الذكرى السابعة لاستشهاد مصطفى الدلق

بسم الله الرحمن الرحيم
” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ “أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
صدق الله العظيم
الذكرى السابعة لاستشهاد
مصطفى الدلق
كيف لحروفي أن تعبر عن جروحي يا أبي الحبيب؟ أيها الغائب الحاضر..غائب عن دنياي وحاضر في روحي..بكتك قلوبنا قبل عيوننا..وكم نشعر بلوعة الفراق..وحرقة الفؤاد في غيابك..كم نفتقدك ونشتاقك ويملؤنا الحنين الى طيفك الحاني..كم تحضرنا مواقفك وأفضالك علينا..فقد كنت رمزالحنان ونبع الأمان..كنت مثالا للكرم والعطاء ليس معنا فقط.. مع كل من عرفته من أقارب وأصحاب وجيران..تشارك الجميع الأفراح والأحزان..تعين المحتاجين دون انتظارهم السؤال..لم تتوقف عن المساعدة والعون..أو اصلاح ذات البين..لم تجد راحتك الا في راحة الآخرين..ولم تجد سعادتك الا في اسعادهم..كنت حريصا على بر أهلك وصلة رحمك..وسباقا لاكرام ضيفك..كم كنت رقيق القلب لين الجانب وحسن اللسان ..كنت تبتغي في كل ذلك رضا الله بعيدا عن الرياء والمظاهر والأضواء..فليبارك الله ماصنعت وليجعله في ميزان حسناتك..أبي الحبيب لقد كنت لنا القدوة الحسنة في الصبر على المصائب واحتساب ذلك من الرب الكريم..لقد تعلمنا منك التراحم والتسامح وحسن الجوار..فكم صبرت على الأذى..وتعلمنا منك التعاطف مع الناس لأن ذلك كما قلت أسمى مراتب الانسانية. آآآآه يا أبي واللآهات في صدري لا تنطفي..اليوم مضى سبع سنوات على رحيلك..في كل يوم مضى منه..أفتقد سؤالك عني وعن اخوتي وامي ..كم كان عطفك يغمرني ويغمر اخوتي كما كنت تبحث عن راحتنا..وتبذل مافي جهدك لسعادتنا..وتسعى لرسم ابتسامتنا ..وللأسف لن نستطيع ان نجزيك عن كل ذلك ماحيينا. يا صاحب القلب الطيب..ياكل مافيك طيب.. لقد جنحت للبساطة في حياتك..وجعلت التواضع شعارك ..فقد كنت مؤمنا أن هذه الدار دار فانيه..وأن الجنة هي الأمنية الغالية..فبذلت مافي نفسك من عمل صالح لطلبها..لقد بذلت مافي جيبك من مال وصدقة في السر لنيلها..فهنيئاً لك أبي بما صنعت فها أنت اليوم حصدت دعاء الناس لك بالرحمة والمغفرة..وكيف لا وقد كنت تسابق الخطى لأداء الصلاة..فكم كان قلبك معلقا بالمساجد…ابي الغالي..لقد كنت دوما أخشى ان أفقدك..وجاء اليوم الذي كنت أخشاه..ومع هذا أرى أتخيل كل لحظة صورتك..ويرن في أذني صدى صوتك..فأهرب الى سجادتي داعية ربي أن يربط على قلبي ويلهمني أنا وأمي واخوتي الصبر على فراقك..فنحن باذن الله لن ننسى فضلك وابتسامتك الدافئة وطيب محياك..فكم صبرت ياأبي وأجرت..وهذا هو عزاؤنا أنك رحلت الى جوار رب غفور رحيم كريم..وجنيت دعاء المصلين على جثمانك الطاهربأن تسكن روحك في عليين..أودعك أيها الحبيب وكلي أمل أن ألاقيك في جنات الخلد..وليس لي بعد هذاالا التسليم بقضاء الله وقدره…
وافضل ما اقول واختم به ..
قول العزيز الحكيم:
انا لله وانا اليه راجعون
ارجو الدعاء لابي بالرحمة والمغفرة ..