منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، تتوالى التقارير التي تكشف عن حجم الكارثة الإنسانية، حيث أصبحت مجازر قتل الأطفال مشهدًا متكررًا في كل هجوم.
ومع دخول الحرب شهرها الحادي عشر، بلغ عدد الأطفال الشهداء 16,365 فيما يتزايد عدد المصابين بينهم يومًا بعد يوم، وفقًا للبيانات الطبية.
ولم تقف جرائم الاحتلال عند هذا الحد؛ فبسيطرته على معبر رفح، مُنع خروج الجرحى لتلقي العلاج في الخارج، ما أدى إلى وفاة أكثر من ألف طفل بسبب نقص الرعاية الصحية.
لا تقتصر معاناة أطفال غزة على القتل والإصابة فحسب، بل يعيشون يوميًا في جحيم الخوف والرعب نتيجة الغارات المكثفة، والنزوح المتكرر، والأمراض الناتجة عن التكدس في أماكن النزوح التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة، هؤلاء الأطفال محرومون من أبسط حقوقهم في العيش بسلام وأمان، ما يجعلهم أطفالًا بلا طفولة.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من الوضع الكارثي الذي يعيشه أطفال قطاع غزة نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة.
وأفادت المنظمة بأن العديد من الأطفال لم يعودوا قادرين على النوم أو عيش طفولتهم بشكل طبيعي بسبب ما تعرضوا له من مشاهد مروعة. وتخشى اليونيسف من أن استمرار هذه الحرب سيترك آثارًا نفسية وجسدية دائمة على مستقبلهم.
وفي سياق متصل، طالب سليم عويس، مسؤول الإعلام في اليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الحرب وحماية مستقبل أطفال غزة.
وأوضح عويس أن أطفال غزة يعيشون في ظروف لا إنسانية، حيث أصبحت الأمراض الجلدية، والتهابات الجهاز التنفسي، والإسهال أمراضًا شائعة بينهم بسبب التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية.
وأشار إلى أن الأطفال يجدون صعوبة كبيرة في العيش داخل الخيام في ظل درجات حرارة تصل إلى 35 درجة مئوية، بينما تزيد الحرارة داخل الخيام بمعدل يتراوح بين 5 و10 درجات إضافية.
وأضاف أن الأطفال يعانون من الأرق المستمر نتيجة الرعب والخوف الذي يلازمهم بسبب استمرار الحرب.
وشدد عويس على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لتوفير الحماية والدعم اللازمين لهؤلاء الأطفال.
ومن جهتها أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الأطفال في غزة “يدفعون الثمن الأعلى للحرب في غزة، وسط نزوح وخوف من فقدان طفولتهم، بسبب الهجمات الإسرائيلية”.