لمتابعة أهم الأخبار أولاً بأول تابعوا قناتنا على تيليجرام ( فجر نيوز )

انضم الآن

مباراة أشعلت حربا بين دولتين.. وأخرى بسبب كلب



تلفزيون الفجر | بالقرون الماضية، شهد العالم اندلاع العديد من الحروب لأسباب غريبة. وإضافة للحرب اليونانية البلغارية التي اندلعت عام 1925 بسبب كلب ضال، يذكر التاريخ وقائع حرب كرة القدم التي اندلعت بين السلفادور والهندوراس عقب تزايد حدة التوتر بين الدولتين بسبب مباراة فاصلة لتحديد المترشح لكأس العام 1970 التي استضافتها المكسيك.

فروقات جغرافية

على مدار عقود، شهدت العلاقات الثنائية بين السلفادور والهندوراس توترا بسبب عوامل عديدة. فمن الناحية الجغرافية، امتدت السلفادور على مساحة 21 ألف كلم مربع وتواجد بها خلال العام 1969 حوالي 4 ملايين نسمة. فضلا عن ذلك، تطل السلفادور على المحيط الهادئ وتتميز بمناخ استوائي وتغطي الجبال والهضاب قسما كبيرا من مساحتها.

صورة لطائرة تابعة للجيش الهندوراسي بحرب 1969

صورة لطائرة تابعة للجيش الهندوراسي بحرب 1969

بينما اقتصاديا، يعتمد كثير من سكان السلفادور على زراعة وتجارة القهوة لتلبية حاجياتهم.

وتمتلك السلفادور حدودا مشتركة مع جارتها الهندوراس التي بلغت مساحتها نحو 120 ألف كلم مربع وقدّر عدد سكانها عام 1969 بحوالي 3 ملايين. ومقارنة بالسلفادور، عانت الهندوراس من مستوى فقر مرتفع. وقد اعتمد سكانها أساسا على زراعة وتجارة الموز لتلبية حاجياتهم.

وبسبب عدم توفر الأراضي الكافية بالسلفادور، لم يتردد عدد كبير من الفلاحين السلفادوريين في الهجرة نحو الهندوراس.

وبحلول العام 1969، قدّر عدد المهاجرين السلفادوريين بالهندوراس بنحو 300 ألف مهاجر أي ما يعادل عشر سكان البلاد.

بداية من العام 1967، شهدت العلاقات بين الدولتين حالة من التوتر حيث أقدمت بعض الفرق العسكرية السلفادورية على التدخل بالهندوراس بعلة الدفاع عن مواطنيها المهاجرين. وبالعام التالي، ردت الهندوراس بشن حملة طردت من خلالها المزارعين السلفادوريين الذين لم تكن بحوزتهم عقود ملكية أراضي.

منتخب السلفادور عام 1969

منتخب السلفادور عام 1969

حرب بسبب مباراة

وفي نطاق تصفيات كأس العالم المكسيك 1970، وجدت السلفادور والهندوراس نفسيهما وجها لوجه ضمن مباراة حاسمة لتحديد المنتخب المتأهل. وقد جاءت هذه المقابلة الكروية لتزيد من حدة التوتر بين هذين البلدين اللذين عانيا طيلة الأشهر الفارطة من تدهور خطير بالعلاقات الدبلوماسية بينهما.

أثناء مقابلة الذهاب بالهندوراس يوم 8 حزيران/يونيو 1969، خسر منتخب السلفادور بنتيجة واحد صفر عقب تعرضه لمضايقات عديدة من قبل الهندوراسيين. وبمقابلة الإياب يوم 15 من نفس الشهر، تغلبت السلفادور على الهندوراس بنتيجة 3 لصفر. وعقب المقابلة، شهدت السلفادور أعمال عنف ضد الهندوراسيين أسفرت في النهاية عن اغلاق الحدود بين البلدين.

صورة لطائرة حربية سلفادورية عام 1969

صورة لطائرة حربية سلفادورية عام 1969

وعقب فوز كل منتخب بمباراة، استضافت المكسيك يوم 26 حزيران/يونيو 1969 مقابلة ثالثة وأخيرة لتحديد المترشح بين المنتخبين. وقد انتهت هذه المقابلة بانتصار السلفادور بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين لتترشح بذلك الأخيرة لنهائيات كأس العالم بالمكسيك.

بالفترة التالية، اتهم المسؤولون بالهندوراس جيرانهم السلفادوريين بتقديم رشوة للحكم وانتهاك قوانين كرة القدم. وقد تطورت هذه الأحداث لاحقا لتتحول لخلاف بين حكومتي البلدين اللتين اتجهتا للتصعيد.

خريطة الحدود المشتركة بين الهندوراس والسلفادور

خريطة الحدود المشتركة بين الهندوراس والسلفادور

خلال الساعات القليلة التي تلت المباراة، عاشت المنطقة على وقع مناوشات حدودية بين الجيشين السلفادوري والهندوراسي. ومطلع شهر تموز/يوليو 1969، اغتيل نائب القنصل السلفادوري بالهندوراس وهو ما أدى لقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ويوم 14 تموز/يوليو من نفس العام، عمدت طائرة سلفادورية لإلقاء قنبلة على العاصمة الهندوراسية متسببة في بداية حرب استمرت 100 ساعة بين الدولتين.

أسفرت هذه الحرب، التي تركزت أساسا على المناطق الحدودية بين الدولتين، عن مقتل 3 آلاف شخص وإصابة 15 ألفا آخرين وتشريد ما لا يقل عن 80 ألفا. فضلا عن ذلك، ارتفع عدد السلفادوريين المطرودين من الهندوراس ليتجاوز عتبة الستين ألف مطرود. وعلى الصعيد الاقتصادي، عطّلت هذه الحرب وتبعاتها مشروع السوق المشتركة لأميركا الوسطى 22 عاما.

الرابط المختصر:

مقالات ذات صلة