موظفو فضائية الفلسطينية سابقاً “عاطلون عن العمل” .. وما بين آمال بتجدد البث وإعادة التشغيل
ايقاف البث لقناة الفضائية الفلسطينية كان مفاجئا لكل العاملين، وأثار تساؤلاتهم واستفهاماتهم التي لم يجدوا لها اجابات حتى اليوم، ما السبب وما الحل وما مصيرهم، هل ستعود للبث مجددا وهل سيعودون الى وظائفهم وهل وهل وهل… ؟؟؟
رسالة الفاكس المثيرة..
سامي منير موظف المونتاج السابق في القناة بدأ العمل مع الفضائية في أواخر آب بعد تقديم استقالته من وكالة انباء محلية، وفي شهر تشرين الثاني كانت تصل للموظفين والعاملين شائعات عديدة منها انه سيتم اغلاق الفضائية وأخرى تقول بأن هناك ادارة جديدة سوف تستلمها، وأضاف :”ذلك جعلنا نطلب اجتماعا مع المدير الاداري والمالي للفضائية والذي طمأننا بدوره بأن الوضع على ما يرام، لكن من الممكن ان يتم انهاء عمل بعض العاملين لوجود ازمة مالية من جهة ولعدم حاجة الفضائية لهذا العدد من الموظفين”.
وأضاف منير :”بعد حوالي اسبوعين من ذلك الاجتماع وصلتنا رسالة عبر الفاكس وبها قرار من مجلس الادارة باغلاق القناة”.
وكان نص الفاكس كما يلي :”قرر مجلس ادارة ‘الفلسطينية’ اغلاق الفضائية اعتبارا من نهاية شهر كانون الاول (ديسمبر) الجاري والمباشرة فورا باعطاء الاجازات السنوية لموظفي القناة والعمل على انهاء خدمات كافة الموظفين وتسديد مستحقاتهم القانونية حسب قانون العمل وانهاء كافة الالتزامات القانونية المترتبة من جميع الموردين ومزودي الخدمات”.
وقال منير :”ان الضرر الذي لحق بنا كموظفين في الفضائية كبير، فمعظمنا عاطل عن العمل ولم يستطع ايجاد فرصة عمل جديدة، فأنا مثلا لا استطيع العودة الى عملي القديم بعد تقديم استقالتي ومن جهة اخرى ها أنا لا أجد وظيفة جديدة لأن فرص العمل قليلة”.
ووصف وضع العاملين سابقا في الفضائية (بين نارين) لا فرصة جديدة ولا عودة للفرص القديمة، وقال :”اغلاق الفضائية دمر احلامي لأني كنت انوي أن اخطب وأؤسس لبيت وعائلة”، وتمنى ان تعاود العمل مجددا لكنه يستبعد ذلك، وطالب الجهات المسؤولة بتوزيع موظفي الفضائية على مؤسسات الحكومة لحين اعادة فتحها.
كان املي بأن أكبر مع هذه الفضائية الجديدة..
مراسلة الفضائية السابقة هبة عريقات بدأت العمل منذ بداية تشرين الأول، وعن عملها وطموحها قالت :”عندما قدمت طلب الوظيفة لفضائية الفلسطينية لم افكر بالراتب أو بنوع الوظيفة وكان هدفي تعزيز اعلام فتح، وخدمة الاعلام الفلسطيني وكان املي بأن أكبر مع هذه الفضائية الجديدة رغم وجود البدائل وفرص العمل في وكالات عالمية وعربية”.
وأضافت :”ان فضائية الفلسطينية حاولت جاهدة ان تكون صوت الشارع الفلسطيني وكانت تختار كوادرها حسب الكفاءة والمؤهلات العلمية دون وساطة او محسوبية”.
ورفضت عريقات اعتبار اغلاق القناة بمعنى فشل، ورأت أن قرار الرئيس أبو مازن اغلاق القناة من اجل تطويرها وتحسين اداءها ليس بالخطأ، وانما الخطأ والمعيب اغلاق صوت فتح بسبب عجز مالي، مستغربة من طريقة ابلاغهم باغلاق القناة باعتبار فتح تقف بجانب المواطن وليس ضده-حسب ما قالت عريقات-..
واوضحت ان راتبها الذي كانت تتقاضاه كان يسد حاجتها واسرتها، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مضيفة أنها ضمن اللجنة التي تم تشكيلها لمتابعة اغلاق الفضائية مع المسؤولين لكن لا جواب او امل حتى اللحظة.
اختيار عشرين موظفا لفضائية فلسطين ولكن..!!!
المراسل السابق في القناة مالك يونس طالب بعقد اجتماع عاجل مع موظفي الفضائية الذين لم يجدوا فرصة عمل جديدة ليتم توظيفهم في المؤسسات الاعلامية الحكومية، موضحا انه بعد اغلاق القناة تم اختيار حوالي عشرين موظفا لتعينهم بعقود في فضائية فلسطين وتم اجراء المقابلات لكن لم يتم اعلامهم بالرد حتى اليوم.
