
وزيرة خارجية سلوفينيا: ما يجري في غزة إبادة جماعية متعمدة
قالت وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فاجون إن الصور الصادمة للأطفال الذين يموتون جوعا في غزة تمثل نتيجة مباشرة لخيارات ‘متعمدة’، مؤكدة أن الكارثة الإنسانية في القطاع ‘من صنع الإنسان’ وليست كارثة طبيعية.
جاءت تصريحات فاجون خلال كلمتها في المؤتمر الدولي لحل الدولتين الذي عُقد، أمس الاثنين، برعاية الأمم المتحدة وبقيادة فرنسا والسعودية.
وأشارت الوزيرة إلى أن ما يجري في غزة يرقى إلى تعريف القانون الدولي لـ’الإبادة الجماعية’، لافتة إلى أن حل الدولتين المستدام هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة.
وقالت: ‘لا يمكن للسلام أن يتحقق من دون إدارة فلسطينية شرعية وفعالة، وهو ما يتطلب دعما دوليا وإصلاحات داخلية’، محذرة من أن ‘عندما تحل القوة محل القانون، لا يُنتج عن ذلك أمنا، بل عدم استقرار وتطرفا يمتد لأجيال’.
ومنذ الثاني من آذار/مارس الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، ما دفع بالقطاع إلى حافة المجاعة، رغم تكدس قوافل الإغاثة على حدوده.
موقف وزيرة الخارجية السلوفينية جاء منسجما مع سلسلة خطوات اتخذتها بلادها ضد الاحتلال خلال الأشهر الماضية.
ففي تموز/يوليو الماضي، أعلنت ليوبليانا منع وزيري الأمن القومي والمالية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، من دخول أراضيها، في خطوة وصفت بأنها غير مسبوقة على مستوى الاتحاد الأوروبي، احتجاجا على الانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين في القطاع.
وأكدت فاجون حينها أن القرار يهدف إلى ‘الضغط على إسرائيل لوقف معاناة سكان غزة’، مشددة على أن بلادها لا يمكن أن تلتزم الصمت إزاء الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
وفي آب/أغسطس الماضي، صعدت سلوفينيا من إجراءاتها بإعلان حظر شامل على جميع أشكال التبادل التجاري المتعلق بالأسلحة مع الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الاستيراد والتصدير وعبور السلاح عبر أراضيها.
ووصف الحكومة القرار بأنه ‘الأول من نوعه لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي’، موضحة أنه اتخذ بشكل مستقل نتيجة ‘عجز التكتل الأوروبي عن تبني خطوات ملموسة رغم المطالبات المتكررة’.
وتأتي هذه المواقف في ظل تصاعد المطالبات الدولية بوقف الحرب على غزة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، ارتكاب إبادة جماعية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وبحسب أحدث الإحصاءات، فقد خلف العدوان الإسرائيلي 65 ألفا و344 شهيدا، و166 ألفا و795 مصابا، معظمهم من النساء والأطفال.
كما أودت المجاعة التي فرضها الحصار بحياة 442 فلسطينيا، بينهم 147 طفلا.