حادثة صادمة هزت الرأي العام الجزائري، مساء الأربعاء، إثر إقدام طالب يبلغ من العمر 11 سنة على طعن معلمته بخنجر في ساحة المدرسة ببلدة تاكسلانت الواقعة بولاية باتنة شرق البلاد.
وفي التفاصيل، طلبت أستاذة اللغة العربية من التلميذ الكف عن التشويش خلال الدرس، لكنه واصل في إزعاجها، فاضطرّت لطرده من القسم بسبب مشاكله المتكررة، ليقوم بترصدها في ساحة المدرسة، وبعد خروجها قام بطعنها بخنجر حاد في الظهر، الأمر الذي تسبّب لها في جرح غائر أفقدها الوعي، قبل أن يتم إسعافها لتلقي العلاج في مستشفى المدينة، أين خضعت لتدخل جراحي عاجل تم خلاله إخراج الخنجر وإيقاف النزيف الدموي.
الخنجر بظهر المعلمة
وأثارت الحادثة سخطا واسعا في الجزائر، خاصة لدى الأوساط التربوية، من المستوى الذي وصل إليه التعليم بعد تفشي ظاهرة تعنيف التلاميذ لأساتذتهم دون اتخاذ إجراءات رادعة للحد من هذه السلوكيات.
دق ناقوس الخطر
وكتب الناشط سامي كراكي تدوينة على صفحته بموقع “فيسبوك”، قال فيها “عندما يصل الأمر إلى طعن أستاذة بخنجر من طرف تلميذها وهي في حالة خطيرة، يجب دق ناقوس الخطر، الخنجر الذي ضربت به هو خنجر طعنت به الأستاذية وطعن به قطاع التربية والتعليم في منظومة حقوق التلميذ التي أفسدت التلميذ”.
من جانبه، اعتبر الناشط بشير الشايب أن “الذي طعن الأستاذة ليس التلميذ وإنما قيم المجتمع وبؤس منظومة التعليم والتربية”، مضيفا “القادم أسود”.
أما المدوّن عدلان قارة، فقد وجه دعوة إلى السلطات للقيام بالردع والعقاب الشديد والعلني، معتبرا أن الطعنة التي تعرضت لها الأستاذة تعد بمثابة ناقوس خطر للتنبيه لما آلت إليه المؤسسات التربوية وما وصل إليه حال المجتمع الجزائري.
بينما انتقد الناشط عامر بنحميدي تراجع منظومة الردع والعقاب، مشيرا إلى أن “غرز خنجر بالكامل في ظهر أستاذة يظهر عليها الجد والاحترام والكفاءة، هو ثمرة تكريس الرداءة وقوانين لا تفرق بين مصلحة التلميذ المجتهد والمؤدب وبين حماية التلميذ المجرم”.