Site icon تلفزيون الفجر

“الطفلة ديزي”.. هكذا قلب إعلان تلفزيوني انتخابات أميركا

بعد اغتيال جون كينيدي يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1963، استلم نائبه ليندون جونسون (Lyndon B. Johnson) الرئاسة ليصبح بذلك الرئيس السادس والثلاثين بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

إلا أن الأميركيين اتجهوا في العام التالي، نحو صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لهم. وبانتخابات العام 1964، رشّح الديمقراطيون جونسون بينما اتجه الجمهوريون لاختيار العضو بمجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا باري غولدووتر (Barry Goldwater).

مرشح جمهوري مثير للجدل
وخلال الحملة الانتخابية التي سبقت رئاسيات 1964، اتجهت حملة جونسون للتركيز على توجهات باري غولدووتر تجاه الأسلحة النووية بفترة عصيبة من الحرب الباردة تزامنت مع مضي أقل من سنتين عن نهاية أزمة الصواريخ الكوبية.

فبتصريحاته، عارض باري غولدووتر فكرة إبرام اتفاقيات مع دول أخرى للحد من الأسلحة النووية أو منع انتشارها.

وبحلول العام 1964، امتلكت كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفيتي ما يزيد عن 30 ألف رأس نووي.

فضلا عن ذلك، انتشرت الملاجئ النووية بالمدن الأميركية كما أجبرت المدارس على إجراء تدريبات لتعليم الأطفال كيفية الاختباء والاحتماء في حال تعرض البلاد لهجوم نووي.

في الأثناء، انتمى غولدووتر لمجموعة من السياسيين المتشددين صلب الحزب الجمهوري. فمن خلال عدد من تصريحاته، وصف الأسلحة النووية بالأسلحة العادية واقترح زيادة عددها بشكل سريع واصفا إياها بنوع من أسلحة الردع ضد الطموحات السوفيتية.

كما اقترح بتصريحات سابقة له استخدام نوع خفيف من الأسلحة النووية بفيتنام لإزالة الغابات التي اختبأ بها مقاتلو الفيت كونغ.

وبنفس السياق، سخر غولدووتر من فكرة حصول المسؤولين العسكريين على إذن من الرئيس لاستخدام السلاح النووي كما عارض في الآن ذاته فرض مزيد من القيود على إجراء التجارب النووية وانتقد نظام الضمان الاجتماعي وعارض بشدة قانون الحقوق المدنية.

طفلة وورود.. وإعلان مريب
منذ البداية، عارض قسم كبير من الجمهوريين فكرة ترشيح غولدووتر.

ومع حصوله على ترشيح الحزب الجمهوري، رفض غولدووتر تغيير خطابه السياسي لتبديد مخاوف الناخبين الأميركيين حول الأسلحة النووية.

في الأثناء، اتجهت حملة جونسون لاستغلال هذا الأمر لتشويه صورة غولدووتر أمام الناخبين الأميركيين. وانطلاقا من ذلك، اتجهت حملة جونسون نحو مؤسسة دويل دان بيرنباخ (Doyle Dane Bernbach) للإعلانات بهدف إنتاج إعلان تلفزي لدعم مرشحها.

وبإعلان مثير للجدل ظهر سنة 1964 وحمل اسم ديزي (Daisy)، ظهرت طفلة تبلغ من العمر 3 سنوات وهي تقطف الورود من الحديقة. لتقترب عدسة الكاميرا من عينيها بينما يحدث انفجار نووي هائل بالخلف.

ثم يظهر صوت جونسون وهو يقدم عبرة عن ضرورة إنشاء عالم يعيش فيه الجميع بسلام.

وعلى الرغم من عدم الإشارة بشكل مباشر لغولدووتر، أثار هذا الإعلان انتقادات بالأوساط السياسية الأميركية، لاسيما أن عدد الأميركيين الذين تابعوا هذا الإعلان قدر حينها بنحو 100 مليون.

وخلال انتخابات العام نفسه، تمكن ليندونمن تحقيق فوز سهل على غولدووتر، حيث حصل المرشح الديمقراطي على 486 صوتا بالمجمع الإنتخابي مقابل 52 فقط لمنافسه الجمهوري.

Exit mobile version