وعمل يونس سابقا في فضائية فلسطين ثم تلفزيون وطن المحلي ثم في اذاعة راية أف أم، ثم التحق بالعمل في فضائية الفلسطينية، موضحا انه لم يتم صرف رواتب شهري ديسمبر ويناير كما وعدوا.
القرار كان صادما والطريقة مزعجة..
عبير دحبور مديرة الانتاج أعربت في بداية حديثها عن استغرابها واستهجانها للاسلوب الذي اخبر فيه الموطفون باغلاق الفضائية وقالت :”القرار كان صادما والطريقة مزعجة فلم يكن هناك تقدير لعمل الموظفين، وكان من الاولى اخبارهم بالقرار عن طريق اجتماع رسمي”، موضحة ان الوظيفة كانت مصدر رزق لها والتوقف عن العمل كان مفاجئ.
ولا تتوقع دحبور اعادة فتح القناة وسوف تبحث عن فرصة عمل اخرى وقالت :”لا ضمان لاستمرارية الفضائية اذا تم اعادة فتحها وسيبقى الخوف من اغلاقها يراودني”، علما انها عملت في مؤسسة بيالارا سابقا.
الأجواء الايجابية التي كانت سائدة..أين هي؟
المراسلة السابقة ميساء مؤقت تأمل ان يتم اعادة فتح الفضائية لمزاولة عملها من جديد، واستغربت هي الاخرى من اغلاقها رغم الأجواء الايجابية التي كانت سائدة حينها، واشادت الشارع الفلسطيني بها، وقالت:” اغلقت ولا نعرف السبب ولم يتم الاهتمام بالعاملين والتفكير بهم فهناك العديد من كان يعيل عائلته من راتبه واليوم هو عاطل عن العمل!!
أسامة قطينة مدير البرامج السابق :لا املك القرار بالفتح والاغلاق..
أسامة قطينة مدير البرامج السابق في الفضائية اجاب لدى سؤالي عن امكانية اعادة فتح الفضائية حيث قال :”أنا موظف ولا املك القرار بالفتح والاغلاق لكن المنطق يقول انه لا يمكن اعادة فتح فضائية بعد شهر او شهرين، فتقييم الحالة واعادة اقامة مبنى واستديوهات يأخذ وقتا وليس رد فعل سريع.
ويأمل قطينة بان يتم اعادة فتح الفضائية لحل قضية العاطلين عن العمل، موضحا ان عدد الموظفين بها كان يبلغ 80 موظف وموظفة، 55 منهم لم يجد فرصة عمل جديدة.
وعن امكانية توزيع العاملين سابقا على المؤسسات الحكومية قال قطينة :”لا اعتقد ان هذا حل عملي لأن الفضائية خاصة وليست حكومية، ومتطلبات التوظيف بالأخيرة يحتاج لوقت وشواغر واجراءات”، مضيفا ان الانتقال من عمل لآخر مخاطرة على الموظف تحمل النتيجة كذلك، معربا عن اسفه الشديد لعدم اكتمال التجربة رغم محاولة القائمين عليها استمراريتها، واعطاء شكل جديد للشاشة الفلسطينية.
مناشدة للرئيس عباس…
وكان موظفو القناة قد ناشدوا الرئيس محمود عباس التدخل من اجل نصرتهم في قضاياهم المطلبية والوظيفية عقب إغلاق القناة، خلال رسالة وجهوها له.
وأكد بيان صادر عن لجنة موظفي القناة انه تم تسريح ما يقارب 100 موظف وموظفة من القناة دون بديل او فرص عمل اخرى الأمر الذي اصبحوا فيه بدون أي مصدر للرزق.
وكانت مصادر في الفضائية ذكرت بان اللجنة المركزية لحركة فتح قررت وقف بث المحطة والعمل على اعادة اطلاقها بعد تخفيض التكاليف من خلال توفير المقر والتجهيزات.
واوضحت المصادر أن قرار وقف البث جاء بسبب عدم مقدرة الحركة على توفير موازنة تشغيلية للمحطة، مشيرة الى ان مؤسس المحطة نبيل عمرو السفير الفلسطيني السابق في القاهرة قدم للرئيس محمود عباس موازنة تتراوح ما بين 2 و2.5 مليون دولار لاطلاق تلك المحطة. وهو ما شجع السلطة على الموافقة، الا انه تفاجأ بعد ان ترك عمرو المحطة قبل عدة شهور وتكليف يحيى يخلف بادارة المحطة بان الموازنة التشغيلية اكثر بكثير مما قدم عند التأسيس.
وذكرت مصادر بان رئيس مجلس ادارة الفضائية اصدر ‘تعميما للعاملين فيها بوقف البث بشكل نهائي الى حين توفير احتياجاتها الاساسية من مقار وتجهيزات واستوديوهات ودراسات جدوى ولوائح ادارية ومالية وقانونية’.
ومهما كان السبب فإن مصير عشرات العاملين فيها لا يزال مجهولا..وفرصتهم في سوق العمل الذي يعاني أصلا من قلة الفرص بات شبه مستحيل، وبين آمال بتجدد البث واعادة التشغيل وبين سوق عمل محدود وضعيف يجد الموظف السابق في الفضائية نفسه مضطرا لأن يكون تحت بند (عاطل عن العمل).