
فراس ياغي للفجر: نتنياهو يتجنب وقف إطلاق النار خشية التحقيقات والإطاحة بحكومته
مع استئناف الاحتلال الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة، يبرز تساؤل حول ما إذا كان هذا القرار جاء نتيجة الفوضى وعدم ترتيب البيت الداخلي الإسرائيلي، أم أنه كان مخططًا له مسبقًا في سياق استراتيجية مدروسة.
أوضح الكاتب والباحث السياسي، السيد فراس ياغي، لتلفزيون الفجر أن ما يجري في غزة مرتبط بنظرة استراتيجية لليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، الذي ينسجم تمامًا مع ما يريده الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في المنطقة.
وأضاف أن ما يحدث في قطاع غزة لا يهدف فقط للضغط على المقاومة من أجل الإفراج عن الأسرى والمحتجزين، بل إن العمليات العسكرية تؤدي إلى قتلهم بدلًا من تحريرهم، مشيرًا إلى أن المسار الحقيقي الذي تتجه إليه الأمور هو صفقة تبادل الأسرى، إذ يبدو أن نتنياهو غير قادر على تحقيق الأهداف المعلنة للحرب.
وأشار إلى أن استئناف العمليات العسكرية في شمال قطاع غزة جاء في ظل مشكلات داخلية يواجهها نتنياهو، من بينها أزمة الميزانية، حيث بدأ الكنيست الإسرائيلي التصويت على الميزانية يوم الأربعاء، ومن المقرر أن يستمر النقاش حتى نهاية الشهر، وفي حال عدم المصادقة عليها ستذهب الحكومة إلى انتخابات مبكرة خلال 90 يومًا وهو ما يخشاه نتنياهو.
وبيّن ياغي أن نتنياهو بحاجة إلى دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة، مثل حزب عوتسما يهوديت بقيادة إيتمار بن غفير، الذي يشترط استمرار القتل والتدمير ضد الفلسطينيين.
وأوضح أن بن غفير وافق على العودة إلى الحكومة مقابل تصعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة، وهو ما يعكس العلاقة الوثيقة بين المصالح السياسية الداخلية والتصعيد العسكري.
وشدد ياغي على أن أي تصعيد إسرائيلي لا يمكن أن يتم دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن ترامب لا يزال يدعم سياسات التهجير، حيث إن القتل والتطهير العرقي يخدمان الأجندة الإسرائيلية في المنطقة.
وأضاف أن وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، ليون بانيتا، صرح بأن ما يحدث في غزة هو لتحقيق أهداف سياسية وليس لحماية أمن إسرائيل.
وأوضح أن هناك خلافات داخل الجيش الإسرائيلي نفسه حول مدى استمرار العمليات العسكرية، حيث عارضت المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية عودة بن غفير إلى الحكومة.
وأكد أن الأزمة داخل إسرائيل مرتبطة بمفاهيم البقاء السياسي لنتنياهو، الذي يرفع شعار “النصر المطلق”، رغم أن تحقيق هذا الهدف يتطلب ضرب إيران والعراق واليمن، وهو أمر غير ممكن في الوقت الحالي.
وأشار ياغي إلى أن هناك صدمة كبيرة لدى عائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين كان من المفترض أن يعتمدوا على الضغط الشعبي في الداخل الإسرائيلي.
وتابع أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أن 69% من الإسرائيليين يرفضون استمرار الحرب ويدعمون الإفراج عن الأسرى، مما يشكل تحديًا لنتنياهو.
وأوضح أن الضغط العسكري لم يحقق يومًا الأهداف الإسرائيلية، حيث أن إسرائيل تعلن أنها تسعى للقضاء على القدرات العسكرية لحماس، وفي الوقت نفسه تتفاوض معها بشأن الأسرى، مما يكشف عن تناقض في استراتيجيتها.
وأضاف أن إطلاق سراح الأسرى يتطلب تقديم استحقاق يتمثل في وقف الحرب، وهو ما يرفضه نتنياهو لأنه يعني تشكيل لجنة تحقيق رسمية قد تؤدي إلى محاسبته سياسيًا.
واختتم حديثه مؤكدًا أن المشهد الحالي في إسرائيل يشير إلى صراع داخلي عميق، ويحاول نتنياهو الحفاظ على بقائه السياسي عبر تصعيد الحرب، رغم المعارضة الداخلية والخارجية لاستمرارها.