لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

32 منحة صغيرة من خلال مشروع “يلا نشوف فيلم!” تجربة نوادي السينما المجتمعية



تلفزيون الفجر| أنهت مؤسسة "شاشات سينما المرأة" وبالشراكة مع "جمعية الخريجات الجامعيات" و"جمعية عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة"، اللقاء النصفي لاثنان وثلاثون مؤسسة أهلية وقاعدية وجامعة حاصلة على منحة صغيرة ضمن الدورة الثانية للمنح الصغيرة في مشروع ثقافي مجتمعي يمتد على ثلاث سنوات يحمل عنوان "يلّا نشوف فيلم!"، الحاصل على تمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين" وتمويل مساعد من مؤسسةCFD السويسرية والصندوق العالمي للمرأة.

ركز الاجتماع على تبادل التجارب بين المؤسسات ومناقشة سير العمل في أول عشرة عروض ونقاشات والتي كان محورها الأفلام العشرة من مجموعة "أنا فلسطينية!"، التي تبحث في البعد الذاتي للانتماء والهوية وما الذي يمنح هذه الكلمات بعداً شخصياً لهن في العلاقة مع أشخاص، أشياء، مشاعر، أماكن، حكايات وعلاقات. توجهت بعض المؤسسات إلى مديرية التربية والتعليم في منطقتهم من أجل إتاحة هذه العروض والنقاشات لفئة شبابية مراهقة نظراً لأهمية الوصول إلى هذه الفئة والتي هي في مرحلة تكوين آرائها. وواجهت هذه المؤسسات مشكلة ضعف قدرة الطلبة على التعبير عن أنفسهم نظراً لنظام التلقين السائد في المدارس الذي لا يمنح الطلبة فرصة النقاش التي تتيح لهم تجربة التعبير عن أفكارهم ونقاشها مع الآخرين، ولهذا اكتسبت هذه العروض والنقاشات أهمية كبرى بالرغم من الصعوبات والإجراءات المعقدة التي واجهتها المؤسسات في أخذ الموافقة على الدخول إلى المدارس، ولكن حماس الطلبة، ذكوراً واناثاً، المشاركة في النشاطات وطرح انطباعاتهم عن مواضيع الأفلام وعلاقتها مع ما يدور من حولهم كان جدير بالجهد.

وكان تفاعل الطلبة مع فيلم "صبايا كليمنجارو" كبيراَ لما طرحه عن رحلة فتيات ثلاثة تحدين التقاليد والسياسة لتحقيق حلمهن في السفر إلى تنزانيا وتسلق قمة كليمنجارو والذي أثار دهشتهم واهتمامهم لرسالته الحيوية والإيجابية حول القدرة على الفعل إذا ما كانت هناك إرادة. وركزت مؤسسات أخرى على فئات مستهدفة أخرى، إذ شارك في العروض والنقاشات مشاهدين من مناطق مختلفة من الضفة الغربية، القدس وضواحيها ومن قطاع غزة، كما فئات اجتماعية مختلفة من نساء ورجال من خلفيات عمرية واجتماعية مختلفة، وطلبة مدارس وجامعات من كلا الجنسين، ومخاتير وقيادات محلية. والجدير بالذكر هنا ردود فعل النساء في القرى لفيلم "أرض ميتة" والذي أثار مشاعر الحزن والأسى إلى درجة البكاء عند بعض النساء من الحضور اللواتي عايشن نفس المشكلة من فقدان أرضهن خلف الجدار وبهذا فقدان مصدر رزقهن. كما تكلم الحضور في عروض مؤسسات الأغوار عن تعبير المخرجة في فيلم "الراعية" عن الحرمان من الماء والمصادرة لأراضيهم وتهجيرهم القسري.

