
دعوات لضمان النزاهة العلمية في مناقشات مكافحة التبغ العالمية
قبل مدة قليلة من انعقاد مؤتمر الأطراف الحادي عشر لاتفاقية مكافحة التبغ (COP11)، المقرر في جنيف نوفمبر المقبل، برزت نقاشات واسعة حول أهمية التزام قيادة المؤتمر بالنزاهة العلمية والحياد في إدارة القضايا المطروحة. وجاء ذلك في أعقاب تصريحات مثيرة للجدل أدلت بها الدكتورة رينا روا، المديرة العامة للصحة بوزارة الصحة البنمية (MINSA). ففي مذكرة رسمية، عبّرت روا عن قلقها من استقلالية إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في تقييم منتجات النيكوتين البديلة، مشيرة إلى أنه “لا يوجد توافق علمي مستقل بعيدًا عن صناعة التبغ يثبت أن هذه المنتجات أقل خطورة بشكل كبير”.
هذه التصريحات أثارت ردود فعل قوية بين خبراء الصحة العامة، الذين اعتبروا أن صدورها من مسؤولة بهذا المستوى يعكس قصورًا في الإلمام بالتطورات العلمية المرتبطة ببدائل النيكوتين، وهو ما قد يؤدي إلى تضليل صناع القرار أو التأثير سلبًا على النقاشات الدولية.
ويرى الخبراء أن أي تشكيك غير مدعوم بالأدلة في مؤسسات علمية راسخة مثل FDA، المعروفة عالميًا بدقتها ومصداقيتها، قد يضعف من الثقة في مخرجات المؤتمرات الدولية المتعلقة بمكافحة التبغ. وأشار بعضهم إلى أن مثل هذه المواقف قد تعكس تجاهلًا للأبحاث الحديثة التي أظهرت أن بعض البدائل أقل خطورة من التدخين التقليدي، مؤكدين أن معالجة هذه القضايا تتطلب مواقف متوازنة لا إنكارًا ولا مبالغة.
ويستحضر المراقبون مواقف سابقة لروا، من بينها قرارها بحظر السجائر الإلكترونية في بنما، والذي ألغته لاحقًا المحكمة العليا باعتباره غير دستوري. ويرى محللون أن هذا السجل، إلى جانب تصريحاتها الأخيرة، يعكس حالة من التباين في المواقف قد تثير جدلًا إضافيًا في بيئة دولية معقدة.
في سياق متصل، أرسلت شركة González Consulting Group، وهي شركة استشارية قانونية ومالية في بنما، مذكرة إلى وزارة الصحة ونسخة إلى السفارة الأمريكية، حذرت فيها من “تداعيات دولية محتملة” لهذه التصريحات، بما في ذلك التأثير على التعاون الصحي والفني بين الدول. وشددت المذكرة على أن التشكيك في استقلالية FDA دون أدلة قوية قد يضعف من الثقة الدولية في آليات التعاون المشترك.
ويؤكد محللون أن نجاح مؤتمر بحجم وحساسية COP11 يتوقف على قدرة المشاركين على إدارة نقاشات مبنية على الأدلة والشفافية، بعيدًا عن المواقف الجدلية أو غير المدعومة علميًا. ويرون أن الأولوية يجب أن تكون لترسيخ أرضية علمية واضحة تعزز من مصداقية المؤتمر وتمكنه من تحقيق أهدافه في تعزيز الصحة العامة.
ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر COP11 ، تتجه الأنظار إلى كيفية معالجة هذه القضايا داخل جلساته، وإلى مدى قدرة المجتمع الدولي على تجاوز الخلافات والتركيز على بناء سياسات فعّالة لمكافحة التبغ قائمة على العلم والبيانات الموثوقة.







