لسنوات نقل المزارعون الأفغان المخدرات من مقاطعة نمروز الغربية عبر الحدود إلى سيستان وبلوشستان في إيران، لكن الآن وفي أعقاب الحملة الصارمة التي شنتها طالبان على إنتاج الأفيون اضطر هؤلاء لابتكار طريقة للتهريب.
وبطريقة ولا أطرف نصب المزارعون الأفغان المقاليع تحت جنح الليل وفي الظلام على طول الحدود المحروسة بالخنادق والأسوار الكهربائية، وفق تقرير لصحيفة “تليغراف” البريطانية.
400 متر داخل إيران
فقد كشف جبار، وهو أحد المهربين، أن “حركة طالبان كثفت الاعتقالات المتعلقة بالمخدرات، ولهذا السبب نقوم الآن بعملياتنا تحت جنح الظلام ونستخدم موقعاً مختلفاً كل ليلة لتجنب أي مواجهات معهم”.
وأضاف الشاب البالغ من العمر 31 عاماً، أنه “مع كل عملية إطلاق، ينتقل حوالي نصف كيلوغرام لمسافة 300 إلى 400 متر داخل إيران”.
إلى ذلك أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي السكان، وهم يرددون شعارات مناهضة للزعيم الأعلى لطالبان، الملا هيبة الله أخونزاده، الذي أمر بحظر زراعة الخشخاش.
كما ارتفعت الأسعار بشكل كبير منذ سيطرة طالبان على أفغانستان في أغسطس 2021، حيث ارتفعت من حوالي 30 جنيهًا إسترلينيًا للكيلوغرام الواحد إلى ما بين 800 و1000 جنيه إسترليني.
زراعة الأفيون في أفغانستان (أ ف ب)
ارتفاع الأسعار
ودفعت الزيادة الحادة العديد من المزارعين في جميع أنحاء البلاد إلى زراعة الخشخاش سرا، إما داخل حدائقهم الخاصة أو في القرى النائية.
من جانبهم قال مسؤولو طالبان الذين تحدثوا إلى صحيفة “تليغراف” إن جانبًا مهمًا من الحملة كان يهدف إلى تضخيم الأسعار عمدًا، مما يفيد كبار المسؤولين الذين يمتلكون مزارع سرية أو يخزنون الأفيون، من أجل “مواصلة إثراء أنفسهم”.
يشار إلى أن أفغانستان احتفظت بلقب أكبر منتج للأفيون في العالم حتى فرضت حركة طالبان حظرا على زراعته في أوائل عام 2022، وتنازلت عن المركز الأول لميانمار.
وانخفض إنتاج الأفيون في البلاد بنسبة تزيد على 90%، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، مع انتقال عناصر طالبان من مزرعة إلى أخرى لتدمير المحاصيل ومعاقبة الجناة.
مزارعو الأفيون في أفغانستان (رويترز)
بوابة إلى أوروبا
وانخفضت المساحة المزروعة في إقليم هلمند، الذي كان ينتج في السابق حوالي أربعة أخماس الأفيون الأفغاني وكان مركز العمليات البريطانية في البلاد من عام 2006 إلى عام 2014، إلى حوالي 2500 فدان في العام الماضي، بعد أن كانت 320 ألف فدان في العام السابق.
ولكن لم يتم تدمير مزرعتهم جميعاً في هلمند.
ويتم تهريب جزء كبير من الأفيون والهيروين المنتجين في أفغانستان إلى إيران، لتكون بمثابة بوابة إلى أوروبا.