
مركز TRC يوسّع خدماته بإضافة العلاج الطبيعي لدعم الأسرى والمصابين في فلسطين
في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، يعمل مركز TRC لعلاج وتأهيل ضحايا التعذيب على تقديم خدمات شاملة لدعم الأسرى المحررين والمصابين، حيث أعلن مؤخرًا عن إضافة قسم العلاج الطبيعي إلى جانب العلاج النفسي والاجتماعي
أوضحت رنا أبو شنب، أخصائية العلاج الطبيعي في مركز TRC لعلاج وتأهيل ضحايا التعذيب خلال حديثها لتلفزيون الفجر ، أن المركز يقدم خدمات علاجية شاملة تستهدف الأسرى المحررين والمصابين الذين تعرضوا لإصابات مباشرة من الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى الفئات التي تعاني من ضغوط نفسية بسبب الحرب المستمرة على الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن المركز، الذي كان يقدم الدعم النفسي والاجتماعي، قام مؤخرًا بإضافة قسم العلاج الطبيعي لمساعدة المصابين على التأقلم مع حياتهم بعد الإصابة والاعتقال.
وبينت أن هذا التخصص أصبح ضرورة وليس مجرد خيار، نظرًا للحالات المتزايدة التي تعاني من مشكلات حركية وأمراض مزمنة نتيجة الاعتقال الطويل والتعذيب، مثل التهابات المفاصل، مشاكل الفقرات القطنية، وانقطاع الدورة الدموية بسبب الجلوس القسري والعزل الانفرادي.
وقالت أبو شنب إن العلاج الطبيعي يُكمل الرحلة العلاجية إلى جانب الدعم النفسي والاجتماعي، حيث يتم وضع خطط علاجية متكاملة لمساعدة الأسرى المحررين والمصابين على استعادة الحركة والتكيف مع الواقع الجديد بعد سنوات الاعتقال أو الإصابة.
وأضافت أن المركز لا يقتصر عمله على رام الله ونابلس، بل يتم تقديم الخدمات في جميع محافظات الضفة الغربية، مثل القدس، الخليل، بيت لحم، جنين، وطولكرم. كما أكدت أن الفريق الميداني يضم أخصائيين نفسيين واجتماعيين إلى جانب العلاج الطبيعي، حيث يتم التعاون بين جميع التخصصات لتقديم خطة علاجية متكاملة تناسب كل حالة على حدة.
وترى أبو شنب أن العامل النفسي والاجتماعي له تأثير مباشر على الحالة الجسدية، لذلك يتم التنسيق بين الأخصائيين النفسيين والطبيعيين لضمان تقديم العلاج بشكل شامل.
وأشارت إلى أن هناك حالات واجهت صعوبة في تقبل العلاج في البداية، لكنها بدأت تستجيب مع الوقت، مما يعكس أهمية هذه الخدمات في تحسين حياة المصابين والأسرى المحررين.
وتابعت حديثها بالإشارة إلى إحدى الحالات الصعبة التي تعامل معها المركز، وهي حالة أسير سابق فقد القدرة على المشي بسبب الضعف العضلي الناتج عن سنوات الاعتقال الطويلة. وأكدت أن المركز وضع له خطة علاجية بدأت بتحسين الدورة الدموية ومرونة المفاصل، ثم الانتقال إلى تقوية العضلات، والآن هو في مرحلة استعادة قدرته على المشي.
واختتمت أبو شنب حديثها بدعوة كافة المصابين وذويهم إلى عدم التردد في طلب المساعدة، مؤكدة أن المركز يقدم خدماته مجانًا، ويصل إلى أماكن تواجد المتضررين وشددت على أن العلاج النفسي والاجتماعي والطبيعي هو حق لكل من تأثر بالحرب والاعتقال، وأن الفريق الطبي يعمل بكل جهد لضمان تقديم هذه الخدمات لكل من يحتاجها.