المستوطنون غاضبون: عادَ اللبنانيون ولم نعد… أيُّ عارٍ هذا؟
على الرغم من التهديدات المتأخرة التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووعيده بإعادة استئناف عدوانه على لبنان، سادت حالة من الغضب في أوساط المستوطنين في شمال الأراضي المحتلة بعد إعلان وقف إطلاق النار مع لبنان، والذين بدوا مستفزّين من عودة السكان اللبنانيين إلى مناطقهم، وإزالتهم لأعلام الاحتلال، والتقاطهم الصور مع شارة النّصر.
ونقل موقع «واينت» العبري، تصريحات العديد من سكان مستوطنات الشمال، الذين قالوا إنهم «لا يشعرون بالأمان عند العودة، فالاتفاق بالنسبة إليهم أعرج ويعيد الوضع تماماً إلى ما كان عليه»، وأبدوا غضبهم من عودة سكّان جنوب لبنان إلى قراهم فيما هم غير قادرين على العودة الى مستوطناتهم، واصفين الأمر بأنه «عار».
وفي تصريحات لا يمكن فصلها عن محاولة ترطيب الجو العام في إسرائيل والذي يعتبر نتيجة العدوان «عاراً» خصوصاً أنها لم تؤدّ إلى عودة مستوطني الشمال، قال نتنياهو للقناة الـ14 العبرية، أمس الخميس، إنه أمر الجيش بالاستعداد لقتال ضار مجدداً في لبنان في حال انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، وقال إن الاتفاق ليس إنهاء للحرب بل هو وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيراً في حال حدوث خرق.
وقالت صحيفة «كالكاليست» العبرية، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان إسرائيل قوبل بانتقادات لاذعة من رؤساء البلديات وسكان المناطق الشمالية. وهو ما أكده رئيس مستوطنة المطلة بإعلانه، أن 70% من المنازل دُمّرت وأن عملية إعادة الإعمار ستستغرق عامين على الأقل.
وعبَّر رئيس بلدية كريات شمونة عن غضبه من الاتّفاق، وقال: «لست مستعداً لعودة المستوطنين مثل الماشية للذبح وأنا لا أشعر بالأمان لتربية أولادي في كريات شمونة»، واصفاً الاتفاق بأنه «اتفاق استسلام». وأكّد أن السكان سيعودون إلى مناطق مدمّرة بدون ضمانات أمنية حقيقية. وأضاف: «انتقلنا من الحديث عن نصر كامل إلى حالة استسلام، ما يعرّض سكاننا للخطر مجدداً».
وتظهر بيانات رسمية أن الحرب أسفرت عن أكثر من 2700 حالة ضرر في المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان، تشمل منازل ومرافق عامة. وفي مناطق مثل عكا وطبريا وحيفا، تم تسجيل ما يقارب 9 آلاف حالة ضرر في المباني، وأكثر من 7 آلاف حالة ضرر في السيارات، بالإضافة إلى حوالي 340 حالة ضرر في البنية التحتية الزراعية، وفق ما ذكرته «كالكاليست».
وأصدرت جمعية الفنادق الإسرائيلية تقريراً أظهر التدهور الذي يعانيه القطاع السياحي في كيان الاحتلال، مع استمرار الحرب منذ نحو 14 شهراً. وأشار تقرير للجمعية، إلى توقف السياحة. وأُغلق 90 فندقاً، علماً أنّ مزيداً منها كان ليغلق أبوابه لولا استضافة المستوطنين الذين أُرغموا على الخروج من المستوطنات الشمالية والجنوبية، التي لا تزال تتعرّض للاستهدافات من المقاومة.
وذكرت شبكة «بي بي سي» الأميركية أن ثلاثة أرباع المباني في مستوطنة المنارة دُمّرت خلال ما يقرب 14 شهراً من القتال، إلى جانب تدمير إمدادات الكهرباء والصرف الصحي والغاز. بينما لفتت «سي أن أن» إلى أنه «بعد ساعات من بدء وقف إطلاق النار، ظلت (مستوطنة) شتولا مدينة أشباح، حيث لم يبق فيها سوى حفنة من السكان».
إلى ذلك، قالت «الغارديان»: « إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله سيكون نجاحاً كبيراً ومرحّباً به (..) لكنها صفقة وليست تحوّلاً. ومن المستحسن لنا جميعاً أن نمتنع عن الحكم حتى نصل إلى نهاية المدة المحددة بستين يوماً. ومن عجيب المفارقات أن ينهار الاتفاق في عهد ترامب»، بحسب ما كتب آرون ديفيد ميلر.
أما دانييل بايمان، فاعتبر أن «هناك أملاً حقيقياً في أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار، على الرغم من أن عدة علامات استفهام لا تزال قائمة». ورأت الصحيفة البريطانية أن «إدارة بايدن ادّعت أن وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره بين حزب الله وإسرائيل كان انتصاراً دبلوماسياً تمّ تحقيقه تحت ضغط هائل خلال فترة البطة العرجاء مع إدارة دونالد ترامب المعادية التي تنتظر في الكواليس. ومع ذلك، فإن السلام، الذي سبقته غارات جوية إسرائيلية كثيفة على بيروت في الساعات الأخيرة قبل دخوله حيز التنفيذ، هشّ في أحسن الأحوال».
المصدر: صحيفة الأخبار