر نقطة انطلاق محتملة لأي توغل بري في الأراضي اللبنانية مشيراً الى أن إسرائيل كانت قد صنفت المنطقة كمنطقة عسكرية مغلقة وأن حزب الله يستهدف تجمعات الجيش الإسرائيلي قبل انطلاق العمليات البرية، في خطوة تهدف إلى إضعاف قدرات الجيش الإسرائيلي وتعطيل أي خطط عسكرية محتملة.

وشدد دراوشة على أن الهجمات الصاروخية المتتالية أثرت على الحياة اليومية للسكان في حيفا والمناطق المحيطة، حيث أصدرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعليمات بتعليق التعليم في منطقة خليج حيفا وإغلاق المحلات التجارية في بعض المناطق الحساسة، وذلك في محاولة للحد من تعرض السكان للأخطار وأن المحلات التجارية والمطاعم باتت فارغة تقريباً بسبب الخوف من الهجمات، مما أثر بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي، خاصةً أن معظم المباني في هذه المدن قديمة ولا تتوفر فيها الملاجئ الحديثة.

وأكد دراوشة أن إسرائيل، التي كانت تتباهى بالقضاء على قدرات حزب الله الصاروخية، قد فوجئت بهذه الرشقات المكثفة، مما أثار جدلاً حول مدى فعالية استراتيجياتها العسكرية، خصوصاً بعد سلسلة اغتيالات طالت قيادات لبنانية وفلسطينية وتطرق إلى الخلافات الداخلية بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية حول طريقة الرد على الهجمات، حيث يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إبقاء القرار بيده، ومنع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من السفر إلى الولايات المتحدة لمناقشة خطط التنسيق العسكري مع واشنطن، في خطوة تعكس التوتر العميق بين حكومة نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وبين دراوشة إلى أن هذه الخلافات تزيد من تعقيد الوضع، حيث تواجه حكومة نتنياهو تحديات داخلية متزايدة، ومع ذلك، فإنها متماسكة إلى حد ما حول قضايا الأمن القومي وأوضح أن الاقتصاد الإسرائيلي لم يتأثر بشكل كبير على المستوى العام بفضل التحول إلى العمل من المنازل في قطاعات مثل التكنولوجيا، لكن الاقتصاد الشخصي للأفراد يتضرر، خصوصاً مع اعتماد الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير على المصالح التجارية المتوسطة والمحلية.

وتوقع  دراوشه أن الوضع في إسرائيل قابل لمزيد من التصعيد، خصوصاً مع استمرار العمليات العسكرية من الجانبين، وأن تشهد الأيام المقبلة خطوات جديدة من قبل الجيش الإسرائيلي في ظل التوتر السائد والخلافات السياسية الداخلية والخارجية.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة