مخرجون مصريون يتجهون إلى إنتاج أفلام ثلاثية الأبعاد
يتجه مخرجون مصريون إلى إنتاج أفلام ثلاثية الأبعاد في صناعة السينما بمصر لأول مرة رغم أن دور العرض الموجودة حالياً غير مهيأة لتلك التقنية.
وترددت أنباء حول خوض المخرج تامر مرتضى تجربة إنتاج فيلم من هذا النوع لم يتحدد أبطاله حتى الآن. إلا أن البعض يشكك في إنجاز ذلك بالفعل لما يتطلبه من إمكانيات مالية ضخمة ومعدات سينمائية متطورة.
ويأتي ذلك في ظل إيرادات غير مسبوقة حققتها أفلام 3D “ثلاثية الأبعاد” في كثير من دول العالم، لاسيما بعد أن عرضت مباريات كأس العالم الأخير بتلك التقنية، وأيضاً بعد النجاح الساحق لفيلم “آفاتار” الذي حقق إيرادات غير مسبوقة تخطت 3.5 مليارات دولار، وما لحقه من أفلام ثلاثية الأبعاد حصدت أيضاً ملايين الدولارات، حتى إن ألعاب الفيديو جيم جنحت أخيراً إلى تكنولوجيا 3D.
وقال نقاد لـ”العربية.نت” إن صناعة السينما العربية والمصرية لم تستطع مواكبة الإنتاج الغربي المتزايد للأفلام ثلاثية الأبعاد، والتي ميزت أيضاً السينما الهندية في السنوات الأخيرة، وقد اقتحم بعضها دور العرض في العالم العربي مثل “آفاتار”، “أليس في بلاد العجائب”، “كيف تدرب تنينك”، “قصة لعبة 3” إلى جانب قائمة طويلة من الأفلام.. كل هذا لم يقابله أي إنتاج عربي مماثل.
حتى لا تصبح مثيرة للسخرية
ويرى الناقد الفني طارق الشناوي أن دخول تقنية الـ3D إلى السينما المصرية لو تحقق فبكل تأكيد سيحدث قدراً كبيراً من الإبهار للجمهور، ما سيجذب الأنظار تجاهها خاصة إذا كان موضوع وقصة العمل يمس المشاهد.
وأضاف: “أعتقد أن هذه الخطوة إن تمت ستحدث طفرة نوعية في تاريخ السينما المصرية مثلما حدث عند ظهور تقنية الديجيتال لتصوير الأفلام، وستلفت أنظار المشاهدين خصوصاً الشباب كما حدث عند عرض الفيلم الأمريكي “آفاتار”.
واعتبر الشناوي أنه من الصعب جداً أن يقوم صناع السينما المصرية بتحضير فيلم بتقنية البعد الثالث؛ لأنه سيواجه بالعديد من المشكلات التي تعرقله أهمها التكلفة المرتفعة للغاية، إلى جانب الحيرة في اختيار الأبطال الذين يملكون القدرة على تنفيذ هذه النوعية من الأعمال، وحتى لا يظهر العمل على أنه تقليد أعمى للغرب وينتهي الأمر بفيلم “الأكشن” إلى لوحة كوميدية مثير للسخرية، هذا إلى جانب أن دور العرض المصرية التي تملك التقنية محدودة للغاية، لأن تكاليف تجهيزها باهظة جداً، وثمن نظارة المشاهدة مكلف أيضاً، ما قد يؤدي في نهاية الأمر إلى إحجام الجمهور المصري والعربي عن مشاهدتها، فضلاً على إنتاجها.
مواصفات خاصة وأموال باهظة
بينما أكد المنتج هاني جرجس فوزي أن أفلام الـ3D تتطلب مواصفات خاصة لمشاهدتها وأموالاً باهظة لإنتاجها وإلى تقنيات أعلى للاستمتاع بها، أي أنها سينما أخرى غير الموجودة في مصر.
وعن إمكانية إنتاج فيلم مصري متكامل بخاصية الـ3D أكد فوزي أن هذا الفيلم سيظهر بلا شك في القريب العاجل، وأن المنتجين سينتجون تلك النوعية من الأفلام؛ لأن وراءها الكثير من الفوائد خصوصاً مع ظهور قنوات تلفزيونية تعتمد على تلك الخاصية في أعمالها مع ظهور أجهزة حديثة تتيح هذه التقنية.
وأنهى جرجس كلامه حول الفيلم الذي يحلم بإنتاجه: “أبطاله سيكونون ممن برعوا في تقديم الأكشن في السينما العادية، ويجب أن يكون فريق العمل بالكامل على دراية تامة بهذه النوعية من الأعمال، لكن لن أدعي أن هناك أشخاصاً محددين سيتم الاستعانة بهم، ما يمكنني تأكيده أن لدينا الكثير والعديد من الكفاءات السينمائية التي تحتاج إلى من يمنحها الفرصة”.
في الاتجاه ذاته، أكد المنتج والسينارست محمد حفظي أن الأفلام ثلاثية الأبعاد ستكون موجودة في مصر خلال سنوات قليلة. وبدا متفائلاً وهو يقول: “سيقبل عليها الجميع، وأعتقد أنها قد تمحو السينما التقليدية”.. وأشار إلى أن التقنية موجودة بالفعل في مصر، لكن تكاليف تفعيلها مرتفعة للغاية.
وعن رأيه في الأبطال وفريق العمل الذي من الممكن أن يقدم فيلماً ثلاثي الأبعاد قال: “أعتقد أن أي ممثل مصري مجتهد أو مدير تصوير طموح أو مخرج متميز، قادر على فعل ذلك، المشكلة ليست في الأبطال أو فريق العمل، لكن في فكرة الغرافيك وعمليات أخرى بعيدة عن التمثيل، وبالطبع الإمكانيات والأموال اللازمة لإخراج فيلم بهذه التقنية”.
وختم حفظي مؤكداً أن هذه التقنية ستكون أكثر وجوداً في المستقبل، لأنها بالفعل موجودة حالياً في بعض المنازل من خلال تلفزيونات بتقنية الـ3D.
مخاطرة غير محسوبة
أما المنتج محمد حسن رمزي فأشار إلى أن نجاح هذه التقنية يعود إلى إبهار المشاهد، ولأن هذا العنصر سيجبر الجمهور على مشاهدة هذه النوعية من الأفلام كما حدث مع “آفاتار”، مؤكداً أن هذه النوعية من الأفلام تقتصر حالياً على أفلام الخيال العلمي والأكشن.
وأضاف: “نحن في مصر قادرون على تحضير فيلم بهذه التقنية من الناحية الفنية، لكن العقبة في التكاليف المرتفعة، فكثير من المنتجين وأنا منهم نخشى خوض التجربة، لأنها مخاطرة غير محسوبة، من الممكن نجاحها وأيضاً فشلها، لذلك الجميع ينتظرون مبادراً بالتجربة لمعرفة ما ستسفر عنه”.
وعن رأيه فيمن يشارك في هذه النوعية أكد أنه لا يوجد شخص بعينه، لكن ستحسب لأول ممثل ومنتج ومخرج يقوم بهذه الخطوة.. “سيذكرهم التاريخ سواء نجحت التجربة أم فشلت”.



