بالفيديو…. سعوديون يحرقون شهاداتهم الجامعية
يبدو أن رؤية السعودية الجديدة 2030 برنامج “التحول الوطني” التي خرج بها ولي ولي العهد السعودي الأمير الشاب محمد بن سلمان على الشعب السعودي، لم تُحقق المُبتغى والطموح الشبابي الذي كان يأمل قطاعٌ عريضٌ منهم أن يشملهم أكثر، ويحدد تطلعاتهم المستقبلية التي يدور فلكها حول التوظيف، الخوف من البطالة، الوضع الاقتصادي، الرفاهية، الاطمئنان، والراحة النفسية لِمَ يُمكن أن تحمله القادم من الأيام، خاصة تلك الأيام التي تُقبل عليها المملكة بلا نفط، الثروة التي لطالما كانت درع بلاد الحرمين للاستمرار والنهضة.
الشعور بالإحباط من رؤية المستقبل، عبّر عنه قطاعٌ عريضٌ من الشابات والشبان السعوديين عبر إطلاق حملة لإحراق الشهادات الجامعية، وتدشين “هاشتاق” على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” يحمل نفس اسم الحملة حمل الآلاف من التغريدات المُمتعضة من حالهم، وتأخر توظيفهم، أمام قلّة من المغردين الذين رفضوا حرق شهاداتهم، فذلك برأيهم تصرفٌ غير حضاري، ولا يليق بمستوى متعلمين ومثقفين.
الناشط عبدالرحمن أبا الخيل علّق على الحملة بالقول أنهم يلومون الشباب إذا أحرقوا شهاداتهم، لكنهم لا يلومون أبداً المسؤولين عن عدم توظيف أطباء سعوديين مكان الأجانب، أما حساب “نحو الحرية” المُعارض فقال “السعودية كانت من أقوى الاقتصادات بالعالم، لكن لا يزال فيها من هم تحت خط الفقر”، عبدالله الشهراني وهو إعلامي سعودي اعتبر أن تلك الحملة خبيثة، ويُراد منها حرق أنفسنا بعد شهاداتنا، الباحث عن التاريخ عقد مقارنة بين الأسس التي قامت عليها الثورة الفرنسية وحالة الظلم التي رافقتها من انعدام للعدالة والمساواة، وبين الحالة التي تمر بها السعودية هذه الأيام.
موقع “الخليج الجديد” المختص بحقوق الإنسان في دول الخليج العربي أشار إلى أن إطلاق حملة إحراق الشهادات كان سببها طبيب أسنان سعودي أحرق شهادته بعد عامين من التخرج، وكان الطبيب السعودي مهنا العنزي قد أقدم على إحراق شهادته الجامعية احتجاجاً على تعسف وزارتي الخدمة المدنية والصحة حسب وصفه، وقد أحرق الشاب شهادته خلال مقطع فيديو نشره على حسابه في “تويتر” الذي أحدث بعد نشره ضجة واسعة بين السعوديين الذين اعتبروا أن الواسطة، وعدم تطبيق نظام السعودة أهم الأسباب التي دفعت الطبيب لتلك الفعلة.
وزارة الخدمة المدنية السعودية من جانبها علّقت على فيديو “إحراق الشهادة” الذي وصل “هاشتاقه” إلى “الترند العالمي”، وعلى لسان متحدثها حمد المنيف أن دور الوزارة هو فقط شغل الوظائف التي ترد لها من الجهات الحكومية وفقاً لنظام “جدارة”، وأكد المنيف أن الوزارة ليس لها أي علاقة بتحديد عدد تلك الوظائف، أو نوعيتها أو مقرات شغلها، حيث يتم تحديد ذلك من قبل الجهات الحكومية الطالبة.
يشار إلى أن نسبة البطالة في المملكة العربية السعودية تصل إلى 11.5 بالمائة، و49 بالمائة من خريجين الجامعات حسب نتائج مصلحة الإحصاء عاطلون عن العمل، كما يعمل حوالي ال 9 ملايين وافد في القطاع الخاص، ورغم كل محاولات الحكومة لتقليل تلك النسب، إلا أن تلك النسب تشهد تراجعاً محدوداً، كان دعا على أثرها مؤخراً مجموعة من النخب والمثقفين شباب المملكة إلى الهجرة، والحصول على فرص أفضل تناسب طموحاتهم، ومؤهلاتهم.
المصدر: رأي اليوم