لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

ثلاث شقيقات مكتملات الأنوثة يتحولن إلى ذكور في قرية مصرية



على طريقة فيلم 'السادة الرجال' لمحمود عبدالعزيز ومعالي زايد التي تحولت فيه الأخيرة التي تقمصت دور 'فوزية' إلى رجل بدون أسباب طبية، تفجرت في مصر قضية واقعية مشابهة نتيجة تحول ثلاث شقيقات إلى رجال في محافظة الدقهلية (180 كيلو مترا شمال القاهرة).

وبنفس الدهشة التي أصابت محمود عبدالعزيز زوج فوزية في الفيلم، أصابت الدهشة سكان قرية الملعب مركز بلقاس، عندما خرجت عليهم ثلاث فتيات مكتملات الأنوثة وهن هبة وسعدية وبوسي بملابس شباب وشعر قصير بعد أن كن يرتدين الحجاب.

بدأت القصة بسعدية (17 سنة) بالصف الثالث بالمعهد الفني للتمريض ببلقاس، عندما قامت بقص شعرها وارتدت ثياب الشباب ووقفت أمام أهالى قريتها، لتعلن أنها من اليوم اسمها محمد، وشقيقتها الكبرى هبة (23 سنةـ حاصلة على بكالوريوس العلوم جامعة الأزهر دفعة 2010) أصبح اسمها أحمد، بينما رفضت بوسى اختيار اسم لها.

وحسب موقع 'اليوم السابع' فأن رد الفعل كان قويا بين أهالى القرية، ورحبوا بهم وسط الشباب، وكانت مفاجأة كبيرة بين الأهل والجيران، ومن وقتها والأهالى يباركون لأسرتهم قيامهن بإعلان رجولتهن.

وتعليقا على ذلك قال قال الدكتور سعد الفتيانى، رئيس لجنة التحقيق بالنقابة العامة للأطباء، إن لجنة 'تحديد الجنس' بالنقابة لم يرد إليها أى معلومات أو تقارير عن تحول الشقيقات الثلاث إلى ذكور.

وفى أول رد فعل لنقابة أطباء مصر، حول حالات التحول، أكد الفتيانى أن أى جراحات من هذا النوع، تتطلب أن يتقدم صاحب الحالة إلى لجنة' تحديد الجنس 'بالنقابة، بطلب يتضمن شرحاً لحالته، ويتم فحصه من قبل مجموعة من الأخصائيين فى مجال الصحة النفسية وأمراض الذكورة والوراثة، لإقرار أحقية تحول الحالة من عدمها بعد عرضها على الأزهر، تمهيداً لتقديم هذه الأوراق والفحوصات للطبيب المختص لإجراء الجراحة.

وأشار الفتيانى، إلى تعرض الطبيب المختص إلى عقوبة الشطب من سجلات النقابة، وإسقاط عضويته، ومنعه من مزاولة المهنة، فى حال مخالفته لهذه القواعد، لأن هذه العملية تشكل اعتداء على القيم والأخلاق، إذا لم يكن لها أى مبرر طبى.

وتابع الفتيانى، لا يجوز إجراء هذه الجراحة لمجرد الرغبة فى التغيير، دون دواع جسدية صريحة غالبة.

فيما يتعلق بالشقيقات الثلاث وأسرتهن.. قال محمد (سعدية سابقا): 'درست فى الأزهر وحفظت أجزاء من القرآن الكريم وأعلم جيدا حقوقى الشرعية والفرق بين الذكر والأنثى، وكنت أتمزق من داخلى عندما أذهب إلى المعهد وكل من فيه فتيات، فكنت اصطنع المشاكل حتى لا تقترب منى أى طالبة، وكذلك فى القرية كنت معزولا تماما أرفض أن أتعامل مع الفتيات من سنى، وكذلك أرفض أن تكون لى علاقة بالشباب حتى لا أكون محل شبهة، لذلك فإن معظم أهل القرية لا يعرفوننى وفكرت كثيرا فى إعلان أننى رجل على الناس، إلا أن شقيقى أحمد (هبة) كان دائما يرفض، ويؤكد لى أننا سنعيش بنات ونموت بنات'.

