تشكل الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية التي تتضمن مشاهد عنيفة ظاهرة منتشرة في السينما العالمية، كما أنها تجتذب جمهوراً واسعاً في مختلف أنحاء الكون، لكن الخبراء والمختصين وعلماء النفس يقولون إن هذا النوع من الفن ليس أمراً جيداً بل هو سيئ للمشاهدين وينبغي الحذر منه وتقييده.
وبحسب تقرير نشره موقع “بي سايكولوجي توداي” المتخصص في أخبار الصحة النفسية فإن ثمة الكثير من الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يستمتعون بأفلام العنف، ولكن في المقابل من المهم الإشارة إلى أنه ليس الجميع يستمتعون بها.
وقال التقرير الذي اطلعت عليه “العربية نت” إن “الرجال ذوي الميول العدوانية وأولئك الذين يعانون من انخفاض التعاطف هم الذين يحبون مشاهدة العنف على الشاشة أكثر من أولئك الذين يتمتعون بشخصيات أكثر رقة”.
ويقول التقرير إن الأفلام العنيفة تعد برنامجاً مسائياً ثابتاً على بعض القنوات التلفزيونية وهي متاحة على نطاق واسع في العديد من خدمات البث المباشر، وكذلك في دور السينما، وما كان يُنظر إليه على أنه عنف صادم أصبح الآن أمراً قياسياً وعادياً. وقد نتلقى تحذيراً في بداية الفيلم بشأن محتواه العنيف، لكن هذه التحذيرات لا معنى لها على الإطلاق في الوقت الراهن، حيث لم يعد أحد يكترث لها.
ويقول رافا يوبا، وهو طبيب نفسي استشاري متقاعد ومقيم في لندن، إن “هوليوود كانت في السابق وتقليدياً أكثر تسامحاً مع العنف من تسامحها مع الجنس، حيث كان الناس يموتون بأعداد كبيرة في أفلام الغرب الأميركي القديمة وأفلام الحرب، لكن موتهم كان بعيداً وغير واقعي، في حين يحتفل فيلم “كوينتن تارانتينو” الحديث بالعنف ويسعى جاهداً لجعله شخصياً وصادماً وفورياً.
لكن يوبا يستدرك بالقول إنه “في بعض الحالات، قد يكون العنف ضرورياً لدفع القصة إلى الأمام، أو للحث على استجابة عاطفية ذات صلة بتلك القصة. ومع ذلك، ففي العديد من الحالات الأخرى، يبدو أن العنف بحد ذاته هو الهدف الأساسي للمشهد. لقد قيل إننا نستمتع بمثل هذه المشاهد لأنها تمثل تسامياً للعنف ضد مرتكبي الأخطاء والذي لا يُسمح لنا بتمثيله في الحياة الواقعية”.
ويخلص يوبا إلى القول إن من المهم معرفة سبب استمتاع بعض الأشخاص بمشاهدة العنف، ولكن الأهم من ذلك هو معرفة ما إذا كان التعرض للعنف في الأفلام والتلفزيون قد يؤدي بالفعل إلى تعزيز العنف في الحياة الواقعية.
ويضيف: “هناك بعض الأدلة التجريبية على أن هذا هو الحال، ففي ضوء هذا، يبدو من الغريب أن مستويات العنف المتزايدة باستمرار في وسائل الترفيه السائدة، والتي تكون في بعض الأحيان بشعة، لا تتسامح معها أجهزة الرقابة فحسب، بل يشيد بها النقاد بحماس. ومن الغريب أن هناك أيضاً أدلة على أن عامة الناس (بخلاف أولئك الذين لديهم ميول عدوانية) لا يستمتعون كثيراً بمشاهد العنف”.
وينتهي الطبيب النفسي إلى التوصية بتجنب المشاهد العنيفة، والحد من الأفلام التي تحتوي على شيء من العنف، ويقول: “سنكون أفضل حالاً لو تم تجنيبنا التأثيرات القاسية والوحشية للعنف غير المبرر في وسائل الترفيه اليومية”.