لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

عبر حوارية سياسية بحضور واسع دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت تطلق “الصالون السياسي: فلسطين 2035”



أطلقت دائرة العلوم السياسية وبرنامج ماجستير العلاقات الدولية والدبلوماسية والأمن العالمي، في كلية الحقوق والإدارة العامة بجامعة بيرزيت، “الصالون السياسي: فلسطين 2035″، بعقد جلسة حوارية بعنوان “فلسطين بعد الإبادة: أسئلة الوجود وإعادة بناء المشروع الوطني”.

واستضاف الصالون في اللقاء الأول نخبة من السياسيين والأكاديميين من وزير الإعلام الأسبق نبيل عمرو، وأمين عام حزب الشعب بسام الصالحي، وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة د. باسم الزبيدي، فيما أدارت اللقاء عميدة كلية الحقوق والإدارة العامة د. لورد حبش.

افتُتحت اعمال الجلسة بكلمة لنائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية د. عاصم خليل، أكد خلالها أن هذا البرنامج يشكل خطوة ضرورية لتحفيز حوار سياسي حول القضايا العامة والوطنية، ويعيد دور الجامعة بهذا السياق، كمركز فكر وإنتاج معرفي، خاصة في هذه المرحلة التي تواجه فيها القضية الفلسطينية أسئلة وجودية، وعبر د. خليل عن أمله بأن تكون هذه الخطوة بداية لاستعادة هذا الدور.

من جانبها، نوهت د. حبش إلى أن هذا المشروع، يهدف لبناء استشرافي على قواعد تفاعلية، بين الجانب الأكاديمي والجامعة كقاعدة معرفية، والفضاء السياسي العام، لإنتاج رؤية رصينة حول مستقبل فلسطين 2035، في محاولة جادة للتصدي للأسئلة المركزية التي تواجه القضية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. وعبرت د. حبش عن أملها بأن يكون هذا المشروع منتدى مركزي في الحوار السياسي والتفاعل المستجيب للحالة الوطنية.

عمرو: الانتخابات كمخرج سياسي

بدأت الحوارية بمداخلة عمرو، إذ أشار إلى أن بديهية بناء المشروع الوطني الفلسطيني تقوم على أساس الوحدة الوطنية، والوحدة الوطنية تتحقق بإجراء الانتخابات العامة. إذ أن من وجهة نظره، أن الشعب الفلسطيني استطاع ان يستوعب المشاكل والمعيقات التي تواجهه ولكن لم يستسلم لها، رغم عجز الطبقة السياسية الحالية، إذاً البنية الأساسية الفلسطينية بخير ويمكن البناء عليها، والمشكلة تكمن بالنظام السياسي. لذلك نحن بحاجة ماسة لإجراء الانتخابات من اجل انتاج نظام سياسي ونخبة سياسية جديدة، تمتلك الشرعية السياسية، وقادرة على أن تقود هذه البنية وتطور عليها، من خلال احداث تنمية داخلية. إذ يعتبر عمرو أن احداث تنمية داخلية يعتبر عامل أساسي في تثبيت ودعم المواطن الفلسطيني.

الصالحي: مقاربة “الإبادة المستمرة” وتفكيك الايديولوجيا الاستعمارية مسار اجباري

في مستهل مداخلته أكد الصالحي أن المقاربات والأسئلة التي تطرح الأن وسوف تطرح لاحقاً يجب أن تكون مختلفة عما قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، فالحركة الصهيونية وصلت إلى ذروة قوتها وتوحشها من خلال حرب الإبادة، وهذا التوحش مستمد من توحش الرأسمالية العالمية أيضاُ، والدليل الأوضح على ذلك عدم قدرة المجتمع الدولي إيقاف هذه الإبادة رغم انها موثقة ومرئية. ويرى الصالحي أن المخرج الاستراتيجي يكون أساسه العمل على تفكيك الأيديولوجيا الصهيونية الموجودة، والانطلاق من مقاربة جديدة مفادها أن الإبادة الجماعية لا زالت مستمرة، كونها تسعى إلى إعادة هندسة التركيبة الاجتماعية للفلسطينيين، وكسر إرادتهم السياسية. لذلك، لا يصلح التعامل مع أي مشروع سياسي مطروح لا يتبنى فكرة المساءلة عن الإبادة الجماعية، كما يجب أن ينظر لمشاريع إعادة الاعمار على أنها أداة للمساءلة والإقرار بوجود إبادة، وليس كتبرعات ودعم. إلى جانب ذلك، أكد الصالحي على أن مسألة الحفاظ على الوجود الفلسطيني هي مسألة مركزية، كما ويجب أن نُعلي من شأن المواجهة الحقوقية مع إسرائيل، وفي هذا السياق تصبح الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية وسيلة للمواجهة وهدف في ذات الوقت.

