كيف يستخدم الصوت لمكافحة الاحتيال الإلكتروني؟
تلفزيون الفجر الجديد- تحتاج الشركات الكبرى إلى صوتك، ليس من أجل التعرف الى رأيك وإنما لمكافحة الاحتيال. وتعد القياسات الحيوية للصوت، التي تشمل تسجيل وتحليل بصمات الصوت المميّزة للتحقق من هويات الأشخاص، واحدة من أحدث الأسلحة التكنولوجية المستخدمة في الحرب ضد الاحتيال الإلكتروني.
وتمثل سرقة معلومات الهوية والاستيلاء على الحسابات مشكلة كبيرة ومتنامية خصوصاً في حقبة رقمية باتت تمثل ميزة كبيرة للمحتالين يمكنهم من خلالها تقديم أنفسهم بطرق مختلفة من أجل سرقة البيانات الشخصية. والميزة الرئيسيّة للصوت هي أنه يصعب كثيراً محاكاته وسرقته، فهو شكل دينامي من القياس الحيوي وليس جامداً كبصمة الإصبع، لذا من الصعب تكوين نسخة رقمية منه.
وتحتوي بصمات الصوت الرقمية على أكثر من 100 عنصر يمكن التعرف اليها. وباستخدام حلول حسابية معقدة، بالإضافة إلى أحدث المعدات الصوت الفائقة الجودة، ترى الشركات المتخصصة في القياسات الحيوية للصوت، أن في وسعها الآن تحديد هوية الأشخاص بدقة تتجاوز الـ 97 %. ويمكن بصمة الصوت التفريق بين التوأم اللذين يشتركان في الحمض النووي نفسه، وهو ما يجعل هذه التقنية موثوقاً بها بشكل كافٍ لاستخدامها كدليل في المحاكم. والصوت عامل مهم لأن الوسيلة الرئيسية التي نتفاعل بها مع الشركات، ما زالت هي مراكز الاتصال، رغم صعود نشاط العمليات المصرفية والتسوّق عبر الانترنت.
وقد ثبت عدم كفاية إجراءات التحقق التقليدية من الهوية من بينها الأرقام السرية الخاصة وكلمات السر والاجابات عن أسئلة التحقق، وهذا يعود بدرجة كبيرة إلى أننا ننساها باستمرار.
وهذا هو السبب في أننا نختار بشكل ساذج أرقام التحقق الشخصية وكلمات السر التي يسهل علينا تذكرها، ويمكن الآخرون تخمينها. وقد توصل محققون في مكافحة الاحتيال إلى أن نحو 10 % من أرقام التحقق الشخصية التي تتألف من 4 أرقام ويسرقها محتالون، هي ببساطة أرقام (1 2 3 4)، فيما تفيد المصارف بأن العملاء يخفقون بنسبة 10 إلى 20 في المئة في إجراءات التحقق الخاصة بمراكز الاتصال لأنهم لا يستطيعون تذكر تفاصيلهم الأمنية.
ورغم أنه لا يوجد نظام أمني بالقياس الحيوي مضمون تماماً، يمكن الكشف عن المحتالين الذين يستخدمون تسجيلات عالية الجودة لعبارة المرور، بحسب الشركات المتخصصة في القياس الحيوي للصوت. وتقنية القياسات الحيوية للصوت هي واحدة من أحدث الأسلحة التقنية التي يتم استخدامها في الحرب ضد جرائم الاحتيال الإلكتروني، وهذا يعود الى أنه حتى التسجيلات ذات الجودة الأعلى تستخدم شكلاً من أشكال الانضغاط تضعف الترددات الأعلى والأدنى.
ومن شأن حصول اختلاف بسيط في بصمة صوت العميل، إطلاق "اختبار حي" من خلال محادثة، وهو ما يجعل من شبه المستحيل على المحتالين محاكاة الصوت، لا سيما إذا لم يكن في حوزتهم سوى تسجيل صوتي. ويجري الاحتفاظ ببصمات الصوت للمحتالين المشتبه فيهم على قائمة مراقبة، حتى يتسنى التعرف اليهم إذا ما حاولوا مرة أخرى انتحال شخصية الغير. والقياس الحيوي للصوت ليس كافياً لمكافحة الاحتيال، إذ إنه يجب توظيف تقنيات أخرى، مثل تحليل بيانات الاتصال.