خبير إعلامى مغربى: بطمة والبوريكي “نماذِج سيئة”..والتلفزيون يُعذِّب المغاربة
تلفزيون الفجر الجديد | اعتبر يحيى اليحياوي، الخبير في مجال الإعلام والاتصال، أن استِضافة مراد البوريكي، الفائز مؤخرا ببرنامج “أحلى صوت”، وقَبْلَه دُنيا بطمة، داخل “بلاطو” الأخبار مع حَيِّز زَمَني مُهم “سلوكٌ معهود ومُمَنهَج وفِعل متوافِقٌ مع السياسة العامة للتلفزيون بالمغرب الذي أصبح أداة لإعادة إنتاج الرَّداءَة إلى ما لانهاية”.
وقال صاحب كتاب “الاتصالات في محك التحولات” إن الشابات والشباب المغاربة غَدَوْا يُشاهدون أنفسهم وأحلامهم في باطما والبوريكي بَعدما عَمَدَ الإعلام إلى تَرسِيخ صورة المغربي النّاجح والنَّموذَجي في تلك الفنانة أو الفنان الذي يعود من لبنان أو مصر ليُحمَل على الأكتاف فوق “عمارية” ويُستضاف في البرامج التلفزية، رغم كونه “نموذجا سَيئا وقبيحا” بِحَسْبِ أن النَّشْءَ حَصَر أحلامه في مجال الغناء والطرب باعتباره طريقا سهلا نحو المال والنجومية، بعيدا عن تضييع الوقت والجُهد في التَّحْصِيل الدِّراسي داخل كليات الطب والاقتصاد والهندسة.
البوريكي
وزاد اليحياوي أن “السياسة الانتِقائِية التي يَنْتَهِجُها التلفزيون المغربي، عبر تكريم واستضافة بعض الكومِيدِيِّين التافهين والمثقَّفين السطحيين وأَشْباه الفنانين والسِّياسيين، مُؤامرة على الفن الجميل والثقافة والإبداع.. فَفِي الوقت الذي يُفتَرض أن يتمتع فيه المغاربة بالقيم الجميلة وبالثَّقافة البناءة والكوميديا الهادفة والكلمة النبيلة أمام التلفزيون، تتمتع هي برُؤيَتِهم يتعذَّبون أمامها جَرَّاء الرَّداءَة واللغة السُّوقية والكلمات السّاقطة”.
في ذات السياق انتقد المتحدث ما أسماه “الخبر البارد والمِساحة الضيِّقة” التي خُصِّصت للإعلان عن فقدان المغرب لقامة وشخصية عملاقة وفنان عبقري صاحب كلمات زجلية رائعة كالطيب لعلج، لأن “فَقِيد المغرب الاستثنائي لا يمثل شيئا لمسؤُولي القطب العُمومي قِياساً مع دنيا باطما أو مراد بوريكي” يورد اليحياوي.
كما اعتبر اليحياوي أن القنوات الوطنية تَنْتَحي “شْكُون دَّاها فيك” تُجاه تَذَمُّر المواطنين من الرَّداءة وعدم الرِّضا عن المَنْتوج الفنِّي والثقافي، موردا أن “بعض المسؤولين يَتَحَكَّمون في دَواليب القناة – الضَّيعة بكل حرية، ولسنوات طويلة قد تستمر لـ 13 سنة كما هو الحال بالنسبة لفيصل لعرايشي، دون الالتفات إلى انتقادات الخبراء والمختصين وتصورات الباحثين في المجال، والتي دائما ما تصطدم بجدار عدم التَّجاوب الذي ارتقى إلى مستوى العَبَثِيَّة”. مُختَتِما حديثه لهسبريس بالدعوة إلى “ضرورة إيجاد حلول خارقة ولامعقولة يستطيع معها المسؤولون تَغيير عَقْلياتهم”.