وفاة زوجتي قصمت ظهري.. ارجوكم ساعدوني!
وصلت الى احدى المواقع الالكترونية رسالة من رجل في الخمسينيات من عمره، يقول ان حياته اصبحت مريرة ومعقدة بعد وفاة زوجته، نعرض عليكم الرسالة كما وصلتنا:
سلاماتي الى الجميع، ارجو من الله عز وجل ان يطيل اعماركم وان لا يحرمكم من عزيز على قلبكم، اعلم ان مشكلتي مختلفة عن معظم المشاكل التي قرأتها في "موقع الفجر الجديد"، الا انها لا تقل اهمية عنها، ورغم تقبلي لمشيئة الله سبحانه وتعالى ورحمته، الا انني لا استطيع استيعاب المصاب الجلل الذي حلّ بي بعد وفاة زوجتي التي عانت من مرض عضال، مدة 6 اشهر، ثم غيبها الموت عني، بلمح البصر ودون ان افكر للحظة واحدة انني سأفتقدها.
انا رجل تجاوزت الخمسين من عمري، متقاعد بسبب حالتي الصحية المتردية، لدي ابنان متزوجان، ويسكنان في مكان بعيد عني نظرا لطبيعة عملهم المتنقل، ولذلك بعد وفاة زوجتي اصبحت اشعر انني وحيد، واذا حدث لي اي مكروه لن يعلم بي احد، رغم ان بعض جيراني يسألون عني ويترددون علي بين حين وآخر، لكن والله هذا لا يكفي، فاصبحت الكنبة والتلفاز هما صديقاي الدائمان، لا اقوى على الخروج من المنزل وطعامي هو من حواضر المنزل، لم اتذوق الطبخات الشرقية منذ وفاة زوجتي، واصبحت الحياة ثقيلة، والايام تمر بطيئة واقضي ساعات طويلة ابكي زوجتي وافتقدها واحن اليها.
كثيرا ما ينصحني جيراني ان اذهب الى نادي المسنين كي لا اقضي وقتي في المنزل وحيدا، وقد جربت ذلك الا ان ذلك لم يغير شيئا، فشعوري بالوحدة مستمر واشتياقي لاولادي الذي اعتقد انهما نسياني يحرق قلبي ولوعتي على فراق زوجتي تثقل كاهلي. لا ادري ماذا افعل وكيف ستمر الايام القادمة علي، واتمنى ان لا يحدث مع ابنيّ ما حدث معي، اتساءل في قرارة نفسي، هل نسي ابناي اني والدهما وان لهما حق علي، الا يستطيعان ان يقضيا يوما في الاسبوع معي، فانا ربيتهما احسن تربية، لكنني بت اشعر ان تعبي وتربتي ذهبا سدى، انا احتاج لكل كلمة منهما، ليملئا جزء من وحشتي ووحدتي. فانا انسان من لحم ودم ولا بد ان يشعرا بي، ماذا افعل، هل اواجه ولديّ بتقصيرهم تجاهي ام ادع نفسي احترق الى ان يأخذ الله عز وجل امانته واصبح في عداد المفقودين، ماذا افعل؟! ارجوكم انصحوني!