ويكشف محمد (سعدية) أن أحد الشباب تقدم لخطبته، إلا أنه أعلن رفضه وأنه لا يصلح للزواج، حتى فاض به الكيل وقام بإعلان أنهم ذكور على أهالى القرية، ومن وقتها وظهر له أصدقاء كثيرون.

وأضاف محمد: 'أننى ولدت من جديد، ويومان فى الرجولة بعمرى كله، أنا كنت فى السجن وكنت محروما من الحياة، وكل القرية سعيدة بنا، فقد كنت محبوسا فى زى الأنوثة طوال 17 سنة'.

وأشار محمد إلى أنه قام باستلام كتب معهد التمريض، إلا أنه لا يستطيع الذهاب إليه الآن، لأنه خاص بالطالبات فقط، ويسعى حاليا إلى إنهاء إجراءات تغيير اسمه إلى محمد فى شهادة الميلاد، وبعدها سيقدم فى معهد طنطا للتمريض وهو خاص بالطلبة.

ويقول أحمد (هبة): 'حصلت على بكالوريوس علوم قسم فيزياء خاصة من جامعة الأزهر بتقدير عام جيد جدا، وكان ترتيبى الرابع على الدفعة، ونظرا لتوقف التعيين فى الجامعة منذ سنوات تقدمت لأعمل مدرسا، وأتمنى أن انتهى من إجراء العملية الجراحية فى أقرب وقت بعد أن حدد الدكتور حسن أبو العنين، رئيس مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، إجراء فحوصات لنا فى أول يناير/كانون ثان القادم، وبعدها سأسعى إلى تغيير اسمى إلى أحمد وأمارس حياتى بشكل طبيعى.

وأكد أحمد (هبة) أن ما حدث لهم نتيجة ثقافات معينة فى القرية وللأسف قبلوا بها طوال 23 سنة مرت من حياته، وكان يظن أن تستمر حياته وهو أمام الناس فتاة وأمام نفسه رجل، لذلك فقد اعتزل الطلاب والطالبات طوال حياته، وكان يقوم بتحفيظ القرآن الكريم بمسجد القرية، ويتمنى أحمد أن يجند وأن يكون ضابطا بالجيش أسوة بباقى زملائه فى تلك المرحلة.

وترفض بوسى (20 سنة ـ حاصلة على دبلوم صنايع)، إلى الآن الاعتراف بأنها شاب وليست فتاة، وتحتفظ بشعرها الطويل وزيها، وتمارس حياتها بشكل طبيعى كأنثى وتذهب للعمل بأحد مصانع جمصة على أنها فتاة.

ويبذل أشقاؤها وأعمامها إقناعها بالاعتراف بأنها ذكر إلا أنها ترفض الاستجابة لهم، ويقول الشحات السعيد الشرقاوى (والد الأبناء الثلاثة): 'إننى متزوج من ابنة خالتى وأنجبنا 5 أبناء، وكانت الداية تؤكد لنا فى كل مولود أنها أنثى، وكنا نطلق عليهم الأسماء ونعاملهم على أنهم بنات، إلى أن كشف لنا طبيب أن البنات الثلاث ذكور ولا يمكنهم الزواج على أنهم إناث فأصبت بصدمة عصيبة وبالشلل الرعاش، ومن وقتها وأنا لا أقدر على العمل'.

وكان فيلم السادة الرجال الذي قدمته دور السينما عام 1987 قد ناقش أبعاد العلاقة بين الرجل والمرأة، من خلال منظور إجتماعي ونفسي. من خلال زوجين، أحمد (محمود عبد العزيز) وفوزية (معالي زايد)، وفيه كانت الـزوجة فوزية إمرأة ناضجة تتميز بالأنوثة والجمال، متزوجة من صحفي له ثقله وسطوته، لكنه ينظر إليها نظرته لمجتمع الحريم، وينهاها على أن تتجاوز حدودها كإمرأة، ويردد دائماً بأن الرجل هو صاحب الأمر والنهي في الحياة الأسرية وفي المجتمع ككل.

الرابط المختصر: