
من الألم إلى الأمل .. فيلم “ويبقى الأمل ” يخطف الأنظار في الجونة
تقرير: منتصر العناني
منذ اللحظة الأولى لعرض فيلم ” ويبقى الأمل ” في مهرجان الجونة السينمائي، ساد الصمت في القاعة، وبدأت ردود الفعل بالظهور على وجوه المشاهدين، الفيلم الذي يروي حكايات أهل قطاع غزة، استطاع عبر إخراجه الماهر أن يحرك المشاعر وفي ذات الوقت أن يبث الأمل.
فوسط أصوات الإنفجارات والدمار الكبير في غزة، تمكن فيلم “ويبقى الأمل” أن يفتح النافذة على غزيين يسردون كيف تمكنوا من الصمود في هذه المحنة القاسية، و كيف استطاعت يد الخير الإماراتية أن تمسح ألمهم وهمومهم.
ومن لحظات الخوف واليأس، نجحت الإمارات في غرس الأمل والطمأنينة فيهم، الفيلم الوثائقي لا يسعى إلى للدهشة البصرية بقدر ما يحاول لمس الوجدان، مستندًا إلى قصة إنسانية عميقة تُعيد للسينما دورها الأصيل بأن تكون ضميرًا حيًا يوصل رسالة من لا صوت لهم.
روت اللقطات، شهادات وحكايات المرضى والمصابين، الذين احتضنتهم مدينة الإمارات الإنسانية، ليتحدثوا عن تجربة الإجلاء، وعن حاضرهم الآمن، بعيون كلها امتنان وأمل بمستقبل أفضل. في المشاهد أظهرت عدسة الكاميرا، ابتسامات الأطفال وهم يخطون الخطوات الأولى بعد تركيب الأطراف لهم، وقد تجلّت المعجزة في نجاة الكثير من الأفراد، نتيجة التدخل الإماراتي الفوري الذي أنقذ حياتهم وسط ظروف صعبة.
هذا الفيلم الذي انتجه مجلس الشؤون الإنسانية والدولية في الإمارات، لا يعتمد فقط على نقل شهادات الغزيين، بل أيضاً آراء عدد كبير من الأطباء والمتخصصين في مجال الإغاثة حول ماقدمته الإمارات لغزة في محنتها، من إرسال المساعدات بالطرق المتنوعة إلى إقامة المشاريع المستدامة كالمستشفيات ومحطات التحلية والمخابز وغيرها الكثير.
الطفل “يزن”، الذي واجه خطر البتر في ساقه اليسرى، يستعيد خطواته بعد تركيب الطرف الصناعي المناسب له، ولا تتوقف المساندة عند هذا الحد، بل تستمر برامج الدعم النفسي لمساعدته على تجاوز هذه المرحلة المؤلمة.
أما سلمى، البالغة من العمر أربعة عشر عاماً، فقد غمرتها الدموع حين رأت الرصاصة التي استقرت في جسدها الضعيف بين يدي الطبيب. يزن وسلمى هما مثالان حيّان على الشجاعة والصمود، وعلى أثر الدعم الإنساني الذي غير حياتهم للأفضل.
فيلم ” ويبقى الأمل ” حاز على إشادات واسعة من قبل رواد المهرجان، والنقاد والإعلاميين، وتمكن من أن يخطف الأضواء، وأن يصل إلى قلوب المشاهدين بصبغته الإنسانية المميزة حيث نجح المخرج بحنكته السينمائية في أن يحول مشاعر المشاهدين من الحزن إلى الأمل والإيمان بإمكانية التعافي.