لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

“ألف مبروك” : خفة دم يربكها التطويل وحلم بالموت يوم الزفاف



في فيلمه الأخير “ألف مبروك” يستغني أحمد حلمي عن أي شريك يقاسمه البطولة، بما يعني ذلك من غياب للبطولة النسائية، فيما تدور حوله وفي خدمة دوره مجموعة من الشخصيات الثانية، ويقدم إلى ماقبل الجزء الأخير من الفيلم أداءه النمطي والمعتاد في باقي أفلامه الذي يقوم بتجسيد شخصية قريبة من شخصيته الحقيقية، بحيث أن المشاهد لايستطيع أن يفرق بين مشهد من أي دور أداه حلمي في أي فيلم من أفلامه، وبين مشهد في أي مقابلة تلفزيونية مع حلمي الممثل، مما يجعله أقرب إلى الشخصية الطريفة التي تتميز بخفة الدم ورشاقة الحركة وطرافة النكته منه إلى الممثل الذي يتقمص دوراً له مواصفاته النفسية وأفعاله الحركية الخاصة به ومنطوقه اللغوي، لكنه في القسم الأخير من الفيلم وعندما تبدأ الشخصية بالتطور من شخصية سلبية لموظف في البورصة لايحب المجازفة، مشغول بنفسه ولايأبه للآخرين بمن فيهم عائلته الصغيرة، التي يرتبط بها بعلاقة أخذ، إلى شخصية ايجابية تحاول التفهم والمساعدة والمشاركة ومد الجسور وإلى حد ما التضحية. في هذا القسم يتبدل شغل أحمد حلمي كممثل ليقدم مشاهد تعتمد على أداء داخلي مرهف مختلف بشكل كبير عن علاقته السياحية دائماً بموضوعه وشخصيته في أغلب أعماله .

يعتمد “ألف مبروك” كموضوع على فيلم أمريكي أنتج عام 1993، وهو مالم تتم الاشارة إليه، في حين تم التنويه في تيتر الفيلم الأول باعتماد العمل على أسطورة إغريقية، وهي أسطورة سيزيف الذي كان يحمل الصخرة إلى قمة الجبل لكنها ماتلبث أن تتدحرج فيعود لحملها من جديد، مستمراً في تكرار الفعل إلى مالانهاية، فموظف البورصة أحمد جلال عبد القوي الذي يستعد للزفاف يحلم بكابوس عن تفاصيل ستحدث معه ويموت في لحظة وصوله إلى العرس، ويكتشف بعد استيقاظه أن يومه يجري تماماً بالطريقة التي رآها في كابوسه، فيحاول التدخل في الحدث للنجاة من الموت، لكنه في النهاية يموت في نفس المكان والزمان وإنما بطريقة أخرى، ليكتشف المشاهد أن هذه المسألة هي حلم ثانٍ يتكرر، وخلال تكرار الحلم لعدة مرات -بأسلوب لم يكن فيه المونتاج ذكياً وشيقاً بالقدر الذي يجنّب المشاهد الاحساس بالملل في العديد من لحظات الفيلم- في محاولة لتغيير الواقع، يعيد موظف البورصة اكتشاف نفسه والالتفات إلى من حوله باهتمام ومحاولة فهم، الأمر الذي يغيّر شخصيته تماماً، لكنه لايحدث تغييراً في قدره المحتوم الذي يتكرر في أحلامه، لكن التغيير الداخلي الذي أحدثه تواصله مع الآخر يجعله يندفع إلى الموت الذي طالما هرب منه، لافتداء عائلته التي كانت على وشك التعرض لحادث سيارة .

ليس لدى “ألف مبروك” على الصعيد البصري طموح كبير، وإن كان المخرج أحمد جلال قد قدم مشهداً أنيقاً، وأداءً متوازناً، وايقاعاً مقبولاً إلاّ في في بعض تفاصيل تكرارات الحلم المملة، وكاميرا متحركة وإن باستعراضية مجانية بدون أية دلالة، فهذا النوع من الأفلام العائلية المرحة والخفيفة، يعتمد على تقديم الأمثولة لتحريض المتفرج على تطوير سلوكه، ودفعه لمحاولة فهم الآخر والتواصل معه ومشاركته همومه، و”ألف مبروك” رغم كل مايمكن أن يقال فيه على الصعيد الفني نجح في ذلك .

الرابط المختصر: