تقرير رؤيا أبو ناصر، رماح عمر | تقع زاوية الدراويش في قلب بلدة عتيل شمال مدينة طولكرم، وتعتبر من المواقع الهامة تاريخيًا ودينيًا في البلدة. تأسست الزاوية عام 1939م (1358هـ) على يد الشيخ محمد حسني القاسمي لتكون مركزًا روحانيًا وتعليميًا للمريدين وأهل البلدة.
يقول جميل يوسف، عضو في جمعية عتيل، إلى أن الزاوية تتميز بهندستها المعمارية الفريدة، حيث تضم قبة عالية وأعمدة متينة، إضافة إلى فسيفساء أرضية دقيقة، وقد صممت الجدران بأحجار قوية لتدوم لسنوات طويلة.
وأضاف يوسف أن المساحة الداخلية للمصلى تبلغ نحو 300 متر مربع، بينما يصل ارتفاع القبة من أسفلها إلى الأعلى إلى 7 أمتار قائمة على أربعة أعمدة رئيسية.
وأوضح أن الزاوية سُميت بـ”زاوية الدراويش” نسبةً إلى ممارسة الدروشة، وهي طقوس صوفية للتقرب إلى الله، تتضمن ترديد آيات قرآنية وأذكار مثل: “سبحان الله”، و”الحمد لله”، و”لا إله إلا الله”، و”الله أكبر”.
وتابع أن كبار مشايخ عتيل، الذين يتبعون الطريقة الخلاوتية، كانوا يعقدون حلقات ذكر داخل الزاوية لتعليم المريدين وتنمية الروحانية، حيث يتعلم المريدون الانضباط الروحي، والصبر، والالتزام بالذكر المستمر، وهي ممارسة متوارثة عبر الأجيال.
وأكد يوسف أن الزاوية خضعت مؤخرًا لعملية ترميم شاملة، أظهرت جمالها المعماري وأعادت الاعتبار لقيمتها التاريخية والدينية، لتصبح اليوم مقصدًا للزوار المحليين والدوليين المهتمين بالتصوف والتراث الصوفي في فلسطين.
مشيراً إلى دور القواسمية، مشايخ الطريقة الخلاوتية ومقرهم الرئيسي في الخليل، في تأسيس الزاوية وانتشارها، حيث أنشأوا بعد زاوية عتيل زاوية أخرى في بلدة زيتا، ما يعكس حرصهم على تعليم المريدين وتوسيع دائرة التأثير الروحي لهذه الطريقة