2020.. عام الأرقام القياسية لألعاب الفيديو
أدى تفشي فيروس كورونا وفرض إجراءات التباعد الاجتماعي إلى ارتفاع كبير في مبيعات أجهزة الترفيه وألعاب الفيديو، في أوروبا والولايات المتحدة.
وتقول الكاتبة كلوي واتييه، في تقرير لصحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية، إن هذا العام الذي خيمت عليه الأزمة الحادة التي سببها فيروس كورونا، يصعب أن نجد فيه قطاعا اقتصاديا لم يتعرض للضرر. إلا أن ألعاب الفيديو مثلت الاستثناء بهذا السياق، بعد أن سجلت أسهم شركات ألعاب الفيديو ارتفاعا كبيرا بالبورصة.
وذكرت الصحيفة أن شركة أوبيسوفت (Ubisoft) الفرنسية حققت ارتفاعا في أسهمها بلغ 22%، وإلكترونيك أرتس (EA) الأميركية 30%، وأكتيفيجن بليزارد (Activision-Blizzard) الأميركية 50%، كما حققت نينتندو (Nintendo) اليابانية ارتفاعا بنسبة 50%.
وتأتي هذه الأرقام المذهلة رغم أن بداية 2020 لم تكن مبشرة بالنسبة للقائمين على هذه الشركات، الذين لم ينتظروا تحقيق أي نمو في الأرباح.
وتنقل الكاتبة عن أوليفييه غارسيا، مدير الألعاب في شركة فناك (Fnac) الفرنسية لبيع الأجهزة الإلكترونية والبرمجيات، قوله "لقد كنا نتوقع سنة صعبة جدا. إذ إن أجهزة بلاي ستيشن 4 وإكس بوكس، وإن كانت بصدد الاحتضار، ومبيعات الفصل الأول من العام 2020 كانت هزيلة جدا. ولكن فجأة جاء الفيروس وقيود الحركة التي فرضت على الناس، ليتغير كل شيء".
تشير أيضا إلى أن البيانات -التي جمعها معهد "جي دي إس" (GDS) الفرنسي الذي يقوم بدراسة سوق ألعاب الفيديو في أوروبا- توضح كيف أن هذا الفيروس كان نعمة بالنسبة لهذا القطاع، إذ إنه في الفترة بين الأول من يناير/كانون الثاني و15 مارس/آذار 2020، كانت مبيعات الأجهزة والألعاب والملحقات تشهد تراجعا بنسبة 15% مقارنة بالعام الذي سبقه.
غير أن الوضع انقلب بشكل جذري بين 16 مارس/آذار و31 مايو/أيار الماضيين، أي خلال الفترة الأولى للحجر الصحي، حيث شهدت هذه السوق قفزة بنسبة 51%.
وحققت مبيعات الألعاب في نسختها الرقمية ارتفاعا صاروخيا بنسبة 127% في أوروبا، مع نمو بلغ 183% في فرنسا و213% في إسبانيا و227% في إيطاليا.
وتوضح الكاتبة أن العائلات الأوروبية انكبت على ممارسة ألعاب الفيديو، بما أنها وجدت نفسها حبيسة المنزل. وهدفها كان بكل بساطة الهروب من العزلة والحفاظ على الروابط مع الأقارب والأصدقاء، حتى لو كان ذلك من خلال اللعب عبر الإنترنت.
وتضيف أن مبيعات جهاز بلاي ستيشن 4 كانت متراجعة بنسبة 27% بداية 2020، وفجأة حققت قفزة بنسبة 62% بين مارس/آذار ومايو/أيار الماضيين.
أما جهاز نينتندو سويتش فقد تضاعفت مبيعاته في أوروبا مقارنة بخريف 2019، وذلك بفضل إصدار لعبة "عبور الحيوانات: أفاق جديدة" (Animal Crossing est).
التوقعات السابقة باندثار أجهزة ألعاب الفيديو تبدو الآن مستبعدة بما أن هذه الأجهزة ظلت محافظة على تميزها (رويترز)
تشير الكاتبة إلى أن هذه اللعبة -التي تم إصدارها أواخر مارس/آذار الماضي- مثل موضوعها الترياق المناسب لأجواء التوتر والخوف التي كانت سائدة بسبب تفشي الفيروس: إذ إن هذه اللعبة تمثل حياة جديدة على جزيرة تعيش فيها حيوانات لطيفة. وهو ما يمثل عالما ورديا سافر إليه أكثر من 26 مليون لاعب في أنحاء العالم بين مارس/آذار وسبتمبر/أيلول الماضيين، في حصيلة تعتبر قياسية.
وقد ظلت لعبة عبور الحيوانات في صدارة مبيعات ألعاب الفيديو على امتداد كامل الأشهر الماضية، وربما تصبح اللعبة الأكثر مبيعا عام 2020 في أوروبا، متفوقة على لعبة كرة القدم فيفا 21.
انتعاشة بالسوق الأميركية
تقول الكاتبة إن أسواق ألعاب الفيديو والأجهزة الترفيهية بالولايات المتحدة حققت هي الأخرى قفزة كبيرة، إذ إنه منذ بداية 2020، تسارعت وتيرة الشراء بنسبة 22% مقارنة بـ 2019، وهو ما حقق لشركات هذا القطاع ارتفاعا في الأرباح بلغ 44.5 مليار دولار.
وقد شهدت مصاريف اللاعبين، التي تتضمن الدفع مقابل بعض الإكسسوارات والملحقات، ارتفاعا بنسبة 21% لتحقق 38 مليار دولار، بحسب المعهد الأميركي لدراسة الاستهلاك.
وتشير الكاتبة إلى أن هذا الارتفاع بقطاع الألعاب لم يقتصر على فصل الربيع، إذ إنه على مدار أشهر 2020 حققت شركات ألعاب الفيديو نجاحا باهرا، بعد أن وصلت مبيعات لعبتي فاينل فانتازي 7 (Final Fantasy )) وشبح تسوشيما (Ghost of Tsushima) ) 5 ملايين نسخة خلال 5 أشهر فقط.
أما لعبة "ذا لاست أوف إس" الجزء الثاني (The Last of us 2) فقد حققت 4 ملايين عملية بيع خلال 3 أيام فقط.
وأشارت الكاتبة إلى أن التوقعات السابقة باندثار أجهزة ألعاب الفيديو تبدو الآن مستبعدة، بما أن هذه الأجهزة ظلت محافظة على تميزها التقني، ويتمتع مصمموها بالذكاء الكافي للتأقلم مع تغير توجهات المستهلكين.
والآن، بدأ عصر جديد من الخدمات، يقوم على دفع اشتراك موحد وشامل للحصول على مميزات غير محدودة وتجاوز الصعوبات باللعبة، والحصول على الأدوات التي يحتاجها اللاعب، كلها أمور ستبسط التعامل داخل عالم ألعاب الفيديو.