نانسي عجرم في قرطاج تنتصر على وزير الثقافة التونسي
تلفزيون الفجر الجديد- على امتداد ساعتين كاملتين، غنّت الفنّانة اللبنانيّة نانسي عجرم في مهرجان قرطاج الدولي الليلة الماضية، وأمتعت الجمهور الغفير الذي حضر حفلتها فخرج راضياً، والملفت أنّ أغلب الجمهور الذي غصّت به مدارج المسرح الأثري في قرطاج كان من الرجال، في حين أنّ العنصر النسائي كان هو الغالب في حفلة شيرين في نفس المسرح قبل ثلاثة أيام.
نانسي كانت قليلة الكلام أثناء حفلتها عكس شيرين، وقد اختارت تحيّة الجمهور التونسي الكبير الذي صفق لها إعجابا بأدائها ، من خلال غنائها مقطعاَ من أغنيّة تونسيّة شعبيّة شهيرة للفنانة "نعمة" هي " ام القد طويل صالحة".
وقد كان جمهور قرطاج وفياً لعادته في ترديد أغاني نانسي معها وخاصة منها الأغاني الرومنسية العذبة التي طرب لها الجميع، وخاصة العشاق منهم الذين حضروا الحفلة وكان عددهم كبيراً في كل أرجاء المسرح. ويصح القول إنها حفلة للعاشقين بأغانيها وبجمهورها.
والى جانب أغانيها التي انتقتها من ألبوماتها القديمة و من ألبومها الجديد، فإنّ نانسي أهدت الجمهورأيضاً أغنية ميادة الحناوي "كان يا مكان " فتمايل الجمهور طرباً وقد اجادت اداءها بإحساس عال.
واختارت الفنانة اللبنانية فستاناً اسوداً طويلاً لحفلتها في قرطاج، وكعادتها كانت خفيفة الروح وهي تتحرك على المسرح، و لم تكثر من الحديث مع الجمهور و اكتفت بتوجيه بعض الكلمات له بين الحين والآخر، ولم تخف سعادتها بحضور مجموعة من معجبيها الذين تجمّعوا في الصفوف الأماميّة حاملين لافتة كبيرة للترحيب بها.
وأمام الاقبال الكبير للجمهور ونجاح حفلتها في قرطاج، فإنّ البعض تذكّر التصريح الشهير للمهدي المبروك وزير الثقافة التونسي السابق، الذي قال فيه إن "نانسي عجرم لن تغني في قرطاج و لو على جثتي"، منتقصاً بذلك من قيمتها الفنية ومعبراً عن رأيه بأنها غير جديرة بالغناء في مهرجان عريق، ورغم أنه استدرك قوله بعد الضجة التي أحدثها تصريحه فإن نانسي أثبتت له – ولغيره- أنها جديرة بأنّ تغني في مهرجان قرطاج وأنها قادرة على جذب الآلاف من الجمهور المعجب بفنها بل والمتيّم باسلوبها في الغناء، وقد وجدت نانسي من وزير الثقافة الجديد د. مراد الصقلي –وهو أكاديمي مختص في الموسيقى- كل الدعم لها حيث أكد أنها مرحب بها في تونس مشيداً بصوتها وبفنها.
والجدير بالملاحظة أن حفلة نانسي عجرم في قرطاج كانت مبرمجة ليوم 19 يولو، الا أنها تأجلت إلى يوم 12 أغسطس بسبب الحداد الرسمي الذي أعلنته رئاسة الجمهورية وقتها اثر استشهاد 14 جندي تونسي في عملية إرهابية في جبل "الشعانبي" قرب الحدود التونسية الجزائرية.