Site icon تلفزيون الفجر

إطلاق منصة رقمية (HUB)لربط الأبحاث الجامعية بالصناعات: ضرورة أم خيار

كتب حسين حجاز

في ظل تزايد أهمية التحول الرقمي وربط البحث الأكاديمي بالصناعات، تشكل الأبحاث الجامعية اليوم أساساً لدعم الابتكار وتوفير حلول للتحديات التي تواجه القطاعات الصناعية المختلفة. في فلسطين، تعد الجامعات مصدراً أساسياً للمعرفة، حيث تُنتج العديد من البحوث العلمية والتقنية التي يمكن توظيفها في الصناعات المحلية. إلا أن هناك فجوة كبيرة بين الإنتاج الأكاديمي واحتياجات السوق والمصانع الفلسطينية. بناءً على ذلك، تبرز الحاجة إلى إنشاء منصة رقمية (Hub) لربط الأبحاث الجامعية التي يقوم بها الطلاب أو الأكاديميين بالصناعات المحلية، بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية:

  1. توفير قاعدة بيانات للأبحاث الأكاديمية: ستحتوي المنصة على قاعدة بيانات تشمل جميع الأبحاث الجامعية المتعلقة بالصناعات الفلسطينية، مما سيوفر وصولاً سهلاً للمصنعين والمهتمين إلى أحدث النتائج والمخرجات الأكاديمية المرتبطة بالصناعة.
  2. تشجيع الابتكار وتحويل الأبحاث الأكاديمية الى تطبيقات عملية: ستسهم المنصة في توجيه الأبحاث الأكاديمية نحو تطبيقات عملية أو منتجات تجارية قابلة للتنفيذ، مثل تطوير تقنيات لزيادة فترة الصلاحية، إدارة المخلفات الصناعية، تحسين كفاءة الطاقة، واستحداث محليات طبيعية وغيرها.
  3. التواصل والتعاون بين القطاعين الأكاديمي والصناعي: ستسهم هذه المنصة في تسهيل عملية التواصل وتبادل الأفكار والحلول بين الجامعات والمصانع بشكل منتظم. مما قد يؤدي إلى تعاون وتكامل بين القطاعين لتنفيذ مشاريع تطويرية مشتركة.
  4. تمويل وتسويق الأبحاث الجامعية التطبيقية: يمكن للوزارة أو الجهات ذات العلاقة تخصيص صندوق تمويل أو جوائز رمزية لتشجيع الأبحاث الجامعية التطبيقية التي تركز على تطوير حلول تقنية للمصانع أو تطوير منتجات جديدة.  وقد تقوم وزارة التعليم العالي ووزارة الصناعة بتنظيم مؤتمرات أو معارض لتسويق هذه الأبحاث.

لإخراج هذه المبادرة إلى حيز الوجود، ينبغي احتضانها من قبل وزارة الصناعة والاتحادات الصناعية ووزارة “الاتصالات والاقتصاد الرقمي” وبالتعاون مع وزارة التعليم العالي والتنسيق مع كافة الجامعات الفلسطينية، إلى جانب الشراكة المجتمعية مع مجموعة الاتصالات الفلسطينية، لتوفير البنية التحتية الرقمية، وخدمات الحوسبة السحابية، والتخزين الآمن للبيانات. من الممكن أن تقوم إحدى الجامعات الفلسطينية بوضع أول حجر هنا بتشجيع فريق من الطلاب في تخصصات التكنولوجيا لعمل دراسة فنية تطبيقية للمنصة ضمن بحوث المساقات الأكاديمية.

كواحدة من الأدوات الحيوية في صيرورة النهوض من الرماد، يمثل إنشاء منصة رقمية لربط الأبحاث الجامعية الفلسطينية بالصناعات خطوة نوعية لدعم الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز التفاعل بين المعرفة الأكاديمية والاحتياجات الصناعية. كما يعد استثماراً استراتيجياً في التنمية المستدامة، يعزز قدرة فلسطين على تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة تنافسية منتجاتنا.

ملاحظة: يمكن أن تضم المنصة أبحاثاً لها علاقة بالصناعة الفلسطينية من جامعات عالمية أو مراكز بحوث محلية ودولية.

(سنكون يوماً ما نريد …لا الرحلة ابتدأت…. ولا الدرب انتهى… “محمود درويش”).       

Exit mobile version