على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة المتكررة حول ارتفاع مستوى العنف ضد النساء في تركيا، ووصفها لأعداد الضحايا منهن بالمخيف والمطالبة بضرورة العودة إلى اتفاقية إسطنبول، لا تزال المرأة التركية تعيش تحت وطأة العنف الزوجي الذي يزداد بشكل سريع في البلاد بسبب غياب العقاب.
ويبدو أن مشكلة العنف الأسري في تركيا لن تحل في وقت قصير، بل تزداد فصولها وخطورتها على المجتمع، حيث لقيت 10 نساء مصرعهن خلال هذا الشهر، بسبب العنف الأسري.
وسجلت منصة “أوقفوا قتل النساء” بعض أسماء اللواتي فقدن أو لقين حتفهن على يد أزواجهن، وذكرت أن شكران أبا (19 عاماً) وهي أم لطفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر، قتلت برصاصة على يد زوجها حكيم أبا في أضنة، بعد مطالبتها إياه بالطلاق في 21 يونيو الجاري.
وكذلك لقيت فاطمة كهرمان (31 عاماً) حتفها في ولاية إزمير يوم 21 يونيو، بعد شجار مع زوجها، حيث أصيبت برصاصة في رأسها وقُتلت فوراً.
واللافت أن الجرائم لا تقتصر على الشبان والحديث عن سرعة ردود أفعالهم، فقبل ثلاثة أيام تم تسجيل، مقتل فاطمة ميركانداغ (68 عاماً) في ولاية عنتاب جنوب البلاد برصاصة من زوجها أمين ميركانداغ (70 عاماً).
وأيضاً سجلت منصة “أوقفوا قتل النساء”، مقتل السيدة مايزر غوكيلديز (55 عاماً) في باليكسير على يد زوجها جفري غوكيلديز الذي انتحر بعد جريمته.
تظاهرات في تركيا ضد العنف بحق النساء
وفي هذا السياق، أكدت مسؤولة إدارية في المنصة، التي تعد الأكثر شهرةً ونشاطاً من بين المنظمات النسائية في تركيا، أن “جرائم قتل النساء على أيدي الرجال تتعلق غالباً بخلافات عائلية كالطلاق أو لأسباب مالية تتعلق بالميراث”.
وكذلك ذكر مصدر من المنصة لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” أن “جرائم قتل النساء لا تتوقف في تركيا لأسباب مختلفة وفي مقدمتها أن العقوبات غير رادعة، وقد تصل أقصى عقوبة قتل النساء بالسجن بين 3 و5 سنوات فقط ومن ثم يخرج القاتل إلى الحرية، وهو ما أعطى الرجال الهامش الكبير لقتل زوجاتهم بسهولة لغياب العقاب الصحيح”.
وفي تقريرها لشهر مارس الماضي، سجلت منصة “أوقفوا قتل النساء”، مقتل 25 امرأة في شهر واحد، في حين فقدت 21 امرأة أخرى حياتهن في ظروف غامضة.
ولفت التقرير إلى أنّ 10 من النساء المقتولات أردن اتخاذ قرار بشأن حياتهن مثل الطلاق ورفض الزواج، فيما قتلت 19 منهن على يد أزواجهن وخمس على يد شركائهن وثلاثة على يد أقاربهن واثنتان على يد شخص تعرفانه بينما واحدة قتلت على يد والدها وأخرى على يد شقيقها وواحدة على يد ابنها.
وفي نهاية عام 2023، سجّلت المنصة التي تعمل منذ العام 2010 على محاربة العنف المنزلي بحق النساء في البلاد وتوثيق حالات القتل التي تطالهن، مقتل أكثر من 403 نساء خلال العام