العلاقة الروسية – الإسرائيلية في خطر عقب تزويد تل أبيب كييف بسلاح “روسي”
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإحصاء عدد الشهداء والجرحى والمفقودين وبالدمار الهائل هناك، تستمر إسرائيل في توسعاتها في سوريا.
أكدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن الوجود الإسرائيلي في سوريا لم يعد مؤقتا، إذ يتم بناء تسعة مواقع عسكرية في المنطقة الأمنية، وذلك وفقًا لصور أقمار اصطناعية نشرتها صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية. بالإضافة إلى ذلك، أكدت تل أبيب أنها ستبقى في سوريا حتى عام 2025.
ومن الجدير بالذكر، أن إسرائيل قد شنت عملية عسكرية على سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024 منذ الإطاحة بنظام عائلة الأسد. حيث احتلت المنطقة العازلة وأكملت السيطرة على قمة جبل الشيخ في ريف دمشق، بالإضافة إلى توسيع نطاق عملياتها العسكرية في محافظتي القنيطرة ودرعا.
تأتي هذه التحركات بعد قيام إسرائيل بنقل كميات كبيرة من الأسلحة الروسية السوفيتية الصنع، التي استولت عليها كغنائم حرب من جنوب سوريا، بالإضافة إلى ما غنمته من حزب الله في جنوب لبنان، إلى أوكرانيا لدعمها، وفقًا لم ذكرته القناة 14 الإسرائيلية، هذا وإضافة القناة إلى استخدام طائرات النقل الأمريكية لنقل هذه الأسلحة من قاعدة هاتزريم الجوية في إسرائيل إلى مركز لوجستي في بولندا، المعروف بدوره في ايصال المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن طائرات النقل الأمريكية، التي تستطيع حمل ما يصل إلى 77 طنًا، كانت تحمل على متنها قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات، وصواريخ RPG، وصواريخ حرارية متطورة، وأنظمة صواريخ متنقلة مضادة للطائرات، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر ومعدات حربية أخرى.
وأكد الباحث السوري أيمن خليل، إلى أن هذه العملية تعكس التحالف المتزايد بين إسرائيل وأوكرانيا، في ظل الدعم الغربي الواسع المقدم لكييف في حربها ضد موسكو. كما أكد ذلك على التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة، حيث لعبت واشنطن دورًا لوجستيًا مهمًا في نقل الأسلحة.
وأوضح أيضًا أن مسؤولين عسكريين من إسرائيل وأوكرانيا قد أجروا اجتماعات مكثفة أدت إلى إقناع تل أبيب بتقديم الدعم لكييف من خلال منظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي.
ويشير الباحث السوري إلى أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة تثير قلقًا كبيرًا لدى بعض صناع القرار في تل أبيب، خاصة وأن هذه الخطوة تطرح العديد من التساؤلات حول موقف الحكومة الإسرائيلية، لا سيما في ظل العلاقات الحساسة التي تربط إسرائيل بكل من روسيا وأوكرانيا.
وتجدر الإشارة إلى أن الكنيست الإسرائيلي قد رفض مشروعًا يتعلق بتوريد الأسلحة الروسية التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية الأخيرة إلى أوكرانيا، وذلك بسبب تضاربه مع سياسات الحكومة. ومع ذلك، قامت إسرائيل بنقل هذه الأسلحة دون الرجوع إلى الاتفاقيات الرسمية الموقعة، مما يعد انتهاكًا للقانون.
ويرى أيمن خليل أن إسرائيل ترتكب خطأً كبيراً قد يؤدي إلى فقدانها لعلاقتها المتوازنة مع روسيا، خصوصاً مع إعلان الرئيسان الروسي والأميركي إنهما يريدان “العمل معا”، وتبادلا الدعوات لزيارة كلا البلدين. في هذا السياق، أشار ترامب إلى احتمال لقاء مرتقب بينهما في السعودية، وهو ما قد يمهد لبدء المفاوضات لإنهاء الصراع الروسي – الأوكراني.
ووصف ترامب، خلال حديثه مع الصحفيين في البيت الأبيض، مكالمته مع بوتين بـ “المحادثة الجيدة”. من جانبه أعلن الكرملين بشكل منفصل أن المكالمة استمرت ساعة ونصف الساعة، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه أبلغ الرئيس الأمريكي ترامب أيضاً بأن التوصل إلى “حل بعيد المدى” للنزاع المستمر في أوكرانيا منذ عام 2022 أمر ممكن.
بالنظر إلى هذه التطورات، فإن تضارب المصالح الإسرائيلية المتعلقة بالصراع الأوكراني الروسي قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات الروسية – الإسرائيلية بعد انتهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وهو أمر لا تريده إسرائيل على الإطلاق.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.