لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

قصته مشوّقة.. صيني هاجر لأميركا وجعل الطيران ممكناً



تلفزيون الفجر | على الرغم من مدة عمله التي لم تتجاوز 10 أشهر، ساهم العالم الصيني ونغ تسو في تحديث مجال الطيران وجعله آمناً، إذ لم تمنعه قوانين الهجرة التي سنتها الولايات المتحدة ضد الصينيين، خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر من ثنيه عن تحقيق أحلامه وطموحاته.

فقد مرر الكونغرس الأميركي في عام 1875 قانون بايج (Page Act) الذي منع دخول النساء الصينيات للأراضي الأميركية.

كما أقر في عام 1882، قانون استبعاد الصينيين بهدف حظر هجرة العمال إلى أراضي الولايات المتحدة لمدة عشرة أعوام.

وبعدها بنحو 6 سنوات، وافق الكونغرس على قانون سكوت (Scott Act) لدعم القوانين السابقة الهادفة لوقف تدفق الصينيين على البلاد.

إلى ذلك، لم تمنع هذه القوانين الطالب الصيني ونغ تسو (Wong Tsu) من القدوم للولايات المتحدة الأميركية لمواصلة دراسته بمعهد التكنولوجيا بماساتشوستس (Massachusetts).

واستغل ونغ تسو ثغرة بقوانين الهجرة السابقة ليجد نفسه على الأراضي الأميركية، حيث قدّم خدمة كبيرة لمجال الطيران والإنسانية.

طائرات مثيرة للقلق
وعلى رغم التقدم الكبير الذي أحرزه منذ مطلع القرن العشرين، أثار مجال الطيران التشاؤم والقلق طيلة السنوات التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الأولى.

فأثناء تلك الفترة، قزّم الجميع دور الطائرات وتخوّفوا من إمكانية استخدامها بعمليات نقل الركاب وشحن الرسائل والمهام العسكرية خاصة مع تداول الصحف لأخبار حول حوادث مميتة أثناء تجربة عدد منها.

في الأثناء، مثّلت الرياح القوية مصدر قلق لكل من حاول الطيران حينها. ولهذا السبب، فضّل الطيارون عادة التحليق أثناء الطقس الهادئ أملاً في الحفاظ على التحكم بطائراتهم وتجنب الحوادث التي قد تكلفهم حياتهم.

لكن مع قدوم ونغ تسو للولايات المتحدة الأميركية وعمله لمدة 10 أشهر مع مؤسسة بوينغ (Boeing) تغيّر الوضع وتحسنت صورة الطائرات لدى الجميع.

نجاح دراسي وعمل مع بوينغ
في 12 من عمره، التحق ونغ تسو، المولود سنة 1893، بأكاديمية يانغ تاي (Yang-Tai) البحرية الحكومية. وفي 16، أصبح واحداً من أوائل المهندسين البحريين الذين أرسلتهم الحكومة الصينية لمواصلة دراستهم بإنجلترا.

وبفضل تمكنه من مجال دراسته، لم يتردد المسؤولون الصينيون في ما بعد في إرسال ونغ تسو لدراسة علوم الطيران بمعهد التكنولوجيا بولاية ماساتشوستس الأميركية.

إلى ذلك، درس ونغ تسو بمختبرات المعهد، استقرار الديناميكا الهوائية وأجرى تجارب ناجحة قبل أن يتخرج ويصبح عام 1916 واحدا من مهندسي الطيران القلائل بالولايات المتحدة الأميركية حينها.

ومع مؤسسة بوينغ بسياتل (Seattle) الأميركية، ابتسم الحظ لونغ تسو. فأثناء تلك الفترة، اتصل به المهندس ورجل الأعمال الأميركي وليام إدوارد بوينغ (William Edward Boeing) وعرض عليه العمل لصالحه عقب فشله في تسويق وبيع طائرته بي دبليو (B & W) التي عانت من عيوب عديدة.

وقد اتجهت بوينغ حينها لانتداب هذا المهندس الصيني ومنحه ضمانات حول سلامته، أثناء فترة تميزت بكثرة العداء للصينيين، عقب نصائح من صديقه المهندس جيرومم هانساكر (Jerome C. Hunsaker).

رحلات آمنة
أثناء فترة عمله التي استمرت لعشرة أشهر مع بوينغ، نجح ونغ تسو في تطوير الطائرة المائية النموذج سي (Model C) وأدخل على أجنحتها تعديلات ساهمت في منحها توازنا كبيرا بالجو.

إلى ذلك، انبهر وليام إدوارد بوينغ بهذه الطائرة ووصفها بأول طائرة فعّالة أنتجتها مؤسسة بوينغ.

وفي مطلع نوفمبر 1916، حلّقت الطائرة نموذج سي بنجاح للمرة الأولى، قبل أن يظهر نموذج ثان أكبر منها حجماً بعد أشهر قليلة.

أما في صيف عام 1917، انبهر مسؤولو البحرية الأميركية بطائرة نموذج سي. وعلى الفور، قدّمت البحرية طلبا لبوينغ لتزويدها بأربعين نموذجاً منها مقابل مبلغ 575 ألف دولار وهو ما مثل ثروة حقيقية حينها.

وبفضل إنجازاته على الطائرة نموذج سي، فتح المهندس الصيني ونغ تسو طريق النجاح لمؤسسة بوينغ. فعقب مزيد من التحديثات عليها، تمكن نموذج جديد من هذه الطائرة عرف بسي 700 من نقل الرسائل نحو فانكوفر عام 1919.

خلال العشرينيات، استغل نموذج آخر عرف بـ 40 آي (Model 40A) لنقل أكثر من 350 طنا من الرسائل والركاب على مدار عام كامل.

وعلى رغم مدة عمله التي لم تتجاوز 10 أشهر، ساهم ونغ تسو في تحديث مجال الطيران وجعله آمنا.

واختتم هذا المهندس رحلته في الولايات المتحدة، وعاد إلى وطنه حيث واصل عمله بمجال الطيران ليصبح عام 1945 مديراً لأكاديمية أبحاث الطيران الصينية.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة