لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

أطباء عادوا من غزة: هل بقيت لدينا في أوروبا ذرة من الإنسانية؟



كشف خمسة أطباء وممرضتان عادوا من مهمة إنسانية في قطاع غزة عن الحالة الإنسانية المأساوية التي يعيشها السكان، حيث أكدوا أن الوضع هناك يزداد سوءًا يوماً بعد يوم، مع استمرار القصف الإسرائيلي العشوائي الذي يدمّر المنازل والمستشفيات، ويترك آلاف الضحايا من الأطفال والنساء في حالة من الرعب والدمار الشامل.

بدأت شهاداتهم مع الطبيب الفرنسي مهدي الملالي (33 عاماً)، الذي قضى ثلاثة أسابيع في غزة خلال مهمة نظمتها منظمتا الرحمة وبال ميد أوروبا، حيث وصف المشهد بأنه جحيم لا يوصف، معبرًا عن صعوبة التوقف عن التفكير في معاناة السكان، خاصة الأطفال الذين يشهدون أهوالاً لا يمكن تصورها. وأكد أن جزءاً منه لا يزال عالقاً هناك، وأنه يعاني من صدمة نفسية عميقة.

أما جراح العظام الفرنسي فرانسوا جورديل، فذكر أن غزة حالة فريدة من نوعها، حيث لا يستطيع السكان الفرار من القصف المستمر، وأن المستشفيات تتعرض للهدم، والناس يعانون من إصابات بليغة، مع استمرار الهجمات التي تصل أحياناً إلى 5 أو 6 صواريخ في الدقيقة، مما يسبب دماراً هائلاً واهتزازات عنيفة كزلزال.

وتحدثت الممرضة كارين هوستر، التي نفذت حوالي 20 مهمة إنسانية حول العالم، عن مشاهد مروعة من غزة، حيث كانت الجثث ملقاة على الأرض، والمرضى منزوعي الأحشاء، والوقت لم يكن يسمح بنقلهم للمشرحة، بسبب استمرار تدفق الإصابات. وأكدت أن الحياة هناك أصبحت كالجثث الممزقة، وأن الأطفال يعانون من توتر شديد، ويبدون وكأنهم في حالة من الصمت والتعب الشديد.

وتذكر مهدي الملالي حادثة استقباله لثلاثين جريحاً من عائلة واحدة، كانوا نائمين وقت الانفجار، حيث كانت الأم في حالة من الاضطراب، تبحث عن ابنها المفقود، وتبكي على فقدانه، في مشهد مؤلم يعكس حجم الكارثة الإنسانية. كما أضافت الممرضة سونام دراير-كورنوت أن غزة أصبحت مدينة مدمرة، حيث لا يوجد دقيق، والناجون يعانون من حروق بالغة ويحتاجون إلى تغذية عالية السعرات، بينما الأطفال يظهر عليهم التوتر والجمود رغم إصاباتهم الخطيرة.

وأشارت أخصائية التخدير أوريلي غودار إلى أن الموت أصبح مألوفاً، وأنها شهدت حالات مأساوية، منها رجل طلب منها أن يسمح له بدفن أبنائه قبل أن يغادر، وهو مشهد يثير القشعريرة ويعكس حجم الألم والمعاناة المستمرة.

وتعليقاً على الوضع، قال جراح العظام سمير عدو (58 عاماً): “دعونا نتحدث عن أنفسنا في فرنسا، عن إنسانيتنا، هل بقي شيء منها؟”، مشيراً إلى أن العاملين في المجال الصحي يشعرون بأنهم يؤدون مهمة نبيلة، رغم رفض السلطات الإسرائيلية عودتهم رغم التصاريح اللازمة، مما يزيد من معاناتهم ويؤكد أن الاحتلال يختار أن يكون غير إنساني في تعامله مع السكان المدنيين.

وفي إشارة إلى الأرقام، ذكر التقرير أن أكثر من 60 ألف فلسطيني استشهدوا منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر، مع نقص حاد في الأدوية والضمادات ووسائل التخدير، وأن معظم الإصابات تتعلق بأطفال ونساء، حيث يواجه الأطباء صعوبة في تقديم العلاج بسبب الحصار والدمار المستمر.

وفي ختام شهاداتهم، أكد الأطباء أن الشعب الفلسطيني في غزة يواجه الموت يومياً، وأنهم رغم كل ذلك، يظلون صامدين، ويؤمنون بأن العدالة ستنتصر، وأنهم يواصلون العمل رغم كل الصعاب، مؤمنين أن الإنسانية لا تزال حية في قلوبهم، وأنهم لن ينسوا معاناة أهل غزة.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة