ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، فجر اليوم الإثنين، بقوة بلغت 7.8 درجة، إلى 2458 قتيلا، وآلاف المصابين، إضافة لدمار هائل بالممتلكات، تلاه بعد ساعات قليلة زلزال آخر بلغت قوته 7,5 درجات، وشعر بهما سكان غرينلاند والدنمارك.
ويتوقّع أن ترتفع هذه الحصيلة غير النهائية، إذ لا يزال عدد كبير جدا من الأشخاص تحت الأنقاض. كذلك، سيصعّب تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة مساء الإثنين والثلاثاء، وضع الأشخاص الذين شرّدوا بسبب الزلزال، وكذلك جهود المنقذين.
ووقع الزلزال الأول عند الساعة 4,17 (01,17 ت غ) على عمق نحو 17,9 كلم وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي وكان مركزه في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق) على مسافة 60 كلم من الحدود السورية.
وأعقب ذلك عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا على مسافة 4 كيلومترات من مدينة إكينوزو.
أما في سوريا، فقُتل أكثر من 917 شخصا وأُصيب 2315 على الأقل جراء الزلزال، في حصيلة جديدة غير نهائية وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.
وفي تركيا، أسفر الزلزال عن مقتل 1541 شخصا وإصابة 7634 على الأقل، وفق الهيئة العامة التركية لإدارة الكوارث (أفاد)، التي أشارت إلى انهيار 2834 مبنى.
ويتوقّع أن تتغيّر الحصيلة بسرعة نظرا إلى عدد المباني المنهارة في المدن المتضررة، مثل أضنة وغازي عنتاب وشانلي أورفا ودياربكر خصوصاً، وفي إسكندرون وأديامان، انهارت مستشفيات حكومية جراء الزلزال الذي ضرب على عمق نحو 17,9 كيلومترا.
وتُعدّ هذه الهزّة الأشدّ في تركيا منذ زلزال 17 آب/أغسطس 1999 الذي تسبّب بمقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في اسطنبول.
وتشل الأحوال الجوية في هذه المنطقة الجبلية المطارات الرئيسية حول دياربكر وملطية مع تواصل تساقط الثلوج بكثافة.
وقال علاء الشاكر منسّق إدارة الكوارث في الهلال الأحمر العربي السوري في حماة لـ”فرانس برس”، “تلقّينا تقارير عن انهيار مبنى من سبعة طوابق، حيث يسكن بين 100 و150 شخصاً. عثرنا على 40 إلى 45 شخصاً. هناك تقارير عن مقتل بين 15 و25 شخصاً”.
في سوريا، أفادت حصيلة مؤقتة صادرة عن وزارة الصحّة نقلتها وكالة “سانا” الرسمية، بأنّ 403 أشخاص قتلوا وجُرح 1284 آخرين في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس الخاضعة لسيطرة النظام. وفي مناطق المعارضة، أفاد رجال الإنقاذ التابعون للخوذ البيضاء بمقتل 380 شخصا وإصابة أكثر من ألف بجروح.
وتجدر الإشارة إلى أن ثمانية لاجئين فلسطينيين، بينهم 3 أطفال، لقوا مصرعهم في مخيمي الرمل في اللاذقية، والنيرب في حلب، بسوريا.
وتضرّرت قلعة حلب وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وفقاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف.
وفي تركيا، سُجّلت أكبر الأضرار بالقرب مركز الزلزال الذي وقع فجرا بين قهرمان مرعش وغازي عنتاب، حيث تدمّرت تجمّعات سكنية بأكملها.
وشعر سكان لبنان وقبرص أيضا بالزلزال بحسب مراسلي وكالة فرانس برس، وكذلك في كردستان العراق في شمال البلاد في أربيل، لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
بدورهم، شعر سكان في مناطق بعيدة مثل غرينلاند بالهزات الناجمة عن الزلزال القوي، على ما أعلن المعهد الجيولوجي الدنماركي الاثنين.
وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا هو من بين الأعلى في العالم.
أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ضرب زلزال بقوّة 6,1 درجات شمال غرب تركيا موقعا حوالي خمسين جريحًا ومتسبّبًا بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.