تصعيد دراماتيكي: اغتيال السنوار يغير معادلات الصراع في المنطقة
مرام كنعان – تلفزيون الفجر | شهدت الساحة الفلسطينية والإسرائيلية تحولاً كبيرًا عقب اغتيال القيادي في حركة حماس، يحيى السنوار يبرز هذا الحدث كحلقة جديدة في سلسلة الصراعات المستمرة، حيث تشتد العمليات العسكرية والتصعيد بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي وتأتي هذه التطورات في وقت تعاني فيه إسرائيل من تحديات أمنية داخليًا وخارجيًا، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على صفقة تبادل الأسرى والعلاقات الإقليمية.
يقول فراس ياغي، المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي خلال حديثه لتلفزيون الفجر أن الحديث عن تغيرات في اتجاهات الحرب أو صفقة التبادل ما زال مبكرًا، حيث أكد أن الإعلام الأمريكي والإسرائيلي كان يتحدث عن السنوار باعتباره عقبة أمام الصفقة، ولكنه أشار إلى أن العقبة الحقيقية هي نتنياهو. وأشار إلى وجود اقتراحات من الرئيس الأمريكي بايدن بخصوص الصفقة، لكن هذه الاقتراحات تم تعطيلها بسبب الشروط التي وضعها نتنياهو، والتي أدت إلى فشل الصفقة.
وأوضح ياغي أنه لا يمكن أن تكون هناك صفقة تشمل الجنوب دون أن تشمل الشمال، نظرًا لطبيعة المعركة التي وقعت في شمال لبنان. وأشار إلى أن جيلاند، أحد المسؤولين الإسرائيليين، قال إن أي صفقة في الشمال ستشمل الجنوب، مما يعكس مدى تعقيد الوضع.
وفيما يخص اغتيال السنوار، أشار ياجي إلى أن الجيش الإسرائيلي ادعى أنه كان محاطًا بحزام ناسف، وهو ما اعتبره ياجي كذبًا.
وذكر أن السنوار كان يقاتل في خان يونس ورفح، وعندما استشهد، كان في منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية مؤكداً أن السنوار أصبح رمزًا للمقاومة، بل وأصبح يُشبه بجيفارا في أمريكا اللاتينية.
وبين ياغي أن محاولات إسرائيل لتشويه صورة السنوار فشلت، وأن الرأي العام العالمي أصبح ضد إسرائيل، حيث أصبحت تُعتبر دولة معزولة. ولفت الانتباه إلى أن الإعلام الغربي الذي حاول تشويه صورة المقاومة في غزة لم يحقق أهدافه، بل على العكس، فإن وسائل التواصل الاجتماعي كانت أقوى من الإعلام الرسمي الغربي.
وشدد ياغي على ان استهداف منزل نتنياهو، يمثل مرحلة جديدة من مراحل الحرب مشيراً الى قدرة حزب الله على استهداف أي موقع داخل إسرائيل، مما يشير إلى فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التصدي لهذه التهديدات و أن هذا الاستهداف يشير إلى أن نتنياهو أصبح هدفًا لحزب الله، وأنه لا يمكنه التظاهر بأن لا عواقب لأفعاله السابقة.
وأوضح ياغي إلى أن الرد الإسرائيلي سيكون قاسيًا، لكنه حذر من أن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد أكبر مشيراً إلى أن نتنياهو يحاول تحويل الأنظار نحو إيران بعد الفشل الذي واجهه في مواجهة حزب الله وأن هذا الوضع قد يؤدي إلى ردود فعل إيرانية قوية إذا تم استهداف مواقع حساسة داخل إيران.
وتطرق ياغي إلى موقف الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الرئيس بايدن يدرك طبيعة الأهداف، وأن الولايات المتحدة متورطة في هذه المعركة وأن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي، وأنها تحتاج إلى ضمان دعم أمريكي قوي قبل أن تتخذ أي خطوات تصعيدية.
وأكد ياغي أن إسرائيل ستسعى للرد قبل الخامس من نوفمبر، حيث يتوقع أن تكون هناك تغييرات في السياسة الأمريكية بعد الانتخابات معتبراً أن هذه الفترة حرجة، وأن أي تصعيد قد يؤدي إلى دخول المنطقة في صراعات أوسع.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.