اذا كنت مصابا بسهم الفراق.. ألهي نفسك وتحدث مع الاصدقاء!!
يعتبر الفراق عن شخص عزيز على القلب، امر لا يستطيع تحمله عدة اشخاص، اذ يصاب بعضهم بخيبات الامل او الانهيار، ومنهم من يشعر ان حياته قد تحوّلت الى جحيم، فعندما يتحطم قلب شخص ما تصبح عواطفه ومشاعره فوضوية وتتحول هذه العواطف والمشاعر من اليأس إلى العجز ومن العجز الى القلق والاضطراب. لكن حتى أعنف التجارب وأقساها على القلب تزول في النهاية، وحتى يحدث ذلك، يقول خبراء الصحة العقلية إن أفضل علاج لجراح القلب يكمن في أشكال الإلهاء المختلفة والحديث مع الأصدقاء.
يقول ميشائيل شيلبرغ وهو أخصائي نفسي في هامبورغ إن الأمر يستغرق ستة أشهر على الأقل للتغلب على أزمة ناتجة عن الانفصال، تلك الفترة قد تكون عصيبة يمر خلالها الملتاع- من فقد حبيبه- بمشاعر مختلفة من أسى وشك في النفس وقلق بل وحتى الكراهية، كل ذلك ورأسه أو رأسها لا يشغله سوى سؤال واحد: لماذا؟.""
كثير من الناس ينكفئون على أنفسهم، بل إن بعضهم يفكر في الانتحار، فهو يرى أن حياته دون محبوبه لم يعد لها معنى. تقول الأخصائية النفسية كريستا روث- ساكنهايم:"المشاعر التي يعانيها الإنسان نتيجة الانفصال هي نفسها التي يشعر بها عندما يموت شخص ما، لذا طبيعي للغاية أن يبكي".
وتقول الطبيبة النفسية دوريس فولف إن الشخص المصاب بسهم الفراق يبدأ في الإحساس بالأسى لنفسه وهو ما يدل على أنه دخل المرحلة الثانية من مراحل لوعة الحب، بخلاف المرحلة الأولى والتي يعيش الملتاع خلالها إحساسا بالرفض أو الإنكار، وفي هذه المرحلة – المرحلة الثانية- يأفل الاحساس بالامل ويسيطر الاحساس باليأس ولكنه عندما يتملكه إحساس الغضب والثورة فذلك مؤشر جيد، فهو مؤشر على أن المرحلة العصيبة في طريقها للانتهاء وأن مرحلة جديدة من حياته بتوجه مختلف سوف تبدأ قريبا.
وقالت فولف "كل شخص يمر في مرحلة ما من حياته بأزمة عاطفية". وتؤثر الظروف المحيطة في طول فترة الأزمة وحدتها، عندما ينم سلوك الشريك السابق عن أمل في عودة الطرفين لبعضهما البعض، فقد تتحسن الأحوال على المدى القصير، لكن وقع الأزمة يكون أشد على المدى الطويل للأشخاص الذين يريدون أن يتغلبوا على جراحهم العاطفية وحدهم دون عون، عليهم أن يولوا اهتمامهم لأمر ما، الرياضة مثلا، أو الاشتراك في دورة تدريبية أو برنامج تطوعي، تلك الخيارات والبدائل دائما ما يكون لها مردود أفضل من الانزواء في أريكة والنحيب.