لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

“كذبة إبريل” كادت تقتل أم كلثوم



عرف المصريون كذبة إبريل ومارسوها منذ مطلع القرن العشرين .. أكبر كذبة وقعت عام ١٩٣٨ ..

 

فقد ظهر إعلان في الصحف يقول إن الست بديعة مصابني والست أم كلثوم تصالحا فنيا وعائليا ، وقررا تقديم حفل مشترك يجمع بين المطربتين الكبيرتين ، واشتراكهما معا كدويتو في أغنية مشتركة ، فتهافت المئات للحصول على تذاكر الحفل من شباك تذاكر الست بديعة ، ووصل الأمر لدرجة التقاتل بين الكثيرين وبيعت التذاكر بأضعاف ثمنها في السوق السوداء وراح الجميع ينتظرون الحفل بشغف رهيب، ثم فوجئوا في النهاية أن الأمر ليس سوى " كذبة أبريل " ، وتم إنقاذ الست بديعة مصابني من أيادي الجمهور الغاضب .

 

وعلي إمتداد العقود الماضية لهذا الحدث الكبير ، ربط المصريين بين أبريل وبين الأكاذيب التاريخية الكبري ..

 

منها مثلاً القائد الفرنسي نابليون بونابرت التى أوهمتنا بعض الكتابات التاريخية أنه أشهر إسلامه ليكسب ود المصريين عقب مجيء الحملة الفرنسية علي مصر ، نجد إنه يوم 4 أبريل سنة 1799 قال خطبة الشهيرة في يهود يافا وحيفا والقدس الذين انتظروه مع غيرهم من اليهود القادمين من رومانيا قال فيها " يا ورثة فلسطين الشرعيين .. الأمة العظيمة تناديكم لتستردوا ما سلب منكم ..

 

أسرعوا لقد حانت اللحظة المطالبة باسترداد حقوقكم المدينة وكيانكم السياسي كأمة إلى الأبد " . وفي ابريل 1800 فهم المصريون خدعته واندلعت ثورة القاهرة ، أما القائد عمر مكرم الذى جاهد ضد الفرنسييين وساعد محمد علي في الوصول للحكم ..

 

كان مصيره النفي في 5 أبريل 1809 . أما إبريل 1914 – منذ 103 سنة – فشهد خلاف الخديوى عباس حلمى الثانى مع رئيس الوزراء محمد سعيد بسبب رغبة الخديوي في بيع خط السكة الحديد لإيطاليا مقابل 390 ألف جنيه .. والمضحك أن بعض المؤرخين اعتقدوا أن رفض رئيس الوزراء وراءه دافع وطني .. بينما الحقيقة أنه رفض لاعتقاده بأن هذا الثمن ضئيل جداً . وأعلنت جريدة " الجريدة " في إبريل عام 1915 عن نجاح استخلاص الاعترافات بالمحاكم المصرية عن طريق التنويم المغناطيسي . وقد تم النظام الجديد بالفعل ..

 

وحدث أن استجوب قاضي أحد الشهود وثبث إنه كاذب ، وبالتالي هذا النظام سيردع كل المجرمين ولن يجعل هناك جريمة في مصر بعد الآن ! . من أشهر أساليب الكذب في مصر إعلانات أول إبريل .. وهي قصة قديمة تعود لسنوات طويلة ، مثلاً تجد عام 1928 إعلاناً عن خمور " كونياك باربارسو " الذى تستورد منه وزارة الصحة . وخلال الحرب العالمية الثانية وتشجيعاً للصناعة الوطنية انتشر إعلان " بيرة الوطن تناديكم " ، أما صابون نابلسي شاهين الشهير فقد قرر نفاقاً للملك فاروق أن يغير اسمه إلي " صابون نابلسي فاروق شاهين " أما " أوراق روزيتا " العجيبة فهي كانت عام 1930 تشفي كل شيء بداية من الصداع وحتى أمراض القلب والصدر والأعصاب مقابل 6 قروش لـ24 ورقة .

 

أما إعلان " فيجورن " كان يغرق كل الصحف المصرية فهو نوع من المقويات يعالج كل الأمراض ، وكذلك " القطرة العجيبة " التى يبلغ ثمنها قرش صاغ فقط وتعالج ضعف النظر. وتعد "كذبة أبريل" عادة غربية، وتقليد أوروبي قائم على المزاح، أبتدعها الملك الفرنسي "شارل التاسع" في القرون الوسطى عام 1564م، وانتشرت بين الناس في جميع الشعوب في القرن التاسع عشر "الـ 19"، وأصبح "أول أبريل" هو اليوم المباح فيه الكذب على مستوى جميع الدول والشعوب، فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني، حيث يعد هذا اليوم مقدسا في أسبانيا دينيا، وموافقا لميلاد "بسمارك" الزعيم الألماني المعروف في ألمانيا.

 

ومارست الأمم المتحدة كذبة أبريل ووزعت صناديق فارغة بل وأبدعت في المسميات والتصاميم ولم تبقى هيئة أو منظمة إلا و لها صندوق أو علبة أو شكل هندسي يشبه الكيس .

 

"صناديق العودة" و "بعثة المينورصو" و "صندوق إجراء استفتاء تقرير المصير" كلها في نظر الأمم المتحدة مجرد مزاح . وبحسب روايات تاريخية، فإن إطلاق الكذبات في ذلك اليوم بدأ في عصور ما قبل الميلاد احتفالا بأعياد الربيع التي تبدأ في 21 مارس وتنتهي في 1 أبريل بينما ربطت روايات أخرى بين ذلك اليوم وشائعات قديمة أن الصيد في بعض البلاد يكون مستحيلا في هذا اليوم، وهو ما ثبت كذبه بعد ذلك، فارتبط الأمر بكذبة أبريل . رواية أخرى قالت إن هناك علاقة قوية بين كذب أبريل، وبين “عيد هولي”، الذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام، وفيه يقوم بعض ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء 1 أبريل .

 

فيما ذهبت رواية رابعة إلى أن “كذبة أبريل” تقليد أوروبي قائم على المزاح ‏يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل/ نيسان بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق ‏على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة أبريل”.

 

في يوم ما وفي سنة ما من قرن ما تبادل الأوروبيون أكياس هدايا فارغة وسواء أكان التبادل على سبيل المزاح أو المداعبة أو التهادي فان مصطلح "كذبة ابريل" دخل مسار الحياة الاجتماعية ليس في القارة الشقراء بل في باقي أنحاء المعمورة.

 

وعلى القاعدة "الشاذ أكثر انتشارا" صار الناس "العوام و المثقفين" يتبارون في فن حبك الأكذوبة … ورغم طابعها المزاحي إلا أن هذا المزاح قد يصل درجة "الوزن الثقيل" …

الرابط المختصر: