أمل يُصنع من وصفة طعام..  الشيف الأردنية ياسمين ناصر تبتكر وصفات لدعم صمود غزة

لم تكتفِ الشيف الأردنية ياسمين ناصر بالتضامن مع أهل غزة بالكلمات، بل اختارت أن تضع خبرتها في الطهي في خدمة صمود المواطنين في القطاع، وذلك عن طريق ابتكار وصفات يمكن إعداداها بقيمة غذائية عالية، باستخدام مكونات بسيطة ومتاحة قدر الإمكان في القطاع المحاصر.

إعداد الفاصوليا باستخدام الصبار، طهي وصفات نباتية تحاكي طعم اللحوم باستخدام الطحين، والعديد من الوصفات التي لاقت إعجابًا واسعًا وانتشارًا عالميًا، كما وجدت وصفاتها تجاوبًا كبيرًا من نساء غزة اللواتي بدأن بتجربة هذه الأطباق، وأبدو سعادتهم ورضاهم عن الوصفات بعد تجربتها مؤكدين نجاحها.

وقالت الشيف “ياسمين ناصر” خلال حديتها في برنامج “طلة الفجر” الذي يعرض على “تلفزيون الفجر” بأن فكرة المبادرة ولدت من رحم المعاناة وسياسة التجويع الذي يتعرضون لها السكان إثر نقص المواد الأساسية، نتيجة اغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات، كما أن العجز وقلة الحيلة التي تشعر بها عند رؤية مشاهد التجويع كانت دافع لابتكار وصفات تعيد الأمل للأطفال وللمواطنين.

وأضافت الشيف ياسمين أن التحدي الكبير الذي واجهته هو ابتكار وصفات ناجحة رغم عدم توفر جميع المكونات في القطاع، الأمر الذي دفعها لاختبارها شخصيًا قبل نشرها، للتأكد من نجاحها بنسبة 100%، إدراكًا منها أن أي تجربة فاشلة قد تُهدر مكونات غذائية ثمينة لا تُقدّر بثمن في ظل الحصار.

وعن تجربتها في إعداد وصفة “الدجاج النباتي”، أوضحت الشيف ناصر أنها كانت تتوجه إلى مخزن المواد الغذائية والبقوليات، واضعة نفسها مكان الناس في غزة، فتختار من أرخص أنواع الطحين إلى أغلاها، وتجرب الوصفة باستخدام كل نوع على حدة، وذلك للتأكد من نجاحها مهما كان نوع الطحين المتوفر لديهم.

تلقت ياسمين رسائل شخصية من أهل غزة أثّرت فيها بشدة، فكل رسالة تصلها تذكّرها بحجم المعاناة والمأساة في القطاع، لكنها في الوقت نفسه تشعرها بالسعادة والفخر بنجاح التجارب، ومنحها دافعًا ومسؤولية أكبر لابتكار المزيد من الوصفات.

وترى الشيف الأردنية أن المطبخ يمكن أن يكون وسيلة تضامن حقيقية، ومصدر دعم وسند، مؤكدة أن المبادرة لم تمنح الناس وصفات فحسب، بل أدخلت السعادة والبهجة لقلوب الأطفال، وأثبتت أن الأمل يمكن أن يُصنع من أبسط المكونات، كما أكدت عن استمرارها في ابتكار المزيد من الوصفات.

تقرير: ريم نجم