“سرقة الأبقار” : وصفة أمريكية سريعة لحل المشاكل المالية
استيقظ كريسي وبيني بينكارد في يوم من أيام شهر مارس/آذار، ليفاجآ بسرقة ثورين من مزرعتهما الصغيرة بولاية ألاباما الأمريكية .
ويقدر حجم استثمارات تربية الماشية في الولايات المتحدة ببضعة مليارات من الدولارات، ولا تنتشر حوادث سرقة الماشية بشكل كبير، إلا أنها أصبحت تمثل مشكلة متنامية، بسبب الركود الاقتصادي وإدراك اللصوص أن سرقة الأبقار طريقة سهلة نسبيا لجني الأموال.
يقول محققون عملوا في تعقب سرقات من هذا النوع، إن الماشية المسروقة تنقل في أغلب الأحيان إلى عربات مقطورة من مزارعها لتباع في مزاد.
ليس التعرف على الماشية المسروقة بالأمر السهل، لأن كثيرا منها لا يحمل أي علامات، ويجب على المحققين وأصحاب قطعان الماشية التحرك بسرعة لاسترجاع الحيوانات قبل بيعها، وهي مهمة تزيد صعوبتها إذا تم نقل الماشية المسروقة بين الولايات.
وقالت كاميرون فينتون المتحدثة باسم اتحاد مربي الماشية في ولاية تكساس ومنطقة جنوب غرب الولايات المتحدة: إن تكساس مركز تربية الماشية في البلاد أعلنت تضاعف عدد حوادث سرقة الماشية إلى ثلاثة أمثالها في عامي 2007 و2008، وأنها شملت سرقة ما يصل إلى 6404 رؤوس للماشية.
وأضافت أن هذه الأعداد أصبحت مثار قلق بالغ لدرجة جعلت المربين التابعين للاتحاد يساعدون الجهات الحكومية التنفيذية في العمل على حلها.
ويوجد في تكساس 8ر13 مليون رأس للماشية تساهم بمبلغ 15 مليار دولار في اقتصاد الولاية، وأقر برلمان الولاية مشروع قانون في مايو أيار لرفع الحد الأقصى لعقوبة سرقة الماشية إلى السجن لمدة عشرة أعوام، بعدما كانت عامين بالمقارنة مع ولايات أخرى.
وقالت فينتون إن مربي الماشية في الوقت الحالي يختلفون تمامًا عن الصورة النمطية لمربي الماشية في الغرب الأمريكي.
وأضافت: “عندما يفكر الناس في سرقة الماشية لا يرد على ذهنهم سوى الممثل الشهير جون واين، لكن الأمر ليس كذلك، فلصوص الماشية على درجة من المهارة والمعرفة بالتكنولوجيا، إنهم يعرفون القانون الجنائي ويملكون شاحنة وعربة مقطورة وينقلون الماشية إلى السوق ويبيعونها بسعرها في السوق في ذلك اليوم”.
ويدير كريسي وبيني بينكارد مزرعة لتربية نحو 200 بقرة وتسعة ثيران، ويصل سعر الرأس الواحدة منها إلى 3500 دولار.
وتقول كريسي: “إنها مزرعة عائلية قديمة، وأنت تستغل الأرض، نحن محبون حقيقيون للحيوانات، وعندما تمرض أبقارنا نستشير الطبيب البيطري نحن مرتبطون بها”.
وعندما اكتشف كريسي وبيني سرقة ثوريهما واسمهما أرنولد وأنتونيو، اتصلا بالشرطة ورئيس البلدية ومحطات التلفزيون المحلية وحظائر بيع الماشية ومركز التحقيق في سرقات الماشية ورعاة بقر محليين، كما عرضا مكافأة تصل إلى خمسة آلاف دولار.
وبعد ثلاثة أيام عثر على ثورين يشتبه بأنهما ثورا كريسي وبيني في ولاية جورجيا، وسرعان ما تم تحديد مكان الثورين وغيرهما من الماشية في عربة مقطورة في غابة، وكانت حالة الحيوانات جيدة.
وقال بوب هولي -كبير المحققين الزراعيين في ولاية ألاباما-: إن سرقة ماشية كريسي وبيني، واحدة مما لا يقل عن 300 سرقة شهدتها الولاية على مدى الأشهر الستة الأخيرة، إلا أن السلطات لديها سجل جيد في إعادة الماشية المسروقة.
وقال هولي الذي أفاد أيضا بحدوث زيادة في سرقات زراعية أخرى “تراجع الاقتصاد لذا تنامت سرقة الماشية”.
وقدم رون سباركس المفوض الزراعي في الولاية وصفا موجزا للصوص الماشية، وقال: “الأمر له علاقة بالمخدرات إنهم قطاع طرق”.
ويعمل معظم لصوص الماشية بمفردهم أو في فرق صغيرة وليس في عصابات منظمة.
وقال جيس بيترسون -من اتحاد مربي الماشية في الولايات المتحدة-: إن ولايات أيوا ومونتانا وواشنطن ونورث داكوتا وساوث داكوتا، لا تشهد زيادة كبيرة في سرقة الماشية، لكن ولاية ميزوري -وهي واحدة من أكثر الولايات اهتماما بتربية الماشية- تشهد زيادة كبيرة في هذا النوع من السرقات، وأضاف “بإمكانك سرقة أبقار وأنت سائر في الطريق”.