المتحدث باسم اليونيسف في فلسطين لتلفزيون الفجر: أطفال غزة يعيشون أسوأ عام في تاريخهم
في قلب قطاع غزة، يعاني الأطفال من أهوال الحرب والموت البطيء الذي يلاحقهم في كل زاوية من زوايا حياتهم. بين القصف المستمر، والدمار الواسع الذي طال المدارس والمنازل، يقف الأطفال في مواجهة مصير مظلم، حيث فقد العديد منهم أعزاءهم، ودمّرت أحلامهم البريئة. لم يكن هذا الصراع فقط حربًا على الأرض، بل كان حربًا على طفولة بريئة، تُجبر على التعايش مع مشاهد العنف، والمشاكل الصحية، والبرد القارس الذي يهدد حياتهم.
يقول الأستاذ قاظم أبو خلف، المتحدث باسم اليونيسف في فلسطين خلال حديثه لتلفزيون الفجر ، إن الوضع في قطاع غزة صعب ومؤلم للغاية، خاصة للأطفال الذين يعانون بشكل كبير بسبب الحرب المستمرة والممارسات الإسرائيلية. وأضاف أن مشهد الحياة في غزة، وخاصة في ظل تدهور الظروف الإنسانية، أصبح أكثر قسوة مما سبق.
وأشار أبو خلف إلى أن اليونيسف توقعت أن عام 2024 سيكون أسوأ عام للأطفال في العالم، لافتًا إلى أن أطفال غزة ليسوا استثناء من هذه الأزمة العالمية وان أطفال فلسطين بشكل عام، وأطفال غزة بشكل خاص، يعانون من أوضاع صعبة جدًا على مختلف الأصعدة
وبين أبو خلف إنه في الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه الأطفال على مقاعد الدراسة، فإن أكثر من 625 ألف طفل في غزة قد خسروا عامًا دراسيًا كاملًا بسبب الحرب. وأضاف ان الحرب والممارسات الإسرائيلية المتواصلة تسببت في تعطيل الدراسة، ما سيؤثر على جيل كامل من الأطفال مبيناً تأثير هذا الوضع على النمو العقلي للأطفال، خاصة مع حرمانهم من التعليم.
وتابع أبو خلف أنه إلى جانب تدمير التعليم، يعاني الأطفال من أزمات نفسية حادة بسبب الحرب وان العديد من الأطفال في غزة يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة لما شاهدوه من قصف وقتل ودمار، وهذه الأزمة النفسية أصبحت أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الغزي
وفيما يتعلق بالإصابات، أوضح أبو خلف أن أكثر من 14 ألف طفل أصيبوا نتيجة القصف المستمر، مشيرًا إلى أن هذا العدد قد يكون أكبر من ذلك نظرًا لوجود العديد من الأطفال تحت الردم ولم يتمكن أحد من تحديد مصيرهم بعد.
وأكد أن بعض الأطفال يعانون من إصابات بليغة، مثل الشلل الدائم أو فقدان الأطراف بسبب القصف وأن هناك أعدادًا كبيرة من الأطفال الذين يحتاجون إلى علاج سريع ولكنهم لا يستطيعون مغادرة غزة بسبب الحصار.
وقال أبو خلف إن هناك حوالي 17 ألف طفل فقدوا أحد والديهم أو كليهما جراء الحرب، مشيرًا إلى أن هذه الفئة من الأطفال بحاجة إلى دعم نفسي ومادي خاص. وأضاف ان هؤلاء الأطفال بحاجة إلى رعاية خاصة، فهم يواجهون صدمات كبيرة من فقدان الأهل في ظل الظروف الصعبة.
وتحدث أبو خلف عن معاناة الأطفال الذين يحتاجون إلى علاج خارج غزة بسبب الإصابات الخطيرة.
وأوضح أن هناك حوالي 2,500 طفل في حاجة إلى العلاج في الخارج، ولكن بسبب الحصار، فإنهم يواجهون صعوبة شديدة في الخروج والحالة الأشد مأساوية هي أن هناك معدلًا ضئيلًا جدًا لخروج الأطفال، حيث لا يتجاوز معدل الخروج من غزة لعلاج الأطفال 2500 حالة شهريًا، وبالتالي يحتاج هؤلاء الأطفال إلى 9 سنوات حتى يتمكنوا من الخروج للعلاج.
وذكر أبو خلف العديد من الحالات المأساوية التي شهدها قطاع غزة. على سبيل المثال، قال إنه كان هناك طفل يدعى إسلام كان في حاجة ماسة للخروج للعلاج بسبب إصابته بمرض السرطان، ولكن فشلت 6 محاولات لإخراجه من غزة بسبب القيود المفروضة على الحركة. والآن إسلام لم يعد بحاجة للخروج لأنه توفي، وهذا يظهر مدى معاناة الأطفال الذين لا يجدون العلاج بسبب الحصار.
كما تحدث عن حالة أخرى لطفل عمره 10 سنوات أصيب في الحرب بشلل كامل، وأصبح غير قادر على الحركة أو حتى التواصل وان هذا الطفل، الذي كان يجب أن يكون في المدرسة ويلعب مع أصدقائه، أصبح الآن مقيدًا في سريره، وهذا جزء من المعاناة المستمرة التي يواجهها الأطفال في غزة.
وأوضح أبو خلف أن البرودة الشديدة كانت أحد العوامل المسببة في وفاة العديد من الأطفال الرضع، حيث يعاني القطاع من نقص حاد في وسائل التدفئة والمأوى.
وان في الأسابيع الأخيرة، تم تسجيل العديد من حالات الوفاة لأطفال رضع بسبب البرد القارس، وهذا يضيف معاناة جديدة إلى معاناة غزة المستمرة.
ودعا أبو خلف إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لإنقاذ الأطفال في غزة، مشيرًا إلى أن العالم يجب أن يتخذ موقفًا حاسمًا.
واختتم أبو خلف حديثه بالتأكيد على أن الوقت قد حان للضغط على المجتمع الدولي لتقديم الدعم الكافي للأطفال في غزة، وأنه لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع المأساوي لفترة أطول.