“ألف مبروك” : خفة دم يربكها التطويل وحلم بالموت يوم الزفاف
يعتمد “ألف مبروك” كموضوع على فيلم أمريكي أنتج عام 1993، وهو مالم تتم الاشارة إليه، في حين تم التنويه في تيتر الفيلم الأول باعتماد العمل على أسطورة إغريقية، وهي أسطورة سيزيف الذي كان يحمل الصخرة إلى قمة الجبل لكنها ماتلبث أن تتدحرج فيعود لحملها من جديد، مستمراً في تكرار الفعل إلى مالانهاية، فموظف البورصة أحمد جلال عبد القوي الذي يستعد للزفاف يحلم بكابوس عن تفاصيل ستحدث معه ويموت في لحظة وصوله إلى العرس، ويكتشف بعد استيقاظه أن يومه يجري تماماً بالطريقة التي رآها في كابوسه، فيحاول التدخل في الحدث للنجاة من الموت، لكنه في النهاية يموت في نفس المكان والزمان وإنما بطريقة أخرى، ليكتشف المشاهد أن هذه المسألة هي حلم ثانٍ يتكرر، وخلال تكرار الحلم لعدة مرات -بأسلوب لم يكن فيه المونتاج ذكياً وشيقاً بالقدر الذي يجنّب المشاهد الاحساس بالملل في العديد من لحظات الفيلم- في محاولة لتغيير الواقع، يعيد موظف البورصة اكتشاف نفسه والالتفات إلى من حوله باهتمام ومحاولة فهم، الأمر الذي يغيّر شخصيته تماماً، لكنه لايحدث تغييراً في قدره المحتوم الذي يتكرر في أحلامه، لكن التغيير الداخلي الذي أحدثه تواصله مع الآخر يجعله يندفع إلى الموت الذي طالما هرب منه، لافتداء عائلته التي كانت على وشك التعرض لحادث سيارة .
ليس لدى “ألف مبروك” على الصعيد البصري طموح كبير، وإن كان المخرج أحمد جلال قد قدم مشهداً أنيقاً، وأداءً متوازناً، وايقاعاً مقبولاً إلاّ في في بعض تفاصيل تكرارات الحلم المملة، وكاميرا متحركة وإن باستعراضية مجانية بدون أية دلالة، فهذا النوع من الأفلام العائلية المرحة والخفيفة، يعتمد على تقديم الأمثولة لتحريض المتفرج على تطوير سلوكه، ودفعه لمحاولة فهم الآخر والتواصل معه ومشاركته همومه، و”ألف مبروك” رغم كل مايمكن أن يقال فيه على الصعيد الفني نجح في ذلك .