الزبيدي: أسئلة مصيرية وملحة

وفي مداخلته، تطرق الزبيدي لحالة الثنائيات في السياق الفلسطيني (السلطة الفلسطينية، وحماس)، إذ أشار إلى أن الاجتهاد السياسي في إطار الثنائية الفلسطينية أنتج لنا اتفاق أوسلو، والسابع من أكتوبر وكلاهما فشل في تحقيق أهدافه. ومن وجهة نظره، الخطأ ليس في الاجتهاد بل بمن يجتهد وكيف يجتهد. ولذلك، يجب علينا كفلسطينيين فهم ما جرى من إبادة جماعية في ضوء التحولات التي تدور حولنا، والإبادة الجماعية ليست مأساة عابرة، بل يجب دراستها من منظور فلسطيني، وإسرائيلي، ودولي. كما ويجب أيضاُ أن نعيد تحديد أهدافنا فلسطينياُ بوضوح، وإعادة تعريف المشروع الوطني وتحديد أدواته، وضرورة أن نتجاوز الثنائية التقليدية (كفاح مسلح، تفاوض)، فلا البندقية وحدها تكفي ولا التفاوض وحده يحقق المطلوب، لذلك يجب النظر الى المناطق الرمادية.

ويرى الزبيدي أن النظام السياسي الفلسطيني الحالي مُتكلس وبعيد جداُ عن الشعب، فمسألة الشرعية وتجديدها أصبحت ضرورة ملحة في هذا الوضع. فالشرعية هي الوعاء المعنوي الذي يساعد في بناء الوطن، والذي يعطي الشرعية فقط الشعب. وفي ظل هذا الزخم الدولي الذي حصلت عليه القضية الفلسطينية من حرب الإبادة الجماعية، تساءل الزبيدي عن طبيعة الرسالة التي يمكن ان نرسلها للعالم بعد حرب الإبادة على غزة، كوننا لا نمتلك خطاب رسمي وواضح نُصدره للعالم الخارجي.

تساؤلات الحضور

بعد الانتهاء من المداخلات الثلاث آنفة الذكر، تم فتح باب الأسئلة والنقاش امام الحضور، وقد تمحورت أسئلة الجمهور حول القدرة على اجراء الانتخابات في ظل الوضع الحالي، وعن الطريقة التي يمكن من خلالها تفكيك الأيديولوجيا الصهيونية، وعن كيفية الخروج من حالة الثنائيات التي يعيشها الفلسطينيين، في ظل فشل المشروعين التقليديين. كما وتساءل البعض عن إمكانية ظهور أحزاب سياسية جديدة على الساحة الفلسطينية، وحول كيفية صياغة سردية فلسطينية جديدة تخرجنا من عنق الزجاجة.

فلسطين 2035: نظرة استشرافية

وفي ختام الحوارية، طرحت د. حبش على الضيوف السؤال المركزي للصالون السياسي، والذي سيُطرح في نهاية كل لقاء، وهو ” كيف ستكون فلسطين في عام 2035؟”. يتوقع الزبيدي أن الأزمة الفلسطينية ستتفاقم، وسيكون هناك مزيد من الاغتراب بين الشعب والسلطة الفلسطينية، وستزداد وتيرة التوحش والتوغل الإسرائيلية. أما الصالحي فيتوقع أن تستمر الإبادة الجماعية ولكن بطرق مختلفة، وهناك احتمالية لتفكك السلطة الفلسطينية، مع اشتداد الصراع على الوجود، ولكن في ذات الوقت سيزداد حجم التضامن الدولي، والجيل الجديد (Gen Z) سيستفيد من الأخطاء السابقة وسيكون له دور مهم، ويمكن ان يكون هناك دولة فلسطينية. بينما يرى عمرو أن الاستشراف في الحالة الفلسطينية والشأن السياسي الفلسطيني صعب وغير ممكن، والمتغيرات التي تحدث على الساحة سريعة وغير متوقعة. ولكن الرهان على أن إسرائيل لن تستطيع التهام الشعب الفلسطيني، والذي حدث في غزة أكبر دليل.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة