لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

مسلسل “هيا هيك” يعيد موضعة فلسطين فنياً



الفجر الجديد – فوز مسلسل وطن على وتر في مهرجان الإذاعة والتلفزيون المصري كأفضل مسلسل كوميدي عربي يعد انجازاً وامتيازاً قلسطينياً كونه استطاع أن يموضع فلسطين فنياً على الساحة العربية في ظل تواضع الامكانيات الفلسطينية على صعيد الاعمال التلفزيونية سواء كانت كوميدية أو درامية.

بريق مسلسل "وطن على وطر" أو مسلسل "هي هيك" يجدد الأمل في نفوس الفلسطينين في كل موسم، ولكن فوزه بالجائزة الأولى شكّل علامة كبيرة، لأنه اعطانا فناً فلسطينياً نفخر به، كما شكل المسلسل بحلته الجديدة- والتي تابعته عبر "اليوتويب"- رؤية كوميدية خلاقة عملت على لملمة الواقع الفلسطيني اجتماعياً وسياسياً في قالب كوميدي شيق وجذاب.

ويكمن سر نجاحه بأنه استهدف في طرحه بنية المجتمع الفلسطيني وتقاليده وتجلياته في الشارع العام. كما استطاع أن يستحوذ على اعجاب الجمهور الفلسطيني كونه نجح في اعادة صياغة وتسليط الضوء على الواقع الفلسطيني من زوايا مختلفة.

واستمد المسلسل قدرته الكوميدية من بساطة افكاره المطروحة وسلاسة معالجتها بقالب ساخر، والذي يكسر جمود الحالة الفلسطيني عبر طرحه للمواضيع الجدلية والمفصلية سواء كانت على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي بطريقة شيقة.

استحوذ المسلسل في أغلب حلقاته على مضامين الكوميديا الهادفة ذات الأبعاد النقدية، وعمل على تشكيل هوية فنية للكوميديا الفلسطينية، وفي أغلب الحلقات أخذ المسلسل المشاهد إلى الذروة الإبداعية متجنباً بذلك التكرار والاستنساخ وخاصة فيما يتعلق بطريقة العرض بالرغم من تقارب الافكار، معتمداً في السياق ذاته على المشاهد الكوميدية المقنعة المستوحاة من الواقع الفلسطيني المؤلم.

يعبر المسلسل عن قدرة فنية عالية تؤهل الفنان عماد فرجين والقائمين على هذا العمل الفني من اعادة اكتشاف مكنوناتهم الداخلية أكثر فأكثر للتفوق باستمرار على عنصر الثبات والملل في نفوس المشاهدين، ليشكل بذلك تمرداً جدياً على أي تصنع كوميدي قد يظهر لاحقاً. بالاضافة الى أن هذا المسلسل استطاع ان يخترق العمق الفلسطيني في الوطن والشتات عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة كاستراتيجية بديلة للاعلام التقليدي. وسجل نسبة مشاهدة عالية معتمداً بذلك على الاعلام المجتمعي كمنبر بديل للتسويق الفني والثقافي.

يستحق المسلسل التقدير لانه استطاع باقتدار بلورة كوميديا فلسطينية هادفة امتلكت الشارع الفلسطيني، واثرت في الساحة الفنية العربية من خلال قادرتها على المنافسة والإنجاز، وذلك بالرغم من حداثتها مقارنة بباقي الدول العربية، فقد نجح في خلق مشهدية فنية جميلة لنا كفلسطينين في المهرجانات العربية، كان سر نجاحها بأنها ولدت من رحم الهم الفلسطيني ممزوجة بالهزلية والسخرية اللاذعة.

المفارقه الهزلية تكمن بأن هذه المسلسل ذاع سيطه فلسطينياً وعربياً، ورُشح للعديد من الجوائز ونال بعضها، في الوقت الذي منع عرضه اكثر من مرة بسبب حساسية المواضيع التي تطرق لها. ومن الواجب علينا كفلسطينين ان نعبر عن اعتزازنا وفخرنا بهذا العمل المبدع عبر تكريمه في منابرنا الثقافية والفنية.

الرابط المختصر: