” سنعود بعد قليل ” يختصر الوجع ولوعة الإنتظار
تلفزيون الفجر الجديد– لعل المسلسل السوري "سنعود بعد قليل" الذي كتب نصّه السوري رافي وهبي كان الأكثر ملامسة لواقع السوريين في لبنان حيث عرض الكاتب من خلال بضع حالات معاناة السوريين خلال الأزمة واستقرارهم في لبنان على أمل العودة قريباً إلى بلدهم، ما يجعل اسم العمل "سنعود بعد قليل" صادقاً ومعبراً.
لطالما اعتدنا على الأسلوب المبدع الذي ينقل فيه المخرج الليث حجو الصورة وها هو هذه المرة أيضاً يبدع ويضعنا أمام مادة متميّزة متكاملة ابتداءً بالصورة والنقلات وانتهاءً باختيار مواقع التصوير وزوايا الكاميرا، وكعادته لا يخطئ الليث حجو أبداً باختياراته فجميع نجوم عمله متميزون وكل مبدع في مكانه ولا يمكن الاستغناء عنه، لو أن هناك تحفّظا بسيطا، فما كان ينقص العمل سوى النجم باسم ياخور الذي كان سيضيف الكثير إليه.
لكن ها هي النجمة الشابة دانا مارديني تدخل النجومية من أوسع أبوابها وتحجز لها مكاناً بكل ثقة بين نجوم الصف الأول، بعد أن أتقنت شخصية "مريم" بائعة الورد بلهجة تختلف عن لهجتها لكنها في لحظة من اللحظات تشعرنا وكأنها لا تمثل، فهي عاشت الشخصية بشكل احترافي وأقنعتنا بأنها تلك الفتاة البسيطة التي لجأت إلى لبنان هرباً من الظروف القاسية في مدينتها حمص السورية.
وجّه العمل رسائل عدة وعبّر ما بين السطور لنشعر أننا لو فكرنا بالطريقة نفسها أثناء الأزمة في سوريا لاختصرنا الكثير من المشاكل والخلافات، وأغلب هذه العبر كنا نسمعها على لسان "نجيب" الذي يلعب دوره النجم دريد لحام وخصوصاً في مواقفه مع جاره المعارض بشدّة للنظام النجم عمر حجو.
ببساطة المبدع رافي وهبة اختصر الوجع، الشوق، الألم، اللهفة وصعوبة الانتظار… كل هذا من خلال ثلاثين حلقة شدّت الكثيرين وسمّرتهم أمام الشاشة أثناء عرض العمل، وكان لوجود النجوم اللبنانيين وتحديداً كارمن لبس، بيار داغر ونادين الراسي نكهة مميّزة أضافت للعمل بأدائهم الصادق والمعبّر.