وتأثرت الكثير من النساء في غزة، خاصة في المخيمات في فيلم "الغول" الذي عبر بعمق عمّا يبوح في صدورهن من خوف على أولادهن في الحروب التي شنت على غزة واليأس الذي يشعرن به من احتمال تكرار تجربة الحرب مراراً في حياتهن. أما فيلم "خيوط من حرير" فكان له صدى بين النساء الريفيات والنساء في المخيمات لما حمله من تعزيز لأهمية حفظ الثوب الفلسطيني اللواتي الكثير منهن يطرزنه ويعايشون معانيه خاصة اللاجئات لما يحمله من استمرارية لذكرياتهن وتاريخهن. وتفاعل الشباب من الجنسين مع فيلم "كوفية" كان حاد لموضوعه عن تبعات استمرار الانقسام الفلسطيني على الأسر وأثر تشتت الانتماءات على الهوية الجمعية الفلسطينية، فقد مس مشاعر الحضور لما يعيشنه يومياً من تشرذم جغرافي بين القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

وأضافت بعض ردود الفعل في الضفة أن الفيلم أتاح الفرصة للتعرف على أثار غزة التاريخية والتي كانت مجهولة لهم. أما فيلم "سرد" فقد طرح ببعد شخصي حصار غزة ومأساة الوضع السريالي لمحاولات الخروج من هذا الحصار مما أثار نقاش حول رفض الحضور لأسباب هذا الوضع إلى الآن. وتفاوتت ردود فعل المشاهدين بشكل كبير بين الضفة الغربية وقطاع غزة لفيلم "يوماً ما"، حيث أشاد به المشاهدين في الضفة لدحضه الصورة النمطية عن غزة كمكان ألم وفقر وحرب وقمع للنساء، حيث رحبن بفرصة التعرف على الصديقات الشابات الأربعة في يوم من حياتهن العادية في مكان العمل والتسوق وحضور عرس زميلة لهن، أما في غزة فاعترض بعض الحضور على أن حياة هؤلاء الشابات لا تعبر عن حياة الغالبية من الشابات وأنهن يعشن حياة "مرهفة" وحرة لا تعبر عن المجتمع الغزي.

وأثار فيلم "يا ريتني مش فلسطينية" ردود فعل قوية تمثلت في البداية برفض العنوان بقوة من بعض الحضور ولكن بعد المشاهدة والنقاش كان هناك قبول لما طرحته المخرجة حول صعوبة الانتماء في ظل التقاليد والاحتلال ولكن بالرغم من هذا تمسكها في النهائية لهويتها وتصديها لأحد المستوطنين في الخليل. أما فيلم "ورق دوالي" فكان له حظ وفير في التعريف في وضع القدس قبل الاحتلال في 1967 من خلال قصة الجدة السورية للمخرجة وكيف كانت القدس جزءا عضوياً طبيعياً من العالم العربي حيث كانت سيارات الأجرة تنادي "القدس، القدس" وكانت تفاجا بأهلها على باب بيتها، مقارنة مع وضع القدس الآن.

عروض ونقاشات هذه الأفلام عززت اللحمة الاجتماعية والإنسانية بين الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، حيث عبر المشاهدين عن التعرف عن كثب من خلال أفلام شخصية عن التفاوت في الوضع العام فالضفة الغربية تعاني من الاستيطان والاحتلال، أما القدس فتعاني العزل والتهويد، وقطاع غزة يعايش الحصار والحروب، ولكن الانتماء والهوية الجمعية الفلسطينية تجمعهم بالرغم من محاولات طمسها، كما أن المخرجات الشابات طرحن نماذج عمرية واجتماعية مختلفة للنساء في أفلامهن مما أضاف عمق لحيوات المرأة الفلسطينية. كما عززت العروض والنقاشات التماسك الاجتماعي والحوار بين أهالي المنطقة حول علاقة هذه الأفلام ومواضيعها بوضعهم المعاش، كما بدورهم في تغيير هذا الوضع. المؤسسات والجامعات الاثنان والثلاثون التي حصلت على المنحة الصغير

الرابط المختصر: