دشرها على الرف: حملة شعبية تقلب موازين الغلاء
في ظل الأزمات الاقتصادية المتزايدة التي تثقل كاهل المواطنين الفلسطينيين، أصبحت الحاجة إلى المبادرات المجتمعية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى ،ارتفاع أسعار السلع الأساسية بات حديث الساعة، حيث يعاني المواطن البسيط من صعوبة توفير احتياجاته اليومية بين تبريرات التجار حول ارتفاع التكاليف،ومطالب المستهلكين بإنصافهم، تبرز مبادرات شعبية تهدف إلى خلق وعي مجتمعي وضبط الأسعار.
يقول رمزي زيادة، الناشط المجتمعي ومطلق حملة دشرها على الرف للرخّص خلال حديثه للفجر إن الحملة جاءت استجابة للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن ارتفاع أسعار السلع الأساسية يشكل عبئاً يومياً على المواطنين، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية المتأثرة بالأزمات المتتالية، مثل جائحة كورونا وتبعاتها، التي أثرت بشكل مباشر على مصادر الدخل وفرص العمل لدى الكثير من الأسر.
وأوضح رمزي أن الحملة بدأت كمبادرة فردية تهدف إلى تحفيز المواطنين على ترشيد استهلاكهم وترك السلع ذات الأسعار المرتفعة على رفوف المحلات كوسيلة للضغط على التجار لإعادة النظر في الأسعار.
وأشار رمزي إلى أن هناك تبريرات متكررة من قبل بعض التجار بخصوص ارتفاع الأسعار، مثل زيادة تكاليف الاستيراد والشحن والضرائب، لكنه شدد على أن هذه التبريرات لا تعكس الواقع دائماً وأن هناك مبالغة واضحة أحياناً في رفع الأسعار بشكل غير مبرر، مما يؤدي إلى استغلال المواطنين. وأضاف أن الحملة لا تهدف إلى منع التجار من تحقيق الأرباح، بل إلى ضمان أن تكون الأرباح معقولة ومتناسبة مع الأوضاع الاقتصادية العامة.
وبين رمزي أن الحملة تهدف إلى تحقيق تغيير ملموس في سلوك المستهلكين وتعامل التجار، من خلال خلق وعي مجتمعي حول أهمية ترك السلع مرتفعة الأسعار وتشجيع الشفافية والعدالة في الأسواق مؤكداً أن الحملة تعتمد على الجهود الشعبية والمجتمعية، في ظل غياب الرقابة الفعالة من الجهات الرسمية مثل وزارة الاقتصاد وحماية المستهلك.
ورغم أن الحملة بدأت بشكل فردي، إلا أنها لاقت صدى إيجابياً واسعاً بين المواطنين وأن الإعلام المحلي لعب دوراً محورياً في تسليط الضوء على الحملة ودعمها، مما ساعد في نشر الفكرة وتعزيز التفاعل المجتمعي معها. وأضاف أن هناك حاجة لتعاون الجميع، بما في ذلك التجار والجهات الرسمية، لضمان تحقيق أهداف الحملة.
في ختام حديثه، دعا رمزي زيادة إلى تعزيز الشراكة بين مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني لمواجهة الأعباء الاقتصادية الراهنة. وقال إن حملة “دشرها على الرف للرخّص” تمثل دعوة لكل الأطراف للمشاركة في خلق واقع اقتصادي أكثر عدالة وشفافية، بما يضمن تحقيق التوازن بين مصالح المواطنين والتجار.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.